حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخذ الجزية من أهل الذمة

عن عمرو بن دينار، قال: كنت جالسًا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله أخذها من مجوس هجر.

صحيح: رواه البخاري في الجزية (٣١٥٦ - ٣١٥٧) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال سمعت عمروًا قال .

عن عمرو بن دينار، قال: كنت جالسًا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله أخذها من مجوس هجر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المذكور مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● جالة: هو راوي الحديث، وكان كاتبًا لجزء بن معاوية.
● جزء بن معاوية: عم الأحنف بن قيس، وهو من كبار التابعين.
● المجوس: هم عبدة النار، وكانوا موجودين في بعض مناطق الجزيرة العربية مثل هجر (في شرق الجزيرة العربية).
● الجزية: مال يؤخذ من أهل الذمة (غير المسلمين) مقابل حمايتهم وتمكينهم من العيش في الدولة الإسلامية.
● فرقوا بين كل ذي محرم: أي امنعوا الزواج بين المحارم من المجوس، لأنهم كانوا يتزوجون من محارمهم.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة تاريخية مهمة تتعلق بمعاملة المجوس في الدولة الإسلامية. والحديث يشير إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يأخذ الجزية من المجوس في بداية الأمر، لأنه لم يكن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر. فلما شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ الجزية من مجوس هجر، عمل عمر بهذه السنة وأمر بأخذ الجزية منهم.
كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بفرق بين كل ذي محرم من المجوس، لأنهم كانوا يتزوجون من محارمهم (كالأم والأخت)، فأمر الإسلام بمنع ذلك وتطبيق شرع الله عليهم في这一点.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- اتباع السنة النبوية: عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يأخذ الجزية من المجوس حتى علم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، مما يدل على حرص الصحابة على اتباع السنة وعدم مخالفتها.
2- العدل مع غير المسلمين: أخذ الجزية من المجوس يدل على عدل الإسلام مع غير المسلمين، حيث يكفل لهم الحقوق ويحميهم في مقابل الجزية.
3- تحريم زواج المحارم: أمر عمر رضي الله عنه بمنع زواج المحارم among المجوس، وهذا يتوافق مع شريعة الإسلام التي تحرم الزواج بالمحارم.
4- أهمية الشهادة والرواية: قول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان حاسمًا في هذه المسألة، مما يدل على مكانة الصحابة وعدالتهم في نقل السنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- المجوس كانوا معروفين في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية (هجر والمناطق المحيطة بها).
- الجزية تؤخذ من أهل الكتاب والمجوس لأن لهم شبهة كتاب (يقال إن لهم كتابًا منزلاً ولكنهم حرفوه).
- هذا الحديث يدل على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديد الحرص على تطبيق شرع الله، حتى في الأمور التي قد يغفل عنها بعض الناس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجزية (٣١٥٦ - ٣١٥٧) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال سمعت عمروًا قال .. فذكره.
ورواه أبو داود (٣٠٤٣) عن مسدد بن مسرهد: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع بجالة يحدث عمرو بن أوس وأبا الشعثاء قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس إذ جاءنا كتاب عمر قبل موته بسنة: اقتلوا كل ساحر، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، وانهوهم عن الزمزمة.
فقتلنا في يوم ثلاثة سواحر، وفرقنا بين كل رجل من المجوس وحريمه في كتاب الله، وصنع طعامًا كثيرًا، فدعاهم فعرض السيف على فخذه، فأكلوا ولم يزمزموا وألقوا وقر بغل أو بغلين من الورق، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله ﷺ أخذها من مجوس هجر». وإسناده صحيح.
وفي معناه ما رواه الشافعي في الأم (٤/ ١٧٤) عن مالك - هو في الموطأ (١/ ٢٧٨) - عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس، فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب».
قال الشافعي: منقطع يعني أن محمدًا لم يسمع من عمر بن الخطاب.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: جاء رجل من الأسبذيين من أهل البحرين، وهم مجوس أهل هجر إلى رسول الله ﷺ، فمكث عنده، ثم خرج، فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم قال: مُرّ. قلت: مه؟ قال: الإسلام أو القتل. قال: وقال عبد الرحمن بن عوف: قبل منهم الجزية. قال ابن عباس: فأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي. فلا يصح.
رواه أبو داود (٣٠٤٤)، والدارقطني (٢/ ١٥٥)، والبيهقي (٩/ ١٩٠) من طريق هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن قشير بن عمرو، عن بجالة بن عبدة، عن ابن عباس قال .. فذكره.
وفي إسناده قُشير بن عمرو قال الدارقطني: مجهول، كما في الميزان.
قال البيهقي عقب الحديث المذكور: «نعم ما صنعوا تركوا رواية الأسبذي المجوسي، وأخذوا برواية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على أنه قد يحكم بينهم بما قال الأسبذي ثم يأتيه الوحي بقبول الجزية منهم، فيقبلها كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. والله أعلم».
وفي الباب مما روي عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب، فأتته قريش، وأتاه رسول الله ﷺ يعوده، وعند رأسه مقعد رجل، فقام أبو جهل فقعد فيه فقالوا: إن ابن أخيك يقع في آلهتنا قال: ما شأن قومك يشكونك؟ قال: «يا عم، أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي العجم إليهم الجزية» قال: ما هي؟ قال: «لا إله إلا الله» فقاموا، فقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟ قال ونزل: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ فقرأ حتى بلغ: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: ١ - ٥].
رواه الترمذي (٣٢٣٢)، وأحمد (٢٠٠٨) وصحّحه ابن حبان (٦٦٨٦) والحاكم (٢/ ٤٣٢) كلهم من حديث الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس .. فذكره في قصة طويلة.
قال الترمذي: حديث حسن. وصحّحه الحاكم.
قال الأعظمي: في إسناده يحيى بن عمارة ويقال: ابن عباد ويقال: عبادة الكوفي لم يرو عنه غير الأعمش ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» يعني عند المتابعة.
ورواه ابن جرير في تفسيره من طرق أحدها مرسل.
فالإسناد لا يخلو من كلام غير أن القصة اكتسبت شهرة في كتب التاريخ والسيرة. انظر: المنة الكبرى (٨/ ١٣٣).
اختلف أهل العلم فيمن تؤخذ منهم الجزية:
فذهب مالك إلى أنها تؤخذ من جميع الكفار والمشركين بناء على عموم الأدلة من السنة،
ولظاهر حديث بريدة.
وقال أبو حنيفة: تؤخذ من أهل الكتاب والمجوس وعبدة الأوثان من العجم، ولا تؤخذ من عبدة الأوثان من العرب. ونص على ذلك أحمد في رواية عنه.
وقال الشافعي: تؤخذ الجزية من أهل الكتاب عربا كانوا أو عجما، ومن أشبههم كالمجوس، ولا تؤخذ من أهل الأوثان عربا كانوا أو عجما؛ لأن الجزية عنده إنما هي على الدين لا على النسب.
قال الحافظ ابن القيم في كتاب أهل الذمة (١/ ٦) ناصرًا المذهب الأول: «فيؤخذ من أهل الكتاب بالقرآن ومن عموم الكفار بالسنة وقد أخذها رسول الله ﷺ من المجوس، وهم عباد النار لا فرق بينهم وبين عبدة الأوثان، ولا يصبح أنهم من أهل الكتاب، ولا كان لهم كتاب ولو كانوا أهل كتاب عند الصحابة ﵃ لم يتوقف عمر رضي الله عنه في أمرهم ولم يقل النبي ﷺ: سنوا بهم سنة أهل الكتاب». بل هذا يدل على أنهم ليسوا أهل كتاب فإذا أخذت من عباد النيران فأي فرق بينهم وبين عباد الأوثان اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

  • 📜 حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب