نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده! ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».

متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (٢٢٢٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من الأحاديث العظيمة التي تبشر بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وهو من أشراط الساعة الكبرى. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

أولاً. شرح المفردات:

● "ليوشكن": أي ليَقْرُبَنَّ ويَسرعنَّ.
● "ابن مريم": هو عيسى عليه السلام، ابن مريم البتول.
● "حكماً مقسطاً": أي حاكماً عادلاً، يَقْسُطُ ويَعْدِلُ في الحكم.
● "يكسر الصليب": أي يحطم رمز الشرك والضلال الذي اتخذه النصارى.
● "يقتل الخنزير": يمنع تربية الخنزير وأكله، لأنه محرم في الشريعة الإسلامية.
● "يضع الجزية": أي يرفعها ولا يقبلها من أحد، لأن الإسلام سيعم الناس فلا يبقى كافرٌ يُقبل منه الجزية.
● "يفيض المال": يكثر المال حتى يزيد عن حاجة الناس.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بنزول عيسى عليه السلام من السماء في آخر الزمان، وذلك عندما يقترب خروج الدجال ويظهر الفساد في الأرض. وسينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
وسيكون نزوله حكماً مقسطاً، أي حاكماً عادلاً، يحكم بشريعة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بشريعة جديدة، لأنه سيكون تابعاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
ومن أعماله التي بينها الحديث:
● يكسر الصليب: لأنه رمز الضلال والشرك عند النصارى، الذين زعموا أن الله ثالث ثلاثة، وكذبوا على الله وعلى عيسى عليه السلام. فكسر الصليب إبطال لهذا الرمز الباطل.
● يقتل الخنزير: لأنه حرمه الله تعالى، فسيمنع تربيتَه وأكلَه، ويُطهّر الأرض من هذا الحيوان النجس.
● يضع الجزية: أي لا يقبلها من أحد، لأن الناس سيدخلون في دين الله أفواجاً، فلا يبقى أحدٌ من الكفار إلا أسلم أو قُتِل، فلا حاجة للجزية.
● يفيض المال: حتى يكثر الخير والمال، ولا يجد الناس من يأخذ صدقاتهم، لشدة الغنى وكثرة المال.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- الإيمان بنزول عيسى عليه السلام: فهو من أشراط الساعة الكبرى، ومن كذّب به فقد كذّب بالقرآن والسنة.
2- عدل الإسلام: فحكم عيسى عليه السلام سيكون بالقسط والعدل، وفق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
3- إبطال الباطل: فكسر الصليب وقتل الخنزير象征 إزالة مظاهر الشرك والضلال.
4- انتشار الإسلام: سيظهر الإسلام على جميع الأديان، كما وعد الله تعالى.
5- كمال نعمة الله: بكثر المال والخير، حتى لا يحتاج الناس إلى الصدقة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- نزول عيسى عليه السلام ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
- هو من علامات الساعة الكبرى، التي تسبق قيام الساعة.
- سيعيش على الأرض حكماً عادلاً، ثم يتوفاه الله تعالى.
- يحكم بشريعة الإسلام، ويصلي خلف الإمام المهدي من هذه الأمة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في البيوع (٢٢٢٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول .. فذكره.
وفي رواية: «وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها»، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ [النساء: ١٥٩].
وقوله: «ويضع الجزية» أي أن عيسى عليه السلام لا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو القتل بخلاف اليوم، فإن الكفار إذا أقروا بالجزية فلا يجبرون على الإسلام، وهذا الحكم مستمر إلى قرب القيامة، فإذا نزل عيسى عليه السلام ينسخ بحكم النبي ﷺ وهو أن عيسى عليه السلام لا يقبل إلا الإسلام أو القتل.
وقوله: «ويفيض المال» من عدله عليه السلام، وتنزل البركات من السماء فيكثر خراج الأرض.
وقوله: «قبل موته» أي موت عيسى عليه السلام، فإن نزوله على الأرض وإعلانه بأنه عبد الله ورسوله رد على عقيدة النصارى بألوهيته.
ولكن ذهب كثير من المفسرين إلى أن الضمير يعود إلى الكتابي، وأنه قبل موته يؤمن ببشرية المسيح أنه عبد الله رسوله، ولكن لا ينفع إيمانه عند حالة النزاع كما هو معروف.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

📜 حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية