حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخراج المشركين واليهود والنصارى من جزيرة العرب

عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «أخرجوا اليهود من جزيرة العرب».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٦٥) من حديث وهب بن جرير، ثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي سلمة، عن أم سلمة .

عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «أخرجوا اليهود من جزيرة العرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
الحديث الذي تطلب شرحه هو حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ جَزِيرَةِ عَرَبٍ».
وفي رواية للبخاري ومسلم: «لَا يَتْرُكْ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ».
وهذا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو وصية أخيرة من وصاياه عليه الصلاة والسلام، كما في الصحيحين أنه قال في مرض موته: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب».


أولاً. شرح المفردات:


* أَخْرِجُوا: أمر بإخراجهم وطردهم ونقلهم من ديارهم في جزيرة العرب إلى خارجها.
* الْيَهُود: هم أتباع دين موسى عليه السلام، والمقصود هنا اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة وخيبر وغيرها من مناطق الجزيرة العربية، وكانوا معروفين بالغدر ونقض العهود وإثارة الفتن.
* جَزِيرَةِ الْعَرَب: هي شبه الجزيرة العربية، وحدودها المعروفة شرقاً: الخليج العربي والبحرين، وغرباً: البحر الأحمر، وجنوباً: بحر العرب، وشمالاً: بلاد الشام والعراق. وهي أرض العرب وموطن الإسلام الأول.


ثانياً. شرح الحديث ومعناه:


أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود (والمشركين) من جزيرة العرب، وجعلها أرضاً خالصة للإسلام وأهله. وهذا الأمر ليس ناشئاً عن عصبية عنصرية أو كراهية بغيضة، بل هو حكم شرعي عالي الحكمة، له أهداف عظيمة، منها:
1- حماية عقيدة الأمة: كانت جزيرة العرب هي منبع الإسلام وقلبه النابض، ومهبط الوحي. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هذه الأرض طاهرة نقية من أي تأثيرات عقائدية أخرى قد تشوش على نقاء التوحيد، أو تكون منفذاً للفتن والاضطرابات. وكان اليهود معروفين بمحاولة التفريق بين المؤمنين، ونقض العهود، كما حصل في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة.
2- تحقيق الأمن القومي: كان اليهود يتآمرون مع أعداء الإسلام من المشركين والمنافقين، فإخراجهم كان إجراءً أمنياً لقطع دابر الفتنة من داخلها، وحماية الدولة الإسلامية الناشئة من الطابور الخامس الذي يعمل على إضعافها.
3- إظهار سيادة الإسلام: كان هذا الإخراج إعلاناً بأن هذه الأرض أصبحت دار إسلام، يحكمها شرع الله، وتخضع لسلطانه، فلا مكان فيها لسلطة أخرى أو ولاء لدولة غير دولة الإسلام.
ملاحظة مهمة: هذا الحكم خاص بجزيرة العرب، وليس عاماً في كل بلاد المسلمين. ففي البلاد الأخرى التي يفتحها المسلمون، يُسمح لأهل الكتاب (اليهود والنصارى) بالبقاء فيها كأهل ذمة، يعيشون تحت حماية المسلمين وولائهم، ويؤدون الجزية، مقابل تمتعهم بحرية العقيدة وحماية أنفسهم وأموالهم.


ثالثاً. الدروس والعبر المستفادة:


1- الحكمة من التشريع: شرع الله تعالى دائماً ما يكون محفوفاً بالحكم والمصالح التي قد نعلمها وقد تخفى علينا. فالأمر بإخراج اليهود من الجزيرة كان لمصلحة عظيمة هي حماية الدين وصيانة بيضته.
2- الاهتمام بسلامة العقيدة: يجب على ولي الأمر أن يحرص على أرض الإسلام أن تكون خالية من كل ما يشوب عقيدة الناس أو يفتنهم في دينهم.
3- الحزم في مواجهة أهل الغدر والفتنة: من حكمة القيادة الإسلامية الحزم في التعامل مع من ثبت غدره وخيانته، واتخاذ الإجراءات الحاسمة التي تحفظ كيان الأمة.
4- الفرق بين الجزيرة العربية وغيرها: يفهم من الحديث التفريق في الحكم بين جزيرة العرب كمركز للدولة الإسلامية وبين سائر البلدان، مما يدل على مرونة التشريع الإسلامي وملائمته لكل زمان ومكان.


رابعاً. تنبيهات مهمة:


* هذا الحكم النبوي ليس دعوة إلى ظلم أو اضطهاد لأصحاب الديانات الأخرى بشكل عام، فهو حكم خاص بزمان ومكان محددين لأسباب واضحة.
* الإسلام أمر بالعدل والإحسان مع غير المسلمين الذين يعيشون تحت رايته في غير جزيرة العرب، قال تعالى: *{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}* [الممتحنة: 8].
* تم تنفيذ هذا الأمر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أخرج يهود خيبر من الجزيرة العربية تنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٦٥) من حديث وهب بن جرير، ثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي سلمة، عن أم سلمة .. فذكرته. وإسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري فإنه حسن الحديث. وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٣٢٥): «رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح».
أما حدود جزيرة العرب فقد قال سعيد بن عبد العزيز: «جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر».
رواه أبو داود (٣٠٣٣) عن محمود بن خالد، حدثنا عمر بن عبد الواحد قال: قال سعيد بن عبد العزيز .. فذكره. وإسناده صحيح، وسعيد بن عبد العزيز هو التنوخي الدمشقي ثقة إمام سوّاه أحمد بالأوزاعي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

  • 📜 حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب