حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قتال أهل خيبر

عَنْ أَنَس بن مالك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ حَتَّى يُصْبحَ، فَلَمَّا أَصبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا
بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ».

صحيح: رواه مالك في الجهاد (٤٨) عن حميد الطّويل، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

عَنْ أَنَس بن مالك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ حَتَّى يُصْبحَ، فَلَمَّا أَصبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا
بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف من صحيح البخاري (ح 371) وصحيح مسلم (ح 1365) شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● خَيْبَرَ: مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع، كانت تسكنها قبائل يهودية قوية في شمال المدينة المنورة.
● لَمْ يُغِرْ بِهِمْ: لم يهاجمهم ليلاً، وكانت هذه سيرته الحكيمة في القتال.
● الْمَسَاحِيهِمْ: جمع مِسْحاة، وهي آلة للحفر والعمل في الأرض.
● الْمَكَاتِلِ: جمع مِكْتَل، وهو سلة كبيرة يحمل فيها التمر أو الحبوب.
● مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ: الخميس هنا يعني الجيش، وكان يسمى بذلك لأنه ينقسم إلى خمسة أقسام: المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب.
● خَرِبَتْ خَيْبَرُ: أي هلكت وخسرت.
● بِسَاحَةِ قَوْمٍ: في أرضهم ومكانهم.
● فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ: فساء (أي ساء وبئس) صباح الذين أنذروا بالعذاب فلم ينتهوا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن حدث عظيم من أحداث الغزوات، وهي غزوة خيبر التي وقعت في السنة السابعة للهجرة.
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حروبه ألا يهاجم أعداءه ليلاً، تأدبًا مع الله وتجنبًا للقتال في الظلام الذي قد يؤدي إلى إيذاء غير المقاتلين أو عدم التمييز بينهم. فلما وصل إلى خيبر ليلاً، انتظر حتى أصبح الصباح.
وعند الفجر، خرج يهود خيبر إلى مزارعهم لأعمالهم اليومية ومعهم أدواتهم، غير مدركين أن جيش الإسلام قد حاصرهم. فلما فوجئوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وجيشه، صاحوا من شدة الذهول والخوف: "مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ"، أي أن محمدًا بجيشه قد جاءنا فجأة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلمته المشهورة: "خَرِبَتْ خَيْبَرُ"، أي هلكت وخسرت، لأنها ستسقط بيد المسلمين. ثم قال: "إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". وهذا كناية عن أن نزول جيش الإسلام بأرض قوم يعني هزيمتهم وسوء مصيرهم، خاصة إذا كانوا قد أنذروا (أي حذروا من عذاب الله وكفرهم) فلم يؤمنوا ولم يستجيبوا لدعوة الحق.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة والأخلاق في القتال: يظهر الحديث أدب النبي صلى الله عليه وسلم العالي في الحرب، حيث كان يتجنب الغدر والهجوم المفاجئ ليلاً، وهذا من كمال الأخلاق الإسلامية حتى في أشد الظروف.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم توكل على الله وأخذ بكل أسباب النصر، ومنها المباغتة الاستراتيجية للعدو في الوقت المناسب (بعد الفجر).
3- تحقق نصر الله للمؤمنين: الحديث يصور صورة واضحة لنصر الله لعباده المؤمنين، حيث يخذل أعداءه ويهيئ لهم سوء المصير.
4- العبرة للمعتبرين: قوله صلى الله عليه وسلم "فساء صباح المنذرين" تحذير لكل من يعاند الحق ويصم آذانه عن دعوة الله، فإن عاقبته ستكون سيئة لا محالة.
5- الثقة بنصر الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم واثقًا من نصر الله، فلم يتردد في الإعلان عن هزيمة أعدائه قبل أن تقع، ثقة بوعد ربه.

رابعًا. معلومات إضافية:


● نتيجة الغزوة: انتهت غزوة خيبر بانتصار المسلمين وفتح حصونها، وكانت نقطة تحول كبيرة قضت على آخر معقل كبير لليهود في الجزيرة العربية التي كانت تهدد أمن الدولة الإسلامية.
● مناسبة القول: قوله "فساء صباح المنذرين" يشبه في معنى قوله تعالى في سورة الصافات: "فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" (الآية 177)، مما يدل على أن النبي كان يتكلم بكلام الله المعجز وبلغة القرآن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجهاد (٤٨) عن حميد الطّويل، عن أنس بن مالك قال: فذكره. ورواه البخاريّ في المغازي (٤١٩٧) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 537 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

  • 📜 حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يبشر بفتح خيبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب