حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخبار النَّبِيّ ﷺ بفتحها على يدي عَلِيّ بن أبي طالب

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه» قال عمر: ما أحببت الإمارة إِلَّا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله ﷺ عليّ بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال: «امش، ولا تلتفت، حتَّى يفتح الله عليك». قال: فسار عليّ شيئًا ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتَّى يشهدوا أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إِلَّا بحقها، وحسابهم على الله».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٤٠٥) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القار) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه» قال عمر: ما أحببت الإمارة إِلَّا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله ﷺ عليّ بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال: «امش، ولا تلتفت، حتَّى يفتح الله عليك». قال: فسار عليّ شيئًا ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتَّى يشهدوا أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إِلَّا بحقها، وحسابهم على الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبيل الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه» قال عمر: ما أحببت الإمارة إِلَّا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله ﷺ عليّ بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال: «امش، ولا تلتفت، حتَّى يفتح الله عليك». قال: فسار عليّ شيئًا ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتَّى يشهدوا أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إِلَّا بحقها، وحسابهم على الله».


1. شرح المفردات:


● الراية: العلم الذي يُرفع في الحرب، ويدل على قيادة الجيش.
● تساورت: تمنيت وتحركت نفسي لها.
● لا تلتفت: لا تنظر خلفك أو تشك في الأمر، بل ثابر وواصل.
● إلا بحقها: إلا بحق الإسلام كالحدود والقصاص.
● حسابهم على الله: أي حسابهم على الله في البواطن والنيّات.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف عظيم قبل غزوة خيبر، حيث بشّر النبي ﷺ بأنه سيعطي الراية (قيادة الجيش) لرجل يحب الله ورسوله ويحقق النصر على يديه. وهذا يدل على أن القيادة في الإسلام تُعطى للأكفأ والأتقى، لا للأكبر سنًا أو للأعرق نسبًا فقط.
وقد تمنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون هو ذلك الرجل، لأنه يعلم أن هذه البشارة تدل على فضل عظيم ومحبة خاصة من الله ورسوله. ولكن النبي ﷺ دعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه – وهو شاب في ذلك الوقت – وأعطاه الراية.
ثم أوصاه النبي ﷺ بقوله: «امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك»، وهذا تعليمٌ بالثقة بالله والتوكل عليه وعدم التردد.
ولما سار علي رضي الله عنه توقف ليسأل سؤالًا مهمًا جدًا: «على ماذا أقاتل الناس؟» فأجابه النبي ﷺ بأن القتال يكون حتى يشهد الناس أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا نطقوا بها عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها.


3. الدروس المستفادة:


● فضل علي بن أبي طالب: فقد اختاره الله ورسوله لهذه المهمة العظيمة، وهو دليل على فضله ومكانته.
● محبة الله ورسوله أساس الاختيار: لم يُختر علي لجدارته القتالية فقط، بل لأنه يحب الله ورسوله، والمحبة أساس القبول.
● الثقة بالله وعدم التردد: وصية النبي ﷺ «لا تلتفت» تعلّمنا الإيمان بالله والتوكل عليه في الشدائد.
● الهدف من الجهاد في الإسلام: هو إعلاء كلمة الله، وليس القتال من أجل الدماء أو الأموال أو الأرض. فإذا أسلم الناس فقد حقنوا دماءهم.
● حسن النية والصدق مع الله: كما ظهر من سؤال عمر رضي الله عنه ورغبته في الخير، دون حقد أو حسد.
● الحكمة من اختيار الشباب: فالشباب هم عماد الأمة وقادتها، ويمكن أن يُؤتى الحكمة والفهم للشاب كما لأكبر الناس.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث ورد في غزوة خيبر، وكانت سنة 7 هـ.
- استجاب الله لدعوة النبي ﷺ، ففتح الله على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان نصرًا مبينًا.
- الحديث يدل على أن الجهاد في الإسلام له ضوابط شرعية، وأن الهدف الأسمى هو الدعوة إلى التوحيد، وليس الإكراه على الدين.

أسأل الله أن يجعلنا من المحبين له ورسوله، وأن يعيننا على فهم سنة نبيه والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٤٠٥) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القار) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
ورُوي عن بريدة قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر ولم يفتح له، وأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله ﷺ: «إني دافع لوائي غدًا إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتَّى يفتح له» وبتنا طيبة أنفسنا، أن الفتح غدًا فلمّا أصبح رسول الله ﷺ صلى الغداة، ثمّ قام قائمًا ودعا باللواء، والناس على مصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله ﷺ إِلَّا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء. فدعا عليّ بن أبي طالب وهو أرمد فتفل في عينيه ومسح عنه، ودفع إليه اللواء، وفتح الله له، وأنا فيمن تطاول لها.
رواه النسائيّ في الكبرى (٨٣٤٦) واللّفظ له، وأحمد في المسند (٢٢٩٩٣) وفي فضائل الصّحابة (١٠٠٩) والبيهقي في الدلائل (٤/ ٢١٠) وفي السنن الكبرى (٩/ ١٣٢) كلّهم من حديث الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكروه مختصرًا ومطولًا، ومنهم من ذكر أبا بكر
وحده، ومنهم من ذكر عمر وحده، ومنهم من جمع الثلاث.
قال أحمد: عبد الله بن بريدة الذي روى عنه الحسين بن واقد ما أنكرها، ووثَّقه غيره، ولكن له متابعات وشواهد وهي أيضًا لا تخلو من مقال، وقد يعضّد بعضه بعضًا، ولكن في متنه نكارة في ذكر تعاقب أبي بكر، ثمّ عمر، ثمّ علي، أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في منهاج السنة (٧/ ٣٦١) فقال: ولم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر، ولا قربها واحد منها، بل هذا من الأكاذيب، ولهذا قال عمر: فما أحببت الإمارة إِلَّا يومئذ.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٦٤ - ٢٦٧) بعد أن ساق عن البيهقيّ وغيره عدة روايات: «وقد روى الحافظ البزّار، عن عباد بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قصة بعث أبي بكر، ثمّ عمر يوم خيبر، ثمّ بعث علي، فكان الفتح على يديه، وفي سياقه غرابة ونكاره وفي إسناده من هو متهم بالتشيع».
قال الأعظمي: سياق البزّار لا يختلف عن غيره في تعاقب أبي بكر، ثمّ عمر، ثمّ عليّ وجعل الله الفتح على يديه.
وأمّا قوله: في إسناده من هو متهم بالتشيع: فهو حكيم بن جبير فإنه متروك.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ يقول: إن رسول الله ﷺ أخذ الراية فهزها ثمّ قال: «من يأخذها بحقها؟» فجاء فلان فقال: أنا، قال: «أمط» ثمّ جاء رجل فقال: «أمط» ثمّ قال النَّبِيُّ ﷺ: «والذي كرم وجه محمد، لأعطينها رجلًا لا يفر، هاك يا عليّ» فانطلق حتَّى فتح الله عليه خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما وقديدهما. قال مصعب: بعجوتها وقديدها.
رواه أحمد (١١١٢٢) وأبو يعلى (١٣٤٦) كلاهما من حديث إسرائيل، حَدَّثَنَا عبد الله بن عصمة العجلي، قال: سمع أبا سعيد فذكره.
وفيه عبد الله بن عصمة، وقيل اسم أبيه عصيم - أبو علوان مختلف فيه فوثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، والمجروحين، فتناقض فقال في المجروحين: «منكر الحديث جدًّا على قلة روايته، يرُوي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتَّى يسبق إلى القلب أنها موهومة أو موضوعة».
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٦٣) تفرّد به أحمد (يعني من الستة) إسناده لا بأس به، وفيه غرابة. ثمّ نقل كلام ابن حبَّان في ابن عصمة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر أن علئا حمل الباب يوم خيبر حتَّى صعد المسلمون عليه فافتتحوها وأنه جُرِّب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلًا.
رواه البيهقيّ في الدلائل (٤/ ٢١٢). وفي إسناده إسماعيل بن موسى السدي متهم بالرفض. وليث بن أبي سليم ضعيف، وقد أشار الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٧٣) إلى ضعَّفه إجمالا.
وقال البيهقيّ: وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر ثمّ اجتمع عليه سبعون رجلًا فكان جهدهم أن أعادوا الباب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 542 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

  • 📜 حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب