قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الإيمان بالملائكة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]
أنت أيها الإنسانُ مستخلَفٌ في الأرض، وكلُّ ما فيها مسخَّرٌ لك، فلا تُذِلَّ نفسَك أو تستعبِدْها لشيءٍ ممَّا قد خُلِق لك. قد رضي الله لعَبيده أن يسألوه عن حِكمته في صُنعه، وما يخفى عليهم من أسرار خَلقه، فلا جُناحَ أن نسألَ عمَّا غاب عنَّا من حِكَم تشريعه، مع الدعاء بأن يُفيضَ علينا سبحانه من خزائن علمه. إنما جُعِلت الخلافة في الأرض ليُعبدَ الله وحدَه، ويُثنى عليه بما هو أهلُه، وينـزَّهَ عن كلِّ ما لا يليق بجلاله وكماله، فأين الحاملون للأمانة بحقِّها؟ إذا كان من أسرار الله تعالى وحِكَمه ما يخفى على الملائكة الكرام، فالإنسان أَولى بأن يخفى عليه من ذلك؛ ﴿وما أوتيتُم منَ العِلم إلَّا قليلًا﴾ . |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]
أمر الله الملائكةَ بالسجود لآدم؛ طاعةً له سبحانه وتعظيما، وتشريفًا لأبينا وتكريما، فمَن طلب الرفعةَ بغير طاعة الله واتِّباع أمره ذلَّ وهان. خلَّتان شيطانيَّتان: العصيان والاستكبار، فإيَّاك أن يجري منهما شيءٌ في عروقك مهما قلَّ. |
﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
إن قومًا عادَوا ملائكةَ السماء الذين يسبِّحون بحمد ربِّهم ويستغفرون لمَن في الأرض، لأحرى ألا ينتظرَ منهم المسلمون إلَّا الحقدَ والبغض. لا تخشَ من عداوة مَن كان الله عدوَّه؛ إذ لن تنفعَه من دونه قوَّةٌ ولا كثرة. ولا تطمَع في موالاته؛ فإنه ليس لك من دون الله وليٌّ ولا نصير. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161]
الكافر يعرِّض نفسه للعنة كلِّ الناس؛ أمَّا الصالحون فيلعنونه لجحوده وغَيِّه، وأمَّا أحبابُه وأشياعه فإن لم يلعنوه في الدنيا فسوف يلعنونه في الآخرة؛ إذ ﴿الأخلَّاء يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتَّقين﴾ . |
﴿۞ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
أوَّل خِصال البِرِّ ورأسها الإيمانُ بالله، ومَن فاته هذا البِرُّ فقد فاته أعظمُ مقصود. الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس الطُّمَأنينةَ بحصول العدل التامِّ، وبأن الحياة على هذه الأرض ليست سُدًى، ولا فوضى بغير حساب. عظَّم الله الإيمانَ بالملائكة فنظَمَه في سِلك المسائل الكبار، فلنؤمن بهم، ولنستحضِر عظمةَ الله في خلقهم. الإيمان بالكتاب والنبيِّين يعني الإيمانَ بالرسالات جميعًا، ويؤكِّد في يقين المؤمن أن للبشر كافَّةً إلهًا واحدًا، وغايةً واحدة. الإنفاق على ذوي القُربى من خِصال البِرِّ، وفيه تحقيقٌ لمروءة النفس، وصيانةٌ لكرامة الأسرة، وقيامٌ بصِلة الرَّحِم. الصدقة لليتامى تعويضٌ عن فِقدانهم الرعايةَ الأبويَّة، وحمايةٌ لهم وللأمَّة من الانحراف والضياع والنقمة على مجتمعٍ لم يرعَهُم. من رحمة الله بمَن أضعفَته الحاجة، وأذلَّته الفاقة، أنه أوجب في المال حقًّا له يحفظ كرامتَه، ويُقيل عَثرتَه. في إيجاب الصَّدقة للمنقطِع عن ماله وأهله إشعارٌ له أن كلَّ مسلم أخٌ له، وكلَّ بلاد المسلمين وطنُه، فيتسلَّى عن أهلٍ بأهل، وعن مالٍ بمال، وعن ديارٍ بديار. الصَّدقة للسَّائلين إسعافٌ لحاجتهم، وكفٌّ لهم عن المسألة، وذلك من إحسان الله إلى عباده. |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210]
ماذا ينتظر المفسدون، الذين هم لخطُوات الشيطان متَّبعون؟! الهُدى بين أيديهم، والبيِّنات نُصبَ أعينهم، ولم يبقَ إلا قضاء الله فيهم. إلى الله وحدَه ترجع الأمور كلُّها، فيحكم فيها بعدله، ويرحم مَن يشاء بفضله، فلا تعلِّق رجاءك بغيره. |
﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]
أنَّى للعبد أن يكونَ مؤمنًا حقًّا ما لم يؤمن بما آمن به نبيُّه ورسوله الذي بعثه الله إليه؟! افتُتحَت سورة البقرة بذِكر الكتاب الذي لا ريبَ فيه، واختُتمَت بإيمان الأمَّة به، وكأنها شهادةٌ من الله تعالى لها بالاستجابة. إيمانكَ بكتاب الله تعالى يدعوك إلى الإيمان ببقيَّة ما أمرَك به من أصول الإيمان، فهو الهادي إليها، والدالُّ عليها. الأمَّة المسلمة هي الأمَّة التي ورثت رسالاتِ ربِّها جميعَها، فكانت الحارسةَ على أغلى ما عرَفته البشريَّة في تاريخها، والناشرةَ له إلى يوم القيامة. مع إعلانك السَّمعَ والطاعةَ لله تعالى، اعلم أنك عاجزٌ عن شكر نعمه، مقصِّرٌ في أداء فرائضه، وأنك أحوجُ ما تكون إلى عفوه. |
﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]
شأن التوحيد عظيمٌ ومكانته عالية؛ ولذا شهد الله عليه بنفسه قولًا، وبما نصبَه من دلائله كونًا وشرعًا. مَن ضعُف علمه بـ (لا إله إلا الله)، وعَشِيَت بصيرتُه عن مقتضياتها، فليس معدودًا في العلماء وإن تزيَّا بلباسهم، وحشر نفسَه في زُمرتهم. حسبُ أهل العلم شرفًا أن الله تعالى استشهد بالعلماء على أجلِّ مشهودٍ عليه وهو توحيدُه، وقرَن شهادتهم بشهادته، وبشهادة ملائكته، ولا يستشهد سبحانه من خلقه إلا بالعُدول. ما أعظمَها من شهادةٍ تضمَّنت الدَّلالةَ على وحدانيَّة الله المنافية للشِّرك، وعدله المنافي للظُّلم، وعزَّته المنافية للعَجز، وحِكمته المنافية للجهل! العزَّة والحكمة صفتان لازمتان للقيام بالقِسط الذي هو وضعُ الأمور في مواضعها، مع القُدرة على إنفاذها. |
﴿وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ أَرۡبَابًاۚ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 80]
مَن اعتقد شيئًا من صفات الربوبيَّة في مخلوقٍ من المخلوقات، أو صرف له العبادةَ من دون الله، سواءٌ كان ملَكًا مقرَّبًا أو نبيًّا مرسلًا، فقد اتخذه ربًّا وكفر بما أنزل الله. |
﴿وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123]
أيها المسلمون، لاحظوا الحِكمَ الإلهيَّة في أفعال الله تعالى بعباده، واعرفوا سننَ الله في النصر والهزيمة، واعلموا مواطنَ الضعف والقوَّة، واستلهموا من التاريخ العِبَر. إنما الشكرُ لواهب النصر، الذي جعـل التقـوى سلاحـــكَ الأقـوى، فأعانـك لمَّـا استعنت بقـوَّته وكفـاك، ووقـاك كِفـاءَ صدقك وتقواك. من أعظم ما يُرغِّب في التقوى ويُعين عليها تذكُّر ما أنعم الله به على أوليائه المتَّقين. |
﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ ﴾ [آل عمران: 124]
المدَدُ الذي لا تُعيقه المسافات، ولا تَحول دونه البحار ولا القُوى، هو مدَدُ الله وحدَه للمؤمنين. في كلِّ مواجهةٍ مع العدوِّ آمن بقدرة ربِّك، واستحضر هذا المعنى في نفسِك، وستجد أثره يقينًا ونصرًا في قلبك وواقعك. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97]
العِبرة بالخواتيم، وإن الخاتمة هي آخرُ محطَّات الحياة وأخوفُها؛ لأنها ترسم بعضَ ملامح المستقبل الأُخروي، فسَلِ اللهَ تعالى حسنَ الخاتمة، والوفاةَ على الإيمان. مَن قعَد به عن الهجرة إلى دار الإسلام خوفُه على دنياه، فقد ظلم نفسَه بحرمانه إيَّاها الحياةَ الكريمة في دار المسلمين، وإلزامِه لها حياةَ الذلِّ بين ظهرانَي الكافرين. الاعتذار بالضعف مع وجود المخرَج والاستطاعة ذَنبٌ عظيم، يُحاسَب عليه صاحبُه، ويُلام عليه فاعلُه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]
لا عجبَ أن يُؤمَر المؤمنُ بالإيمان والحرص على زيادته والثبات عليه؛ حتى يزدادَ به طُمَأنينةً ويقينًا، وإن في الأمر به لتذكيرًا بالخوف عليه؛ ففي ظلام الفتن قد تخبو بعضُ أنوار الإيمان. ألا ترى كيف يأمر الله بالإيمان بجميع الرسُل والكتب المنزلة عليهم، وكثيرٌ من اليهود والنصارى بعد مبعث رسولنا محمَّد ﷺ كذَّبوا به؟! ذلك أن الحقَّ لا تُمليه ردودُ الأفعال. ما أضلَّ من كفر بخالقه، وبالملائكة الذين أُمرَ بالإيمان بهم، وبالكتب التي نزلت لهدايته، وبالرسُل التي جاءت لإرشاده، وباليوم الآخر الذي فيه حسابُ عمله! |
﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ﴾ [النساء: 172]
التوحيد دليلٌ على رجاحةِ العقل وصفاء التفكير، فمَن رجَحَ عقلُه وصفا فكرُه أقبلَ على عبادة الله وحدَه، فإن أعرضَ عن ذلك فقد دلَّ على خِفَّة عقله، وكدَرِ فكره. الإنسان كلَّما ازداد علمًا وتُقى وعقلًا وصدقًا، ازداد تواضعًا واتِّباعًا للحق، فإن تكبَّر على الحقِّ والخلق فقد كشف عن جهله، وضعفِ دينه وعقلِه. إن عيسى عليه السلام وإن أُيِّد بالمعجزات، وأُعلم بالمغيَّبات، ورقِّي في السماوات، فإنه لم يرتفع عن درجة العبودية، فكيف تُدَّعى له الألوهيَّة؟! لا يمتنع العاقلُ عن عبادة ربِّه، سواءٌ أكان امتناعُه عن أنفةٍ واستنكاف، أم عن تعالٍ واستكبار. إذا استشرى مرضُ الكِبْر في القلوب فلا دواءَ أنجعَ من التذكير بالله والقدوم عليه، فمَن لم يَشفِه هذا العلاجُ فلا شفاءَ له. |
﴿وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ﴾ [الأنعام: 8]
طلبُ ما لا يمكن حصولُه عادةً متمسَّكٌ واهٍ يلجأ إليه من ألجمَته براهينُ الحق، ولم يجد في بيداءِ الباطل طريقًا تُخرجُه من حَيرته. ليسـت مهمَّـة رسـول الله ﷺ التصـدِّيَ لرغَباتِ الكافرين، وتلبيةَ اقتراحات المُعرضين، التي إن تحقَّقَ بعضُها طلبوا المزيد؛ عِنادًا واستكبارًا، وإنما عليه البلاغُ المبين. |
﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ﴾ [الأنعام: 9]
مجيءُ الرسولِ إلى البشر من جنسهم وليس من الملائكة رحمةٌ من الله تعالى؛ إذ يحصُل بذلك كمالُ الاقتداء، وتمامُ الاهتداء، فلا عذرَ لمَن كذَّب به، أو قصَّر في اتِّباعه. قال قَتادة: (ما لبَّس قومٌ على أنفسهم إلا لبَّسَ اللهُ عليهم، واللَّبْسُ إنما هو من الناس، قد بيَّن اللهُ للعباد، وبعثَ رسلَه، واتخذ عليهم الحجَّة، وأراهمُ الآيات، وقدَّم إليهم بالوعيد). |
﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]
العبد تحت رِقابة الله وعلمه، وهو خاضعٌ لأمر ربِّه وحُكمه؛ فملائكةٌ من الله تحفظ عليه عمله حتى ينقضيَ عُمرُه، وملائكةٌ تتوفَّاه متى حضر أجلُه. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]
يَعجبُ الإنسانُ من تجرُّؤِ بعض الناس على الكذب على الله عزَّ وجلَّ، فأيَّ قلوبٍ يحملون، وبأيِّ لسانٍ يتكلَّمون؟! أيظنُّ مَن يَشرَعُ للناس ما يُغنيهم عن حُكم اللَّه أنه سيضارع منهجَ الله تعالى، وينجحُ فيما افتراه؟! لقد خاب وظلم هو ومَن اتَّبعَه. يزيدُ الموتَ مشقَّةً على الكافر ما يلقاه من الملائكة من الشدَّة حال نزع روحه، في حين يخفِّفُ على المؤمن سكَراتِ الموت بِشارتُهم له. إهانة الكافرين والشدَّةُ عليهم عند الموت مقدِّمةٌ لما سيصيرون إليه ويَقدَمون عليه. حين يُودِّع الظالمون دنياهم، ويُقبِلون على آخرتهم، تستقبلهم تحيَّةُ التوبيخ والتقريع، والإهانة والإذلال على ماضيهم المظلِم، وسالفِ حياتهم المعتِم. الافتراء على الله والتكبُّر على آياته مرَضانِ يُخشى على ذي العِلم منهما، ولا معصومَ إلا مَن عصمَه الله. |
﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]
تذكير الناس بنعمة التكوين والإيجاد، بعد نعمة التمكين والإمداد؛ ليَشكُروا الربَّ الكريم الجواد، الذي أوجدهم من عدَم، وأمدَّهم بوافر النِّعَم. تاريخ العداوةِ الطويل، الذي بقيَ على وتيرةٍ واحدة جيلًا بعد جيل؛ يربِّي العقلاءَ على أخذ الحيطةِ والحذرِ من الشيطان الرجيم. |
﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ ﴾ [الأعراف: 12]
من حِلم ربِّنا وبالغ عدله أنه لم يعاجل الشيطانَ بالطرد لسابق علمه، بل سأله حتى أقام عليه الحجَّة من نفسه. الذين يأخذون الناسَ بما ظهر لهم دون برهان قد حادوا عن مِنهاج العدل، فكيف بمَن يأخذونهم بالأوهام والظنون؟! لا يفخرنَّ أحدٌ من الناس على غيره بفضل أصلِه وسموِّ نسبه وشرف عنصره؛ فإن ذلك كان من مُهلكاتِ إبليس. |
﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9]
من أسباب إجابة الدعاء الإلحاحُ على الله بالمسألة، وطلبُ الغوث منه سبحانه، مع استشعار عظيم الخسران إن لم يُجَب دعاؤك. إن الله معينُ المؤمنين، فحين أراد أن يكتبَ النصرَ بأيديهم جعل الملائكةَ عضُدًا لهم؛ تطمئنُّ بهم قلوبُهم، ويستبشرون بعددهم. |
﴿إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ ﴾ [الأنفال: 12]
تأييدُ المؤمنين بالملائكة نعمةٌ خفيَّة أظهرها الله تعالى لهم، وكم للهِ على عبده المؤمن من نِعَم ظاهرة جليَّة، ونِعَم مستورة خفيَّة، تستحقُّ جميعًا الشكر. ما من أحدٍ من خَلق الله إلا وهو إلى معيَّة الله جلَّ جلاله مفتقر، حتى الملائكةُ الكرام. الخَلقُ جميعًا إمَّا موفَّقٌ بتثبيت الله تعالى له، وإمَّا مخذولٌ بترك التثبيت؛ فلذلك لا يستغني عبدٌ عن تثبيت اللهِ له طَرفةَ عين. كان المشركون أكثرَ عَددًا، وأكملَ عُددًا، ومع ذلك دبَّ الرعبُ في قلوبهم، من ثُلَّةٍ مؤمنة قليلة العُدَّة والعَدد؛ لأن الله هو الذي تولَّى إلقاءَ الفزَع في قلوب المشركين. الرعب جنديٌّ من جنود الله، يُلقيه سبحانه في قلوب أهل الباطل لينصرَ به أهلَ الحقِّ، وقد نصر اللهُ به رسولَه والمؤمنين. تعطيل وسائل القوَّة والتأثير عند الأعداء من أكبر أسباب هزيمتهم، فليُعمِل المسلمون الحكمةَ في معاركهم، فالرأيُ مقدَّم على الشجاعة. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]
المتكبِّرون عن الحقِّ اليوم، سيُقادون إلى العذاب أذلَّاءَ صاغرين غدًا، ويا فوزَ مَن نأى عنهم. يترقَّى العذابُ بالذين كفروا من الأدنى إلى الأعلى حتى يزدادَ ألمُهم؛ فالملائكة يضرِبون وجوههم وأدبارَهم عند الاحتضار، ويبشِّرونهم يومَ القيامة بعذاب النار. |
﴿لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ﴾ [الرعد: 11]
ما يُصابُ العبدُ بأذى إلا بقَدرِ الله، ولا يسلمُ إلا بحفظه وأمره، ومَن حفظَه اللهُ لم يؤذه مخلوقٌ، ومَن تركَه فربما تسلَّطَ عليه أقربُ شيءٍ إليه. متى رأيتَ تكديرًا في حالك، فاذكر نعمةً ما شُكِرت، وزلةً فُعلِت، وغيِّر ما بنفسك يغيِّرِ اللهُ في أحوالك. لا يُزيلُ النِّعَم مثلُ كفرها، وإهمالِ أوامرِ المنعم بها، فعليك بالإحسان، واستجِدَّ بالدوامِ عليه عطاءَ الكريمِ المنَّان. التغيير الخارجيُّ يبدأ بالتغيير الداخليِّ، فإذا أردتَّ تغييرَ واقعك لصلاح دينك ودنياك فابدأ من قلبك. إن ربًّا يحفظ كلَّ ما يصدُر من العبد، ويتصرَّفُ فيه بما يشاء، ولا يردُّ أحدٌ أمرَه فيه؛ لجديرٌ بالرهبة، وإفرادِه بالعبادة. |
﴿وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِۦ وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13]
من الخَلق مَن يسبِّح بحمد ربِّه ويخشاه، وكثيرٌ من المكلَّفين غافلٌ عن ربِّه، ساعٍ في سبُل سَخَطه، فمَن أحرى بالتسبيح والخشية؟! أفعال الله العجيبةُ في الكون، يتأمَّلها المؤمنون فيسبِّحون ربَّهم ويحمَدون، ويهابون ويخشَون، ويراها الكافرون فيجادلون في وَحدانيَّة الله وقدرته على البعث، فيستعجلون العذابَ المُهين. |
﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ ﴾ [الرعد: 23]
ما أسعدَ تلك اللحَظاتِ التي يلتقي فيها الصالحون بأهليهم وذراريهم في جناتِ النعيم! فيجتمعُ الشملُ بعد الغياب، وتمتلئُ خيمةُ الحُبِّ بالأحباب. إنها لدار عظيمة، يزورُ أهلَها بالتهنئة رسلُ المَلِك العزيز سبحانه، فيَأنَسون بهم، ويفخرون بنزولهم عليهم كل مرة. |
﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴾ [الرعد: 24]
سلامٌ عليكم أيها الصابرون على مشاقِّ الدعوة، سلامٌ عليكم أيها المُلزِمون أنفسَكم أمرَ الله، الزامُّون قيادَها عن معصيته، الصابرون لألمها عند أقداره، فدَعُوا اليوم تعبَكم وآلامكم، وخذوا السلامَ الأبديَّ في دار النعيم والخلود. الأَولى باللبيب أن يُجاهدَ نفسَه؛ لعلَّه يحظى بتلك الدار؛ فإنها مُنيةُ النفوس، وسرورُ الأرواح، ومَجمَع اللذَّات والأفراح. |
﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ ﴾ [الحجر: 28]
شرف الموجودات بمزاياها وأعمالها، لا بمادَّتها وعنصر انحدارها، فاعمل لتشرُف، ولا تغترَّ بمادَّتك وعنصرك. |
﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الحجر: 43]
بقدر تحقيقك لعبودية الله يضعُف سلطان الشيطان عليك. إذا شئت الخلاصَ من إغواء الشيطان، والنجاةَ من نار الجحيم، فأخلص لله على طريق العبودية، واستقم له في اتباع أمره، فهو الحافظ وهو النصير، وإليه المرجع وإليه المصير. الغاوون صنوفٌ ودرجاتٌ، والغَوايةُ أشكالٌ وألوان، ولكل غاوٍ وغَواية ما يُناسبُ من الجزاء. |
﴿يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2]
سورةُ النِّعم هذه تبدأ بأجلِّ النِّعم، وهو التعريف بـ (لا إله إلا الله)، فلا نعمةَ أعظمُ من التوحيد. سبحان مَن يغيث بالوحي العباد، لتنهلَ منه القلوبُ التوحيد، فتَحيا به النفوسُ والعقول والضمائر، كما تحيا بالغيث البلاد! |
﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡۖ فَأَلۡقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعۡمَلُ مِن سُوٓءِۭۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النحل: 28]
الرَّزِيَّة كلُّ الرزيَّة أن يظلِمَ المرء نفسَه، ثم تُقبَضَ روحُه وقد خُتم له بذلك الوصف الشنيع. لا يَسَعُ المشركين بعد الدنيا غيرُ الاستسلام لأمرِ الله فيهم، فالإنكار لا ينفعُهم لدى علَّام الغيوب. |
﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]
لا تزيد البلايا المؤمنين إلا طِيبًا، فبها يؤهَّلون لدار الإكرام، ويُتلَقَّون هناك بالترحيب والسلام. كيف لا تَطيب قلوبٌ أُشربت معرفةَ الله ومحبَّتَه، وألسُنٌ لَهِجَت بذكره والثناءِ عليه، وجوارحُ عملت بطاعته؟! لا يدخل الجنَّةَ إلا نفسٌ طاهرةٌ من خَبَث الذنوب، فما أعظمَ ما يُقال للمتَّقين: ﴿طِبتُم فادخُلوها خالدين﴾ . |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ أَمۡرُ رَبِّكَۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [النحل: 33]
ليحذَر الظالمُ من التمادي في ظلمه، فإنه متى حقَّ العذابُ على أهله، نزل عليهم من الله بعدلِه، وما ظلمَهم بأخذِه، ولكن ظلموا أنفسَهم بمعصيته. |
﴿أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا ﴾ [الإسراء: 40]
عجيبٌ أن ينسُب امرؤٌ لربِّه ما هو منزَّهٌ عنه، وهو ذو الربوبيَّة والكمال، والغنى والجلال! فكيف ينسُب العبد لخالقه ما يكرهه هو لنفسه؟! لا يستهِن عبدٌ في كلمة يقولها في حقِّ الله تعالى وتوحيده، فقد تكون عظيمةً في شناعتها وجُرأتها، وضخامة الافتراء فيها، وخروجها عن التصوُّر والتصديق. |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا ﴾ [الإسراء: 61]
الإعراض عن الحقِّ طغيانًا وكِبرًا، داءٌ قديم، بدأه إبليسُ وسار على نهجه أتباعُه إلى اليوم. |
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 65]
يا من تقاوم غرورَ الشيطان وخداعه وإغواءه، أبشِر بدخولك في جملة عباد الله الطائعين المكرَّمين. مَن رأى للشيطان غلبةً على نفسه، فليراجع عبوديَّتَه لربِّه، وليتحقَّق من عَلاقته به؛ فإن إغواء الشيطان دليلُ ضعف العَلاقة بالرحمن. من أعظم العواصم من الشيطان وما يجُرُّه على العبد لزومُ القلب في الاعتماد على الله تعالى والتوكُّل عليه. |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ ﴾ [طه: 116]
إذا كان إبليسُ قد أبى أن تكون الكرامةُ والرفعة لآدم وذريته من بعده، فهل يُنتظر منه بعد ذلك إلا الكيد والضرر والإيذاء؟ |
﴿فَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوّٞ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰٓ ﴾ [طه: 117]
لا عذرَ لامرئ في جهله هذه الخصومةَ بينه وبين الشياطين، وكيف تُجهل وقد أُعلنت على الملأ منذ قيام البشرية؟ إنك لا تلقى إنسانًا إلا وهو يعاني من شقاء الدنيا وتعبها، فما أحقر هذه الدنيا! في ظل تعاليم الإسلام لا تجد المرأةُ الشقاء في معيشة الدنيا؛ فحقوقها محفوظة، والنفقة عليها من الرجال واجبة، والعناية بها مطلوبة، فهل وجدت المرأة لحقوقها أحسنَ من الإسلام؟ |
﴿ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ ﴾ [الأنبياء: 9]
للهِ كم صبر الأنبياء على أقوامهم، وطال ابتلاؤهم بهم! وكمِ انتظروا صدقَ موعود الله لهم، حتى حلَّ العذاب بمكذبيهم! |
﴿يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20]
لا تدعُ الملائكة التسبيحَ في أي جزء من الليل أو النهار، فماذا عن تسبيحك في ليلك ونهارك أيها العبد المكلَّف؟ |
﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26]
أيُّ جرأة لهؤلاء جعلتهم يتخيَّلون بل يفترون الولد في حقِّ ربِّهم؟ ويتمادون في الخيال المفترى حتى جعلوا ذلك الولدَ من الملائكة؟! |
﴿لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 27]
عبادُ الله المكرَّمون لا يقترحون عليه شيئًا تأدُّبًا وطاعة، ولعلمهم بكماله وغناه؛ فكلامُه عندهم في موضع التسليم والإجلال، لا في موضع الردِّ والجدال. كما لا يخرجُ الإنسانُ عن علم الله وإحاطته، وقضائه وتدبيره، فإنه لا يحقُّ له أن يخرج عن أمره ونهيه؛ لأنه عبده تدبيرًا وتكليفًا. احرِص على نَيل رضوان الله جل وعلا، فمَن رُزق ذلك نال شفاعةَ أهل الملأ الأعلى. كلما كان علمُ العبد بالله تعالى أكثر كانت خشيتُه منه أعظم؛ وذلك لأنه يستحضر مهابته وجلاله، فيحذَر من مخالفة أمره ونهيه. |
﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28]
جميع أنواع العبادة حقٌّ خالص لجناب المولى جلَّ وعلا، لا يُصرف منها شيءٌ لأحدٍ من خلقه، سواء كان عبدًا صالحًا، أو ملَكًا مقربًا، أو نبيًّا مرسلًا. |
﴿۞ وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 29]
أيُّ ظلم أعظم من ادِّعاء العبد المفتقر إلى سيِّده من جميع الوجوه مشاركةَ ربِّه جلَّ جلاله في خصائص الألوهية والربوبية؟ |
﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ ﴾ [الحج: 75]
الرسالة اصطفاءٌ يختار لها الله من عباده مَن يشاء؛ فليست بقوَّةٍ تُنال، ولا بعلمٍ يُبلَغ، ولا بهوى يصل إليها إنسان، بل هي عن علم الله وخبرته بمَن هو لها أهل. |
﴿۞ قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]
لن يَغفُل ملَكُ الموت عن قبض روح عبدٍ حين أجله، وكيف يغفل عنه وذلك عمله الذي وكَّله ربُّه تعالى به؟ مَن أيقن أن له مصيرًا سيعود إليه ويحاسَب على ما قدَّم في سالف زمنه، فلن يغفُلَ عن الاستعداد لذلك المعاد، فكيف إذا كان المصير إلى الربِّ القدير، المحاسِب على الكبير والصغير؟ |
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 43]
صلاة الله وملائكته هي سببٌ لإخراج العباد من الظلمات إلى النور، وحصول كلِّ خير واندفاع كلِّ شر، فيا لَحسرةِ الغافلين عن ربِّهم! ماذا حُرموا من خيره وفضله؟! هلَّا استشعرَت القلوبُ رحمة الله تعالى ورعايته وعنايته بخلقه، وهو الغنيُّ عنهم، وهم الفقراء المحاويج لرعايته وفضله؟ بلوغ العبد درجةَ الإيمان توصله إلى نيل رحمة الربِّ الرحيم، وعطاء الملك الكريم. |
﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ﴾ [سبأ: 40]
كم يلقى المشركون يوم القيامة من التقريع المباشِر وغير المباشِر، ليزدادوا عذابًا إلى عذابهم، وحسَرات إلى حسرتهم! سبحان الملك العدل الذي لا يُدخل الكافرين النار حتى يقيمَ عليهم الحجج، ويسقط عنهم الأعذار، وتشهد عليهم الشهود! وإلا فعلمه بحالهم يكفي عن سؤالهم وسؤال سواهم عنهم. |
﴿قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ﴾ [سبأ: 41]
ما أحسنَ افتتاحَ جواب الملائكة بتنزيه الله تعالى عن الشريك حينما كان مضمون السؤال عمَّا يتنزَّه الله تعالى عنه! لو علمتَ مدى قرب الله تعالى منك وإكرامه لك، وعلمه بك وقدرته عليك؛ ما واليتَ غيره حبًّا به وخَشيةً منه. لا يبغي الشياطين لبني آدمَ إلا الغوائل، ولا يريدون لهم إلا شرَّ العواقب، فقد دعَوهم إلى الإشراك بالله تعالى الذي هو أعظم الظلم. |
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [فاطر: 1]
الثناء الكامل على الله المنعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، حيث خلق السماواتِ والأرضَ فسخَّر ما فيهما لمصالحهم، وأرسل الملائكةَ بالوحي لهدايتهم وإرشادهم. سبحان الخالق القادر الذي يخلُق فيَزيد في خلقه ما يشاء صفةً أو قدرًا! وليس لمشيئته سبحانه انحصارٌ ولا توقيت. |
﴿وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفّٗا ﴾ [الصافات: 1]
في اصطفاف الملائكة درسٌ للمسلمين في ضرورة اصطفافهم في صلاتهم بنظام، واجتماع كلمتهم في سائر شؤونهم بإحكام. |
﴿فَٱلزَّٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا ﴾ [الصافات: 2]
سبحان مَن خضع له الملائكة العِظام الذين يُنفِذون أمره في ملكوته، كما يريده الله جلَّ في علاه! |
﴿فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا ﴾ [الصافات: 3]
لذكرِ اللهِ وكلامه فضلٌ ومزيَّة؛ ولذلك كانت تلاوته ديدنَ الملائكة المكرَّمين، وعباد الله المقرَّبين، فما أعظمَها من طاعة! |
﴿إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ ﴾ [الصافات: 4]
الله تعالى هو الخالق لهذه المخلوقات، والرازق والمدبِّر لها، فكما أنه لا شريك له في ربوبيَّته إيَّاها فكذلك لا شريك له في ألوهيَّته لها. |
﴿دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ ﴾ [الصافات: 9]
هذا مصير المتطاولين على جلال الله المحادِّين لرسُله، أن يُقذفوا ويطردوا. |
﴿فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [الصافات: 50]
لمَّا فرَغ أهل الجنَّة من الشواغل والقواطع أخذوا يتذاكرون وهم في تمام النعمة كيف سلَّمهم الله من البلاء، ودفع عنهم النقمة. |
﴿فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ ﴾ [الصافات: 149]
لقد أنكر الله عليهم جعلَهم له ما يكرهون ممَّا لو بُشِّر به أحدهم به لظلَّ وجهه مسودًا وهو كظيم، فأيُّ تعظيم هذا؟! وتعالى الله عن أن يكونَ له ولدٌ من البنات أو البنين! |
﴿فَأۡتُواْ بِكِتَٰبِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [الصافات: 157]
الحكم بلا سلطان الحجَّة كذبٌ عريض، ولا بدَّ لسلطان الحجَّة أن يكونَ ظاهرًا وليس بالدعوى، وأن يكونَ مبيِّنًا للحق وليس مُلبسًا، وإلا لم يُنتفَع به. |
﴿وَمَا مِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ ﴾ [الصافات: 164]
إن الله لغنيٌّ عن عبادة عباده؛ فعنده الملائكةُ المنتظمون في طاعته، المسبِّحون له حق تسبيحه، ولكنه يدعو عباده إلى تسبيحه وعبادته رحمةً بهم، وترقيةً لدرجتهم، وإذاقة لهم لذَّة التسبيح، وإنفاذًا للحكمة العظيمة، فلله الحمدُ على هذا الفضل العظيم. |
﴿وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ ﴾ [الصافات: 165]
إن الله لغنيٌّ عن عبادة عباده؛ فعنده الملائكةُ المنتظمون في طاعته، المسبِّحون له حق تسبيحه، ولكنه يدعو عباده إلى تسبيحه وعبادته رحمةً بهم، وترقيةً لدرجتهم، وإذاقة لهم لذَّة التسبيح، وإنفاذًا للحكمة العظيمة، فلله الحمدُ على هذا الفضل العظيم. |
﴿وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ ﴾ [الصافات: 166]
إن الله لغنيٌّ عن عبادة عباده؛ فعنده الملائكةُ المنتظمون في طاعته، المسبِّحون له حق تسبيحه، ولكنه يدعو عباده إلى تسبيحه وعبادته رحمةً بهم، وترقيةً لدرجتهم، وإذاقة لهم لذَّة التسبيح، وإنفاذًا للحكمة العظيمة، فلله الحمدُ على هذا الفضل العظيم. |
﴿إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ﴾ [ص: 70]
على المُعرضين عن النبأ العظيم أن يتدبَّروا بيانه المُبين عن صدقه بما أخبر به عن المغيَّبات؛ فإنما هو وحيٌ من الله فيه النِّذارة لهم، فليتعقَّلوا وليرجِعوا عن غَيِّهم وإعراضهم. لمَّا كان القرآن يهدي للتي هي أحسن من السبُل الموصلة إلى الفلاح، كان نبأ عظيمًا جديرًا بالاهتمام، ولكن ما أقلَّ المقبلين عليه والمنتفعين به! |
﴿لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [ص: 85]
إن الله سبحانه هو الحقُّ وقوله الحقُّ، فقد جعل على نفسه حقًّا قاطعًا أن يلقى إبليسُ وجنوده وأتباعه شرَّ مصير، وأن من رحمة الله التي وسعت كلَّ شيء أنه سبحانه حذَّر خلقه من طريق الضلالة، وبيَّن لهم عاقبتها؛ فمَن اختار سلوكها بملء إرادته، فهو وما اختار. |
﴿وَتَرَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الزمر: 75]
أقرب الخلق إلى العرش يسبِّحون بحمد ربِّهم لما يعلمون من محبَّته سبحانه للتسبيح، وما أحرانا أن نفوزَ برضاه بالتسبيح بحمده بُكرةً وعشيًّا! الكون كلُّه بجماداته وأحيائه ينطِق لله العظيم بالحمد على جليل نَعمائه؛ رضًا بعدله وحُسن قضائه. |
﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]
قال مُطَرِّفُ بن الشِّخِّير: (وجدنا أنصحَ العباد للعباد الملائكةَ، وأغشَّ العباد للعباد الشياطين) وتلا هذه الآية. هكذا هم المؤمنون على قلب رجل واحد؛ لاجتماعهم على تعظيم قَدْر الله، واليقين بوعده ووعيده، ولو اختلفت أجناسُهم وتباعدت بلدانُهم. كمال السعادة في شيئين: تعظيمِ أمر الله، والشفقةِ على خلق الله، وقد جَمعَت الآيةُ بينهما، فهنيئًا لمَن فاز بهما. ما أحرانا أن نستمسكَ بأدب الدعاء! وهو الافتتاحُ بالثناء على الله تعالى، والتعظيم لأنعُمه قبل الوقوف على عتبة بابه تضرُّعًا وسؤالا. ما قُرن شيءٌ إلى شيء أحسنَ من حِلمٍ ورحمة إلى علمٍ وخِبرة، فالحِلمُ والرحمة إنما يحسُنان مع العلم، وبهما يزدانُ العلم ويُثمر. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]
أصل الكمال الإنسانيِّ إيمانٌ بالله يطرح خبائثَ الشكوك المحيِّرة، واستقامةٌ على أمر الله بإصابة الحقِّ وسلوك دربه. جوهر الاستقامة الاعتدالُ، بلا غلوٍّ وإفراط، ولا تقصيرٍ وتفريط، فهي مسلكُ المؤمنين الصادقين، ودربُ العارفين المُخبِتين. لمَّا كانت الاستقامة أمرًا شاقًّا على النفس، كان جزاء مَن لزِمَها وصبرَ على تكاليفها أن تُحبَّه الملائكة وتبشِّرَه بالرضوان، والفوز بالجنان. سبقت للمؤمنين البشرى، فلا خوفٌ يعتريهم، ولا فزعٌ يؤذيهم، يخرجون من هذه الحياة الدنيا آمنين مطمئنِّين، وبوعد ربِّهم مستبشرين. ليستحضرِ المؤمنُ دومًا هذا الوعدَ الإلهيَّ المتجدِّد له بالجنَّة ونعيمها، ليسارعَ بهمَّة إلى الطاعات، وينأى بحزم عن المنكرات. |
﴿نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31]
كما كان الملائكة أولياءَ الصالحــين في الدنيــا، فإنهــم أولياؤهم في الآخرة، يؤنسونهم في وَحشة القبور، ويؤمِّنونهم يوم البعث والنشور، فهنيئًا لمَن كانت الملائكة أُنسَهم وأنيسهم. لا يُحرَم المؤمن في الجنَّة من شيء اشتهاه، وسيجد فيها كلَّ ما طلبه وتمنَّاه، فليس ثَمَّ إلا الأنسُ والنعيم، والرَّاحة والتكريم. |
﴿نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ﴾ [فصلت: 32]
برحمته سبحانه ومغفرته نالوا كرمَ الضيافة، ولولا ذلك ما وصلوا إلى ذلك العطاء الكريم، فاحرِص على أسباب رحمة الله ومغفرته لتنالَ ما نالوا. |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37]
إن في آيات الله الظاهرة أوضحَ دليل على وَحدانيَّة الله، فمَن تفكَّر فيها أفاق من غفلته، ونهض من كَبوته، وأقبل نحو ربِّه، طالبًا رضاه. مهما رأيتَ من عظيمٍ فإنَّ الله أعظم، وما ينبغي للمؤمن أن ينقادَ أو يذِلَّ إلا للعليِّ العظيم، إليه تُرفَع الرغائب، وبه تُستجلَب المطالب. |
﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشورى: 5]
هذه السماواتُ العظيمة في بنيانها، المتينةُ في عليائها، تكاد تتقطَّع تعظيمًا لله وتوقيرًا لجلاله، فـ ﴿ما لَكُم لا تَرجُونَ لله وَقارًا﴾ ؟! أمَّا الملائكةُ فعلموا مقامَ ربِّهم ذي الكبرياء والجبَروت، فخافوه وخشُوه، وأمَّا أهل الأرض فكثيرٌ منهم ما قدَروا الله حقَّ قَدْره! لولا رحمةُ الله وعفوُه لأهلكَت العبادَ معاصيهم، ولكنَّ الله يؤخِّر عقوبتهم حتى يَفيئوا إلى هديه، ويرجِعوا إلى صِراطه وشرعه. |
﴿أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخۡلُقُ بَنَاتٖ وَأَصۡفَىٰكُم بِٱلۡبَنِينَ ﴾ [الزخرف: 16]
يصفون الله بما لا يليق به، ويَنسُبون له سبحانه ما تأبى نفوسهم نِسبتَه إليهم، لقد بلغوا من العناد والضلال مبلغًا استحقُّوا به العذابَ والهلاك. لا يدري امرؤٌ أين يكون الخير، أفي الولد أم البنت، ولرُبَّ جارية خيرٌ لأهلها من غلام، وما يملك المرء أمام القدر سوى الإيمان والاستسلام. |
﴿بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 22]
لم يمحِّصوا ما وجدوا عليه آباءهم من الدين أكان حقًّا أم باطلًا، ولو ظهر لأحدهم خلَلٌ عند أبيه في أمر دنيويٍّ لردَّه عليه ولجانَبه! الإسلام يحرِّر أتباعه من التقليد الأعمى للآباء والأجداد، ويغرِس في نفوسهم البحثَ عن الدليل، وتحرِّي الحقِّ واتِّباعه. |
﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَٰٓئِكَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَخۡلُفُونَ ﴾ [الزخرف: 60]
عيسى عليه السلام ليس عبدًا من عباد الله فحسب، بل هو عبدٌ أنعم الله عليه بالرسالة، وجعله مثلًا يهتدي به المهتدون إلى عظمة الله وقدرته، ووَحدانيَّته وألوهيَّته. |
﴿لَكُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ كَثِيرَةٞ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾ [الزخرف: 73]
لا تسأل عن عدد فاكهة الجنَّة، ولا عن شكلها ولونها وطعمها، فلن يَحصُر كثرتَها عدٌّ، ولن يحيطَ بـحُسنها خيال، ذلك هو تلذُّذ أهل الجنَّة. |
﴿فَكَيۡفَ إِذَا تَوَفَّتۡهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ ﴾ [محمد: 27]
يُذعِن المكابرُ عن آيات الله، فلا يستطيع أن يحميَ وجهه ولا قفاه حينما تأتي الملائكة لتتوفَّاه، فلا نصيرَ له يومئذ، ولا منجى له. |
﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ﴾ [ق: 17]
لا يؤاخِذُ الله عبدَه حتى يقيمَ عليه الحُجَّة من نفسه، وما تتبُّعُ الملَكَين لعمله إلا شهادةٌ تكون له أو عليه. لا مفرَّ للإنسان من السَّعي إلى تقوى الله سرًّا وعلانية، فإن الملَكَين عن يمينه وشِماله يرصُدان عملَه لا يفوتهما منه فائتة. |
﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ﴾ [ق: 18]
لو علمتَ بمُخبِر يَرقُبُك ويتتبَّعك لأوجستَ منه خِيفة، وكنت منه على حذَر، فما بالُك بمَن يرقُب أعمالك، ويكتب أقوالك؟! |
﴿وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]
الموت حقيقةُ الحقائق لا يُنكرها عاقل، ومن الخير لك أن تواجهَ هذه الحقيقةَ؛ بأن تُعدَّ لها العُدَّة. أيها الغافلُ اللاهي، إن فرارَك من الموت ما هو في الواقع إلا إقبالٌ عليه، لأنه قدَرُك الذي لا مفرَّ منه، فتنبَّه! |
﴿فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا ﴾ [الذاريات: 4]
يُقسم الله سبحانه بما شاء ممَّا يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. في الرياح من العِبَر الكثير؛ في تفاوت أحوالها بين هُبوب وسكون، وشدَّة ولين، وفي تنوُّع منافعها، وعِظَم الحاجة إليها. سخَّر الله كونه وملائكتَه لسعادتنا، وما فيه خيرُنا، فهلَّا شكرناه اعترافًا بفضله! |
﴿۞ وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ ﴾ [النجم: 26]
لا ينالُ الإذنَ بالشفاعة عند الله، إلا من أحبَّه الله ورضي عنه، فهنيئًا لمن فازَ بها. إن الملائكة التي لا تعصي الله أبدًا، ولا تفتُر عن عبادته، لا تنفعُ شفاعتُها إلا أن يشاء الله، فلا تغترَّ بنفسك وعملك! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ تَسۡمِيَةَ ٱلۡأُنثَىٰ ﴾ [النجم: 27]
إذا ضعُفَ إيمانُ العبد بالآخرة، هانَ في نفسه الإفكُ والبُطلان، وتجرَّأ على قول الزُّور والبُهتان. مهما كثُرت الظنون وازدحمَت التخرُّصات، فإنها لا تقومُ مقامَ الحقِّ ولا تُغني عنه فَتيلا! |
﴿وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـٔٗا ﴾ [النجم: 28]
إذا ضعُفَ إيمانُ العبد بالآخرة، هانَ في نفسه الإفكُ والبُطلان، وتجرَّأ على قول الزُّور والبُهتان. مهما كثُرت الظنون وازدحمَت التخرُّصات، فإنها لا تقومُ مقامَ الحقِّ ولا تُغني عنه فَتيلا! |
﴿وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ ﴾ [الحاقة: 17]
لكلِّ يوم عظيم مشهدٌ عظيم؛ فانظر إلى السماء على سعَتها وتباعُد أنحائها ينتشر الملائكةُ الكرام في أطرافها؛ استعدادًا ليوم الفصل. |
﴿سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ ﴾ [المعارج: 1]
بؤسًا لأقوامٍ جهلوا عظمةَ ربِّهم، فاستعجلوا بالعذاب؛ تعجيزًا وامتحانًا، وسبحان الحليم الذي أمهلهم وما أهملهم! أبشروا أيها الكفَّارُ المكذِّبون؛ إن سخطَ الله وعذابه واقعان بكم لا محالة، فلا تستعجلوه! ﴿ويَستَعجِلُونَكَ بالعَذابِ ولن يُخلِفَ اللهُ وَعدَه﴾ . |
﴿لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ ﴾ [المعارج: 2]
بؤسًا لأقوامٍ جهلوا عظمةَ ربِّهم، فاستعجلوا بالعذاب؛ تعجيزًا وامتحانًا، وسبحان الحليم الذي أمهلهم وما أهملهم! أبشروا أيها الكفَّارُ المكذِّبون؛ إن سخطَ الله وعذابه واقعان بكم لا محالة، فلا تستعجلوه! ﴿ويَستَعجِلُونَكَ بالعَذابِ ولن يُخلِفَ اللهُ وَعدَه﴾ . |
﴿مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ ﴾ [المعارج: 3]
ما أعظمَك ربَّنا، رفعتَ السماء فوقنا بلا عمَد، وجعلتَها معارجَ تعرُج فيها الملائكةُ إليك، آيةً على عظيم صُنعِك، وعجيب فعلِك. يا له من يومٍ عظيم الأهوال! وحسبُك من هَوله ما يكون فيه من انقطاعِ الخَلق جميعًا إلى الله؛ انتظارًا لأمره فيهم. |
﴿تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ ﴾ [المعارج: 4]
ما أعظمَك ربَّنا، رفعتَ السماء فوقنا بلا عمَد، وجعلتَها معارجَ تعرُج فيها الملائكةُ إليك، آيةً على عظيم صُنعِك، وعجيب فعلِك. يا له من يومٍ عظيم الأهوال! وحسبُك من هَوله ما يكون فيه من انقطاعِ الخَلق جميعًا إلى الله؛ انتظارًا لأمره فيهم. |
﴿لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ ﴾ [المدثر: 28]
عن ابن عبَّاسٍ قال: ( ﴿لا تُبقي﴾ إذا أخذَت فيهم لم تُبقِ منهم شيئًا، وإذا بدَّلوا جلدًا جديدًا لم تذَر أن تُبادرَهم سبيلَ العذاب الأوَّل). مَن بلغ في الجحود الغايةَ استحقَّ من العذاب أشدَّه، ومن النَّكال آلمَه؛ جزاءَ استكباره، وكِفاءَ إعراضه، بعد إقامة الحُجَّة وبيان الحقِّ. |
﴿لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ ﴾ [المدثر: 29]
عن ابن عبَّاسٍ قال: ( ﴿لا تُبقي﴾ إذا أخذَت فيهم لم تُبقِ منهم شيئًا، وإذا بدَّلوا جلدًا جديدًا لم تذَر أن تُبادرَهم سبيلَ العذاب الأوَّل). مَن بلغ في الجحود الغايةَ استحقَّ من العذاب أشدَّه، ومن النَّكال آلمَه؛ جزاءَ استكباره، وكِفاءَ إعراضه، بعد إقامة الحُجَّة وبيان الحقِّ. |
﴿عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ ﴾ [المدثر: 30]
عن ابن عبَّاسٍ قال: ( ﴿لا تُبقي﴾ إذا أخذَت فيهم لم تُبقِ منهم شيئًا، وإذا بدَّلوا جلدًا جديدًا لم تذَر أن تُبادرَهم سبيلَ العذاب الأوَّل). مَن بلغ في الجحود الغايةَ استحقَّ من العذاب أشدَّه، ومن النَّكال آلمَه؛ جزاءَ استكباره، وكِفاءَ إعراضه، بعد إقامة الحُجَّة وبيان الحقِّ. |
﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31]
إذا رأيت علمَ الغيب لا يزيدُك إيمانًا ويقينًا، فراجع قلبَك؛ خشيةَ أن يكونَ قد أُشرب فتنةً ونفاقًا، يُوديان بك إلى شرِّ مصير. قلوب المؤمنين مفتَّحةٌ للحقِّ أبدًا، فهي تتلقَّاه من ربِّها تلقِّيًا يزيدها إيمانًا به سبحانه، وأُنسًا بشرعه، ويقينًا بهَديه. لا يزول بالشكِّ اليقينُ، ولا يقينَ إلا بالإيمان، فاعمل أيها المسلمُ دومًا على زيادة إيمانك، بكثرة الصالحات، ولزوم الطاعات. بئسَ العَيشُ عَيشُ الكافر والمنافق، فهما في حَيرةٍ وقلقٍ واضطراب، لا يطمئنُّون إلى صدق خبرٍ ولا إلى حكمةِ أمر، حتى يُردُّوا إلى أشدِّ العذاب. اطمئنَّ أيها المسلم وقَرَّ عينًا بالنصر والتأييد، فإنَّ لله جنودًا لا يعلمها إلا هو، وما عليك إلَّا الأخذُ بالأسباب مع اليقين بوعد الله. |
﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا ﴾ [المرسلات: 1]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا ﴾ [المرسلات: 2]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا ﴾ [المرسلات: 3]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا ﴾ [المرسلات: 4]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡمُلۡقِيَٰتِ ذِكۡرًا ﴾ [المرسلات: 5]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا ﴾ [المرسلات: 6]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا ﴾ [النازعات: 1]
إقسام الله تعالى بملائكته المُطيعين المستسلمين لأمره، إنما هو لظهور دَلالةِ أفعالها على ربوبيَّته ووَحدانيَّته، وكمال علمه وقدرته وحكمته. |
﴿وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا ﴾ [النازعات: 2]
أرواحُ المؤمنين المشتاقين إلى ربِّهم تُخرجها الملائكة طيِّبةً سهلة إلى باريها، فمَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءه. |
﴿وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا ﴾ [النازعات: 3]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا ﴾ [النازعات: 4]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا ﴾ [النازعات: 5]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ ﴾ [الطارق: 4]
ألا تجتهد أيها المسلمُ في طاعة مولاك وكسب رضاه، واجتناب ما يُغضبه، وقد علمتَ أنه وكَّل بك ملكًا يحفظ خطَراتِ نفسِك، وأعمالَ جوارحِك؟! |
﴿وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا ﴾ [الفجر: 22]
إن يقينك أيها العبدُ بمجيء الملك الجبَّار يوم القيامة للحساب، يدعوك إلى الاستعدادِ لذلك اللقاء، بكثرة الطَّاعات، والرغبة في الدَّار الآخرة. |
﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ ﴾ [الفجر: 23]
تفكَّر أيها المؤمنُ في هذا المشهد الحقِّ؛ واعمل ألَّا تكونَ فيه من النَّادمين، الذين يتمنَّون أن يُرجَعوا إلى الدنيا ليُصلحوا، ولكن هَيهات. |
﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ﴾ [القدر: 4]
يا له من ترغيبٍ في الطَّاعة! فإنَّ الإنسان ينشَط بالطَّاعات عند حضور الأكابر من العلماء والزهَّاد، فما بالك بالملأ العلويِّ وعلى رأسهم أمينُ الوحي عليه السَّلام؟ |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الإسراف بئس المهاد الوفاة الحرص على الصلاة الصناعة شهور الحج شكر الله وتسبيحه والثناء عليه المخذلين بئس القرار المقاطعة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب