رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله، وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٦١ - ١١٣) عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا يحيى بن آدم، ثنا قطبة - هو ابن عبد العزيز -، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي ذكرته، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، كالإمام النووي وابن حجر العسقلاني وغيرهم.

نص الحديث:

عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله (يعني عبد الله بن مسعود)، وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا.

1. شرح المفردات:

● أبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي، صحابي جليل.
● نفر من أصحاب عبد الله: جماعة من تلاميذ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
● ينظرون في مصحف: يدرسون القرآن ويتأملون فيه.
● قام عبد الله: المقصود عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
● أبو مسعود: هو عقبة بن عمرو الأنصاري، صحابي جليل.
● ما أعلم رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم: أي لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعد وفاته أحدًا أعلم بالقرآن وما أنزل الله من هذا الشخص الواقف (عبد الله بن مسعود).
● أما لئن قلت ذاك: أمانةً وحقًا إن قلت هذا القول.
● لقد كان يشهد إذا غبنا: كان يحضر مجالس النبي صلى الله عليه وسلم عندما نغيب عنها.
● ويؤذن له إذا حجبنا: كان يُسمح له بدخول بيت النبي صلى الله عليه وسلم عندما نُمنع نحن من الدخول.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يروي موقفًا حدث في دار أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث كان مجموعة من أصحاب عبد الله بن مسعود يدرسون القرآن، فقام عبد الله بن مسعود (أي نهض أو بدأ بالكلام أو الشرح)، فشهد له أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه بأنه أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن وما أنزل الله. ثم أكد أبو موسى الأشعري على هذه المكانة بذكر فضيلة أخرى لابن مسعود، وهي قربه من النبي صلى الله عليه وسلم ودخوله عليه في أوقات لا يدخلها الآخرون.
المعنى الإجمالي:
يشيد الصحابيان أبو مسعود وأبو موسى رضي الله عنهما بعلم عبد الله بن مسعود وبمكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على علو مرتبته في فهم القرآن والعلم الشرعي.

3. الدروس المستفادة منه:

● مكانة الصحابة وعلمهم: الحديث يظهر علو منزلة الصحابة رضي الله عنهم وعلمهم الغزير، خاصة عبد الله بن مسعود الذي كان من أعلام الصحابة في التفسير والقرآن.
● التواضع في طلب العلم: الصحابة كانوا يجتمعون لدراسة القرآن، وهذا يدل على حرصهم على التعلم والتواضع في طلب العلم.
● الاعتراف بالفضل لأهله: أبو مسعود وأبو موسى رضي الله عنهما اعترفا بفضل ابن مسعود وعلمه، وهذا من أدب الإسلام في إعطاء كل ذي فضل فضله.
● قرب ابن مسعود من النبي صلى الله عليه وسلم: قربه من النبي صلى الله عليه وسلم كان سببًا في زيادة علمه وفهمه، لأن القرب من العلماء والصلحاء يعين على الفهم والاستفادة.
● الحث على مجالس العلم: الاجتماع في البيوت لدراسة القرآن والعلم من السنن الحميدة التي ينبغي للمسلمين الاقتداء بها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو أحد كبار الصحابة، وأول من جهر بالقرآن في مكة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
- روى عنه الكثير من الأحاديث، وكان من المكثرين في رواية العلم.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وصححه الألباني.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن العلم لا يُؤخذ فقط بالسماع، بل بالقرب من العلماء والاستفادة من صحبتهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٦١ - ١١٣) عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا يحيى بن آدم، ثنا قطبة - هو ابن عبد العزيز -، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال: فذكره.
وفي لفظ: «شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا».
رواه مسلم (٢٤٦١ - ١١٢) من وجه آخر عن أبي الأحوص به.
وفي لفظ: «كنت جالسًا مع حذيفة وأبي موسى ...». رواه مسلم (٢٤٦١ - ١١٣) من وجه آخر عن الأعمش عن زيد بن وهب قال، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 463 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

📜 حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية