حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل عبد الله بن مسعود

عن عبد الله بن مسعود قال: والذي لا إله غيره! ما من كتاب الله سورة إِلَّا أنا أعلم حيث نزلت، وما من آية إِلَّا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدًا هو أعلم بكتاب الله مني، تبلغه الإبل، لركبت إليه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٢)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٦٣) كلاهما من طريق الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: والذي لا إله غيره! ما من كتاب الله سورة إِلَّا أنا أعلم حيث نزلت، وما من آية إِلَّا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدًا هو أعلم بكتاب الله مني، تبلغه الإبل، لركبت إليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو شهادة عظيمة من صحابي جليل في فضل العلم وطلبـه، وفي مكانته هو نفسه رضي الله عنه.
### أولاً. صاحب الحديث
هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أحد كبار الصحابة وأعلمهم بالقرآن الكريم، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان من خاصّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال عنه صلى الله عليه وسلم: «رُضِيتُ لأمتي ما رَضِيَ لها ابنُ أُمِّ عَبْدٍ» (رواه الطبراني وهو حسن). وكان يُقال: "أَقْرَأُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ".

ثانيًا. شرح المفردات:


● "والذي لا إله غيره!": قَسَمٌ بتوحيد الله عز وجل، وهو يؤكد على صدق ما سيُخبر به، ويُظهر عِظَم ما سيقوله.
● "حيث نزلت": أي في أي مكان نزلت السورة (في مكة أم في المدينة، وفي أي ظرف أو حادثة).
● "فيما أنزلت": أي بسبب أي شيء نزلت الآية، وما هو المناسبة أو الحكمة وراء نزولها.
● "تبلغه الإبل": أي لو علمت أن هناك شخصًا أعلم مني في مكان بعيد.
● "لركبت إليه": أي لسافرت إليه على ظهر الدابة (الراحلة) لأتعلّم منه.

ثالثًا. شرح الحديث:


يُخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في هذا الحديث بأمرين عظيمين:
1- مبلغ علمه بالقرآن: يشهد بنفسه - مقسماً بالله تعالى - أنه يعلم عن كل سورة في القرآن الظرف الذي نزلت فيه (مكان نزولها وزمانه)، ويعلم عن كل آية السبب المباشر أو الحكمة التي نزلت من أجلها. وهذا يدل على غزارة علمه وفهمه العميق لكتاب الله، وهو ليس من باب المفاخرة، بل من باب بيان فضل الله عليه وتوثيق العلم.
2- تواضعه وشغفه بالعلم: رغم هذا العلم الواسع، فإنه يعلن أنه لو علم بوجود شخصٍ آخر في الدنيا أعلم منه بكتاب الله – حتى لو كان في أقصى الأرض – لذهب إليه مسافراً على ظهر بعيره ليتعلم منه ويزداد علماً. وهذا هو ذروة التواضع للعالم، وذروة الحرص على طلب العلم.

رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل العلم الشرعي وعلم القرآن خصوصاً: الحديث يرفع من قيمة العلم بكتاب الله، وفهم أسباب النزول ومناسباته، وهو علم عظيم يحتاجه المسلم لفهم القرآن فهماً صحيحاً.
2- تواضع العالم: العالم الحقيقي هو المتواضع الذي لا يغتر بعلمه، ويعترف بأن العلم بحر لا ساحل له، وأنه مهما بلغ من العلم فإن فوق كل ذي علم عليم.
3- الحرص على طلب العلم والسفر فيه: يستحب للساعي في طلب العلم أن يتحمل مشقة السفر والتنقل للقاء العلماء والاستفادة منهم، فالعلم يؤتى ولا يأتي.
4- بيان مكانة الصحابة رضي الله عنهم: هذا الحديث يظهر لنا حرص الصحابة رضوان الله عليهم على فهم القرآن وتعلّمه وتعليمه، ومدى تمكنهم من علومه.
5- الحث على المنافسة في الخير: ينبغي للمسلم أن يكون طموحاً في طلب العلم، لا يقنع بالقليل، ويحرص على أن يكون من أعلم الناس بدينه.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذا العلم الذي امتلكه ابن مسعود رضي الله عنه (علم أسباب النزول) من أهم علوم القرآن، لأنه مفتاح لفهم المعنى المقصود من الآية وتحديد دلالتها.
- قول ابن مسعود "لو أعلم أحدًا هو أعلم بكتاب الله مني..." لا يناقض كون النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الأمة، فهو يتكلم عن البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- هذا الموقف من ابن مسعود هو تطبيق عملي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» (متفق عليه). فالحسد هنا بمعنى الغبطة والمنافسة في الخير.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، والحرص على طلب العلم، والتواضع لله ولعباده.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٢)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٦٣) كلاهما من طريق الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله فذكره. وهذا لفظ مسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 464 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

  • 📜 حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعلم الناس بكتاب الله وأعلم حيث نزلت كل آية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب