أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النَّبِيّ ﷺ قال له: «أمّ قومك». قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئًا، قال: «ادْنُه». فجلسني بين يديه ثمّ وضع كفه في صدري بين ثديي، ثمّ قال: «تحوَّل». فوضعها في ظهري بين كتفي. ثمّ قال: «أُمّ
قومك، فمن أَمّ قومًا فليخفف، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده، فليصلّ كيف شاء».

صحيح: رواه مسلم في كتاب الصّلاة (٤٦٨: ١٨٦) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عمرو بن عثمان، حَدَّثَنَا موسى بن طلحة، حَدَّثَنِي عثمان بن أبي العاص الثقفي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح وافٍ لحديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النَّبِيّ ﷺ قال له: «أمّ قومك». قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئًا، قال: «ادْنُه». فجلسني بين يديه ثمّ وضع كفه في صدري بين ثديي، ثمّ قال: «تحوَّل». فوضعها في ظهري بين كتفي. ثمّ قال: «أُمّ قومك، فمن أَمّ قومًا فليخفف، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده، فليصلّ كيف شاء».

1. شرح المفردات:

● أمّ قومك: أي صلِّ بهم إمامًا.
● أجد في نفسي شيئًا: أشعر بشك أو وسوسة أو تردد في أهليتي للإمامة.
● ادْنُه: اقترب مني.
● وضع كفه في صدري بين ثديي: وضع يده الشريفة على صدره.
● تحوَّل: التفت واغير اتجاهك.
● فليخفف: لِيُقَصِّر في الصلاة ويخفف قراءتها وركوعها وسجودها.
● ذا الحاجة: من له حاجة ملحة تمنعه من طول القيام.

2. شرح الحديث:

السياق والمناسبة:
استأذن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه النبي ﷺ أن يؤم قومه في الطائف بعد إسلامهم، ولكنه تردد بسبب ما يجده في نفسه من وساوس أو شكوك في قدرته على ذلك، أو ربما خشية ألا يحسن الإمامة.
الشرح التفصيلي:
● قوله ﷺ: «أمّ قومك»: هذا تكليف من النبي ﷺ له بالإمامة، وهو تشريف وتكليف، وفيه أن الإمامة منوطة بأهل الصلاح والعلم.
● قوله: «إني أجد في نفسي شيئًا»: هذا تواضع من الصحابي وخوفه من عدم القيام بحق الإمامة، وهو شعور نبيل يدل على خشية الله تعالى.
● فعل النبي ﷺ ودعاؤه له: ما قام به النبي ﷺ من وضع يده الشريفة على صدره وظهره هو نوع من الرقية الشرعية والدعاء له بالبركة وذهاب الوساوس، وطمأنة قلبه. وفيه إشارة إلى علاج الوساوس بالدعاء والتفاؤل ببركة يده الشريفة ﷺ.
● توجيهاته ﷺ للإمام:
● «فليخفف»: هذا أمر للإمام بأن يكون مراعيًا لحال المأمومين، فلا يطيل الصلاة أكثر من اللازم.
● «فإن فيهم الكبير»: الشيخ الكبير الذي قد لا يقوى على طول القيام.
● «وإن فيهم المريض»: الذي يتألم من طول الوقوف.
● «وإن فيهم الضعيف»: الذي لا يقوى على طول الصلاة.
● «وإن فيهم ذا الحاجة»: الذي قد يكون مشغولًا بأمر عاجل.
● قوله: «وإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء»: أي إذا صلى منفردًا فله أن يطيل كما يشاء، لأنه لا يشق على غيره.

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- جواز الإمامة للشاب المأمون: فقد كان عثمان شابًا عندما ولاه النبي ﷺ الإمامة.
2- استحباب التواضع وعدم التطلع للرياسة: كما ظهر من تردد عثمان رضي الله عنه.
3- بركة دعاء النبي ﷺ ورقِيته: وفيه إثبات كرامات الأولياء وبركة الصالحين.
4- وجوب تخفيف الإمام في الصلاة: وهذا من كمال الشريعة ومراعاتها لأحوال الناس.
5- مراعاة أحweakال المصلين: الكبير والمريض والضعيف وذا الحاجة.
6- أن للمنفرد أن يطيل في صلاته كما يشاء: بخلاف الإمام الذي يراعي غيره.
7- أن الوساوس تعالج بالدعاء والرقية الشرعية: وليس بالاستسلام لها.

4. معلومات إضافية:

● الراوي: عثمان بن أبي العاص الثقفي، من صحابة النبي ﷺ، وكان أميرًا على الطائف.
● مصادر الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والنسائي، وأحمد.
● حكم الحديث: صحيح.
● الفقهاء استدلوا به على وجوب التخفيف في صلاة الجماعة، وأن للإمام أن يطيل في النوافل إذا صلى وحده.

الخلاصة:

الحديث الشريف يجمع بين التوجيه العملي للإمام في الصلاة، وبين العلاج النبوي للوساوس، ويرسم صورة رائعة لرحمة النبي ﷺ بأمته وتيسيره عليهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الصّلاة (٤٦٨: ١٨٦) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عمرو بن عثمان، حَدَّثَنَا موسى بن طلحة، حَدَّثَنِي عثمان بن أبي العاص الثقفي فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 470 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

📜 حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أم قومك فمن أم قومًا فليخفف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية