حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل عكاشة بن محصن

عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتَّى أكرينا الحديث، ثمّ تراجعنا إلى البيت، فلمّا أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحط، حتَّى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلمّا رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران.
قال: وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: ربّ من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: ربّ رضيت ربّ رضيت».
قال: «ثمّ قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنّة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله، ادع ربَّك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم اجعله منهم». قال: ثمّ أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله، ادع ربَّك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال: ثمّ قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرًا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إنِّي لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنّة». قال: فكبرنا، ثمّ قال: «إنِّي لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثمّ قال: «إنِّي لأرجو أن يكون الشطر». قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩، ٤٠]، قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثمّ لم يزالوا يعملون به حتَّى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».

صحيح: رواه أحمد (٣٩٨٩)، والبزّار (١٤٤١، ١٤٤٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٦٤٣١)، والحاكم (٤/ ٥٧٧ - ٥٧٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٠/ ٥) كلّهم من طرق، عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتَّى أكرينا الحديث، ثمّ تراجعنا إلى البيت، فلمّا أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحط، حتَّى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلمّا رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران.
قال: وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: ربّ من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: ربّ رضيت ربّ رضيت».
قال: «ثمّ قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنّة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله، ادع ربَّك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم اجعله منهم». قال: ثمّ أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله، ادع ربَّك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال: ثمّ قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرًا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إنِّي لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنّة». قال: فكبرنا، ثمّ قال: «إنِّي لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثمّ قال: «إنِّي لأرجو أن يكون الشطر». قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩، ٤٠]، قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثمّ لم يزالوا يعملون به حتَّى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه من المعاني والدروس ما ينبغي الوقوف عنده، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولًا:

شرح المفردات:
● أكرينا الحديث: أي أكثرنا منه وأطلناه.
● الظُراب: جمع ظَرَب، وهو الجبل الصغير أو التل.
● الكَبْكَبَة: الجماعة الكثيرة من الناس.
● يَتَهَرَّشُونَ: يسرعون في المشي أو يتبادرون.
● يسترقون: لا يطلبون الرقية من الآخرين (أي لا يسألون غيرهم أن يرَقِيهم للشفاء).
● يَكتوون: لا يطلبون الكي (وهو علاج كان معروفًا بالقديم).
● يَتَطَيَّرون: لا يتشاءمون بالطيور أو غيرها.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي ﷺ في ليلة فأطالوا الحديث، ثم عادوا إلى بيوتهم. وفي الصباح ذهبوا إلى النبي ﷺ فأخبرهم بما رآه في منامه (والرؤيا الصادقة جزء من النبوة).
رأى النبي ﷺ الأنبياء مع أتباعهم من أممهم، فمنهم من جاء مع ثلاثة فقط، ومنهم مع جماعة، ومنهم من لم يأتِ معه أحد. ثم جاء موسى عليه السلام مع جمهور كبير من بني إسرائيل فأعجب النبي ﷺ بكثرة أتباعه.
ثم رأى ﷺ جماعة كبيرة جدًا حتى سدوا الأفق، فسأل الله عنهم، فأخبره أنهم أمته. ثم بُشِّر بأن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب.
فقام الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه فطلب من النبي أن يدعو الله أن يكون منهم، فدعا له. ثم قام رجل آخر فطلب نفس الطلب، فقال النبي: "سبقك بها عكاشة"، أي أن الدعوة خاصة به.
ثم حث النبي ﷺ أصحابه على السعي لأن يكونوا من هؤلاء السبعين، فإن لم يستطيعوا فليكونوا من الجماعة الكبيرة (أهل الظراب)، فإن عجزوا فمن بقية الأمة (أهل الأفق).
ثم بين النبي ﷺ أن هؤلاء السبعين الألف ليسوا – كما ظن بعض الصحابة – من الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله، بل هم:
الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل هذه الأمة وكثرة أتباعها: حيث رأى النبي ﷺ أمته أكثر الأمم عددًا يوم القيامة.
2- تفاوت درجات الصالحين: فمن أمة محمد ﷺ من يدخل الجنة بغير حساب، ومنهم من يدخل بعد الحساب، وهم درجات عند الله.
3- الحرص على الأعمال الصالحة: وحث النبي ﷺ على المنافسة في الخيرات والمسابقة إلى الجنة.
4- التوكل على الله والاعتماد عليه: فصفة السبعين الألف أنهم لا يطلبون الرقية أو الكي أو يتشاءمون، بل يتوكلون على الله حق توكله.
5- الدعاء وأهميته: كما في قصة عكاشة رضي الله عنه حين دعا له النبي ﷺ.
6- البشرى لأمة الإسلام: بأنهم سيكونون نصف أو ثلث أو ربع أهل الجنة، كما في آخر الحديث.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على صدق نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن أمور غيبية.
- فيه بيان لمنزلة التوكل وأنه من أعظم أسباب النجاة.
● الرؤيا الصادقة من علامات النبوة، وهي مصدر من مصادر التشريع إذا وافقت الوحي.
- ينبغي للمسلم أن يسعى لأن يكون من أفضل المؤمنين، لا أن يقتصر على أدنى الدرجات.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتوكلين عليه، وأن يوفقنا لطاعته، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩٨٩)، والبزّار (١٤٤١، ١٤٤٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٦٤٣١)، والحاكم (٤/ ٥٧٧ - ٥٧٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٠/ ٥) كلّهم من طرق، عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
والسياق لابن حبَّان وسياق الآخرين نحوه إِلَّا أن الإمام أحمد لم يسق لفظه وإسناده صحيح.
قوله: «كبكبة من بني إسرائيل» والكبكبة: الجماعة المتضامة من الناس.
قوله: «الظراب»: الجبال الصغيرة.
قوله: «يتهرشون»: أي يتقاتلون، وورد بلفظ «يتهاوثون»: أي يختلطون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 477 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

  • 📜 حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب