حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٩٦)﴾

عن عمران بن حصين قال: أنزلت آية المتعة في كتاب اللَّه، ففعلناها مع رسول اللَّه ﷺ، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٨) ومسلم في الحج (١٧٢: ١٢٢٦) كلاهما من حديث عمران بن مسلم، عن أبي رجاء قال: قال عمران بن حصين فذكره واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

عن عمران بن حصين قال: أنزلت آية المتعة في كتاب اللَّه، ففعلناها مع رسول اللَّه ﷺ، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتناول قضية "متعة الحج"، وهي أن يُحرم الإنسان بالعمرة في أشهر الحج ثم يحل منها، ثم يُحرم بالحج من عامه ذلك. وسأشرحه لك مفصلاً وفق ما اتفق عليه علماء أهل السنة والجماعة.


1. شرح المفردات:


● آية المتعة: المقصود بها الإذن بمتعة الحج، وهي القران بين العمرة والحج في سفر واحد مع التحلل بينهما. والمقصود بـ "الآية" هو الإذن العام بذلك في القرآن، كما في قوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196].
● ففعلناها مع رسول الله ﷺ: أي أن الصحابة، ومنهم عمران بن حصين، أدوا مناسك الحج على صفة "تمتع" بحضرة النبي ﷺ وفي عهده.
● ولم ينه عنها حتى مات: أي أن النبي ﷺ لم ينه عن متعة الحج طوال حياته، بل كانت جائزة.
● قال رجل برأيه ما شاء: المقصود بـ "الرجل" هنا هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث إنه بعد وفاة النبي ﷺ منع من متعة الحج في خلافته، لا عن نص جديد، بل اجتهاداً منه رضي الله عنه لما رأى من المصلحة.


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أن متعة الحج كانت مشروعة في عهد النبي ﷺ، وأن الصحابة فعلوها معه، ولم يرد أي نص (قرآن أو سنة) ينسخها أو يحرمها خلال حياة النبي ﷺ.
ولكن بعد وفاة النبي ﷺ، اجتهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهو "الرجل" المشار إليه في الحديث - فنهى عن متعة الحج في خلافته، اجتهاداً منه، وليس لأن هناك نصاً جديداً يحرمها. وسبب اجتهاده رضي الله عنه - كما ورد في روايات أخرى - أنه رأى أن الناس صاروا يفسرون "المتعة" على أنها مجرد التمتع بالنساء (متعة النساء) في الحج، أو أن في إباحتها في جميع الأوقات قد تؤدي إلى إضاعة مناسك الحج، فمنعها سداً للذريعة، وحفاظاً على حرمة الحج وشعائره.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز الاجتهاد: يجوز للإمام (الحاكم المسلم) أن يمنع شيئاً كان مباحاً في عهد النبي ﷺ إذا رأى مصلحة عامة في ذلك، بشرط ألا يكون هناك نص صريح يحرم الاجتهاد في هذه المسألة.
2- احترام اجتهادات الصحابة: الصحابة رضوان الله عليهم هم خير القرون، واجتهاداتهم معتبرة، وخاصة الخلفاء الراشدين الذين أوصى النبي ﷺ باتباع سنتهم.
3- الفهم السياقي للشريعة: الشريعة الإسلامية مرنة، وتأخذ بعين الاعتبار ظروف الناس والمصالح العامة، وليس كل ما كان جائزاً في زمن must remain كذلك في كل زمان ومكان إذا تغيرت الظروف.
4- الفرق بين متعة الحج ومتعة النساء: "متعة الحج" غير "متعة النساء" (وهي الزواج المؤقت)، فالأولى كانت موضع خلاف بين الصحابة في زمن عمر رضي الله عنه، والثانية (متعة النساء) قد حرمها النبي ﷺ تحريماً باتاً في غزوة خيبر أو في حجة الوداع كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الخلاف الفقهي في متعة الحج: اختلف الفقهاء في حكمها:
● الجمهور (الحنفية، المالكية، الحنابلة): يرون أن الإفراد بالحج أفضل، لكن القران والتمتع جائزان.
● الشافعية: يرون أن التمتع أفضل لأهل الآفاق (غير أهل مكة).
● قول عمر رضي الله عنه: معروف قوله: "متعتان كانتا على عهد رسول الله ﷺ وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء ومتعة الحج". وهذا من اجتهاده رضي الله عنه، وهو مما اختُلف فيه.
● الأخذ بالرخصة: من كان في حجته متمتعاً (أي جمع بين العمرة والحج) فهو على سنة، ولا حرج عليه، لأن الأصل الإباحة، ولم يرد نص صريح بالتحريم بعد النبي ﷺ.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في سنة سيد المرسلين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٨) ومسلم في الحج (١٧٢: ١٢٢٦) كلاهما من حديث عمران بن مسلم، عن أبي رجاء قال: قال عمران بن حصين فذكره واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
وقوله: «قال رجل برأيه ما شاء»: قيل أراد به عمر بن الخطاب الذي كان ينهى عن التمتع، ليكون قصد الناس إلى البيت حاجين ومعتمرين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

  • 📜 حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب