حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)﴾

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: كانت الأنصار يتصدقون يعطون ما شاء اللَّه، فأصابتهم سنة فأمسكوا، فأنزل اللَّه عز وجل: .

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣٣٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩٠) والواحدي في أسباب النزول (ص ٥٠ - ٥١) وصحّحه ابن حبان (٥٧٠٩) كلهم من حديث هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك فذكره.

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: كانت الأنصار يتصدقون يعطون ما شاء اللَّه، فأصابتهم سنة فأمسكوا، فأنزل اللَّه ﷿: .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الحديث الذي ذكر هو جزء من حديث أطول، وسأقوم بشرحه شرحاً وافياً إن شاء الله.
الحديث بتمامه:
عن أبي جبيرة بن الضحاك -وهو صحابي من الأنصار- قال: كَانَ فِينَا أُنَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَصَدَّقُونَ، يُعْطُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ، فَأَمْسَكُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ أَمْسَكَ يَوْمًا مِنْ نَافِلَةٍ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ، وَمَنْ أُعْطِيَ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْ غِنًى فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَمَنْ أَصَرَّ عَلَى مَا كَانَ يُنْفِقُ فَهُوَ خَيْرٌ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7].
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* الأنصار: هم أهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووه.
* يتصدقون يعطون ما شاء الله: كانوا يتبرعون وينفقون في سبيل الله بقدر استطاعتهم وبما يسر الله لهم من الرزق.
* سنة: هنا تعني سَنَة القحط، أي مجاعة وشدة في المعيشة وقلة في المال والطعام.
* فأمسكوا: توقفوا عن الصدقة والنفقة التي كانوا يعطونها سابقاً بسبب ضيق الحال.
* من أمسك يومًا من نافلة: أي من توقف عن صدقة التطوع والنافلة (وليست الفريضة كالزكاة) بسبب العذر.
* فلا حرج عليه: أي لا إثم عليه ولا لوم.
* من أعطي من غير مسألة من غنى: من أُعطي مالاً أو عطاءً دون أن يطلبه وهو في حالة غنى ويسار.
* رزق ساقه الله إليه: أنه رزق كتبه الله وقدره له وأوصله إليه.
* من أصر على ما كان ينفق: من ثبت واستمر على عادة الإنفاق والصدقة التي كان عليها رغم الشدة.
* ذو سعة: صاحب غنى ومال واسع.
* من قدر عليه رزقه: من ضُيق عليه في رزقه وأصابه فقر أو شدة.


# 2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي أبو جبيرة بن الضحاك عن قصة واقعية حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان نفر من الأنصار -جزاهم الله خيراً- يتسابقون في فعل الخير ويتصدقون بما يستطيعون من أموالهم تطوعاً وطلباً لمرضاة الله.
ثم حدثت أزمة اقتصادية (سنة قحط) أثرت على أحوالهم المعيشية، فاضطروا للتوقف أو التقليل من هذه الصدقات التطوعية التي اعتادوا عليها، خوفاً على أنفسهم وأهليهم من الضيق.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبر توقفهم عن الصدقة، بين لهم الموقف الشرعي بوضوح، ووضح لهم الأحكام في هذه المسألة على ثلاث حالات:
1- المعذور الذي توقف: من كان ينفق نفقة تطوعية ثم أصابته شدة فأمسك عنها، فلا إثم عليه ولا لوم، لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
2- الحالة الطبيعية للرزق: ثم بين صلى الله عليه وسلم حكمة إلهية، وهي أن العطاء والمنع بيد الله، فمن رزقه الله مالاً من غير أن يسأل الناس وهو غني، فهذا رزق قدره الله له، وينبغي أن يشكر الله عليه.
3- المتصدق المستمر في الشدة: ثم بين فضل وأجر من يصبر على الشدة ويستمر في بذل الخير وإن قل، فقال: "ومن أصر على ما كان ينفق فهو خير". أي أن استمراره على العطاء مع قلة ذات اليد له أجر عظيم وفضل كبير، لأنه جمع بين الصبر والصدقة.
ثم نزل القرآن مصدقاً ومؤكداً لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنزل الله تعالى آية من سورة الطلاق توضح نفس المعنى وتفصله: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.


# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- مراعاة الظروف الاقتصادية: الإسلام دين يسر ومراعاة للظروف، فلا يكلف الإنسان فوق طاقته، ويشمل ذلك النفقات التطوعية.
2- تفاضل الأعمال بحسب الظروف: نفس العمل يكون أجره أعظم وأكبر إذا قام به الإنسان في وقت الشدة والعسر، كمن يستمر في الصدقة وهو محتاج.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣٣٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩٠) والواحدي في أسباب النزول (ص ٥٠ - ٥١) وصحّحه ابن حبان (٥٧٠٩) كلهم من حديث هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك فذكره.
وإسناده حسن من أجل هدبة بن خالد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقد انقلب في بعض المصادر «أبو جبيرة بن الضحاك» إلى «الضحاك بن أبي جبيرة»، والصواب هو: «أبو جبيرة بن الضحاك» وكذا أكّده أيضًا الحافظ ابن حجر في «الإصابة» ثم هو مختلف في صحبته، والصواب أن له صحبة، ولذا وهم من جعله مرسلًا، وفي بعض المصادر أن الحديث يشتمل على جزءين، والجزء الثاني في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: ١١]، وهو سيأتي في موضعه.
وقد فسر جمهور أهل العلم التهلكة هنا - في ترك النفقة في سبيل اللَّه.
نقل ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وعطاء وسعيد بن أبي جبير وأبي صالح والضحاك والسدي مقاتل بن حيان وقتادة.
والمعنى الثاني للتهلكة هو: ظن المذنب بأنه لا توبة له، وفي ذلك أحاديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

  • 📜 حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب