حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣)﴾

عن عبد الرحمن بن سابط، قال: دخلت على حفصة ابنة عبد الرحمن، فقلت: إني سائلك عن أمر، وأنا أستحيي أن أسألك عنه، فقالت: لا تستحي يا ابن أخي، قال: عن إتيان النساء في أدبارهن؟ قالت: حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يجبون النساء، وكانت اليهود تقول: إنه من جبّى امرأته، كان ولده أحول، فلما قدم المهاجرون المدينة، نكحوا في نساء الأنصار، فجبوهن، فأبت امرأة أن تطيع زوجها، فقالت لزوجها: لن تفعل ذلك حتى آتي رسول اللَّه ﷺ، فدخلت على أم سلمة، فذكرت ذلك لها، فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول اللَّه ﷺ، فلما جاء رسول اللَّه ﷺ
استحيت الأنصارية أن تسأله، فخرجت، فحدثت أم سلمة رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ادعي الأنصارية» فدعيت، فتلا عليها هذه الآية: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ صمامًا واحدًا.

حسن: رواه أحمد (٢٦٦٠١) عن عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط فذكره.

عن عبد الرحمن بن سابط، قال: دخلت على حفصة ابنة عبد الرحمن، فقلت: إني سائلك عن أمر، وأنا أستحيي أن أسألك عنه، فقالت: لا تستحي يا ابن أخي، قال: عن إتيان النساء في أدبارهن؟ قالت: حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يجبون النساء، وكانت اليهود تقول: إنه من جبّى امرأته، كان ولده أحول، فلما قدم المهاجرون المدينة، نكحوا في نساء الأنصار، فجبوهن، فأبت امرأة أن تطيع زوجها، فقالت لزوجها: لن تفعل ذلك حتى آتي رسول اللَّه ﷺ، فدخلت على أم سلمة، فذكرت ذلك لها، فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول اللَّه ﷺ، فلما جاء رسول اللَّه ﷺ
استحيت الأنصارية أن تسأله، فخرجت، فحدثت أم سلمة رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ادعي الأنصارية» فدعيت، فتلا عليها هذه الآية: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ صمامًا واحدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابع من نور النبوة، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

أولاً. شرح المفردات:


● جبّى: من "التجبية"، أي إتيان المرأة في دبرها.
● أحول: الذي يكون في عينيه حولٌ أو اعوجاج.
● حرث لكم: الزرع الذي تزرعه، وهو كناية عن موضع الولد وهو القبل.
● أنَّى شئتم: أي كيف شئتم من أمام أو خلف، بشرط أن يكون في القبل لا الدبر.
● صمامًا واحدًا: أي موضعًا واحدًا، وهو الفرج.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة امرأة من الأنصار رفضت أن يأتيها زوجها في دبرها، لأن عادة الأنصار كانت عدم فعل ذلك، متأثرين بخرافة يهودية أن من يفعل ذلك يولد له ولد أحول. فلما قدم المهاجرون المدينة وتزوجوا من نساء الأنصار، أراد بعضهم أن يأتي زوجته في دبرها، فامتنعت هذه المرأة حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فجاءت إلى أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، واستحيت أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فتكلمت أم سلمة نيابة عنها. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المرأة، وتلا عليها الآية الكريمة: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223].
والمقصود بالآية: أن موضع الزرع والإنجاب هو الفرج (القبل)، فهو الحرث الحقيقي، وجاء التعبير بـ {أَنَّى شِئْتُمْ} للإشارة إلى جواز الإتيان في القبل من أي وضعية يرغبها الزوجان (قائمة، قاعدية، مضطجعة...) ما دامت في موضع الحرث (القبل)، فهي كلها أوجه مباحة.
أما قوله: «صمامًا واحدًا» فهو تفسير للآية وبيان أن المقصود هو الإتيان في موضع واحد هو الفرج، ونفيًا لما كانوا يفعلونه من الإتيان في الدبر. فهو تأكيد على تحريم إتيان المرأة في دبرها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم إتيان المرأة في دبرها: وهو إجماع من أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ملعون من أتى امرأة في دبرها» (رواه الترمذي وهو حسن). والآية الكريمة في الحديث هي أكبر دليل على ذلك، حيث قصرت الحرث على موضع واحد.
2- بطلان الخرافات والاعتقادات الفاسدة: كخرافة اليهود التي ذكرت في الحديث، فلا عبرة بها في شرعنا.
3- وجوب سؤال أهل العلم فيما يُشكل: كما فعلت الأنصارية عندما توجهت إلى أم سلمة ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التيسير في العلاقة الزوجية: إذ أباحت الآية الكريمة للزوجين أن يتمتعا ببعضهما في القبل بأي كيفية شاءا، ما دامت لا تخالف الشرع (كالإتيان في وقت الحيض مثلًا).
5- الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث استحيت المرأة من سؤاله مباشرة، مما يدل على عظم قدره عند أصحابه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني.
- اتفق الأئمة الأربعة على تحريم إتيان المرأة في دبرها، وهو من الكبائر.
- المقصود بـ {أَنَّى شِئْتُمْ} هو اختلاف الأوضاع في القبل، لا اختلاف الموضع (كالدبر)، كما ذكره ابن كثير والقرطبي في تفسيريهما.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٦٦٠١) عن عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط فذكره.
ورواه الترمذيّ (٢٩٧٩) من وجه آخر عن سفيان، عن ابن خثيم به مختصرا، وقال: حسن، وفي نسخة: حسن صحيح.
قال الأعظمي: هو حسن فقط، فإن ابن خثيم مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وجبّى يجبّي من التجبية بأن تكون المراة على هيئة سجود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 145 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

  • 📜 حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن إتيان النساء في أدبارهن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب