حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (٩٣)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٦٢)، ومسلم في التفسير (٣٠٣٢/ ٢٠) كلاهما من طريق ابن جريج، حدثني القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، قال: فذكره.
![عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: «ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟». قال: «لا». قال: «فتلوتُ عليه هذه الآية التي في الفرقان: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨] إلى آخر الآية، قال: «هذه آية مكية، نسختها آية مدنية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾. عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: «ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟». قال: «لا». قال: «فتلوتُ عليه هذه الآية التي في الفرقان: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨] إلى آخر الآية، قال: «هذه آية مكية، نسختها آية مدنية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾.](img/Hadith/hadith_12183.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
الحديث:
عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: «ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟». قال: «لا». قال: «فتلوتُ عليه هذه الآية التي في الفرقان: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨] إلى آخر الآية، قال: «هذه آية مكية، نسختها آية مدنية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾.
1. شرح المفردات:
● متعمداً: أي قاصداً للقتل بعلم وإرادة.
● من توبة: أي هل له توبة تقبل منه؟
● فتلوت عليه: أي قرأت عليه.
● آية مكية: نزلت في مكة قبل الهجرة.
● نسختها: أبطلت حكمها وآثارها.
● آية مدنية: نزلت في المدينة بعد الهجرة.
2. شرح الحديث:
سأل سعيد بن جبير -وهو من كبار التابعين- الصحابي الجليل عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن عن قاتل المؤمن عمداً: هل تقبل توبته؟ فأجابه ابن عباس بأنه لا توبة له -أي لا توبة تنجيه من عقاب الله في الآخرة وإن تاب في الدنيا-.
فلما استشكل سعيد بن جبير هذا الجواب، احتج بالآية الكريمة من سورة الفرقان (الآية 68) التي فيها وصف عباد الرحمن، وأنهم من صفاتهم أنهم لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ثم قال تعالى بعدها: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان:70]. فهذه الآية توحي بأن القاتل إذا تاب وآمن وعمل صالحاً قبلت توبته.
فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما بأن هذه الآية (آية سورة الفرقان) آية مكية نزلت قبل تشريع الحدود والعقوبات التفصيلية، وقد نسختها -أي أبطلت حكمها الخاص بقتل المؤمن عمداً● آية مدنية هي قوله تعالى في سورة النساء:
﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء:93].
فهذه الآية نص صريح في أن عقوبة قاتل المؤمن متعمداً هي الخلود في النار.
3. الدروس المستفادة منه:
1- عظم جرم قتل النفس المؤمنة: يبين الحديث أن قتل المؤمن عمداً من الكبائر العظيمة التي توجب لعنة الله وغضبه وعذابه العظيم.
2- قبول التوبة العامة والخاصة: التوبة مقبولة من الله تعالى لجميع الذنوب، لكن هناك ذنوباً يعاقب عليها العبد في الآخرة وإن تاب في الدنيا، كالقتل العمد، إلا أن يغفر الله له فضلاً منه ورحمة. فالتوبة هنا لا تسقط العقاب الأخروي بالكلية إلا بمغفرة الله، بخلاف غيرها من الذنوب التي إذا تاب العبد منها توبة نصوحاً محاها الله عنه.
3- فهم القرآن بالقرآن: من أهم قواعد تفسير القرآن أن يُفسر بعضه بعضاً، ويُنسخ المتقدم بالمتأخر.
4- العلم بالنسخ: أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لفهم الأحكام الشرعية فهماً صحيحاً.
5- حكمة التشريع المتدرج: نزول القرآن منجماً فيه حكمة عظيمة، حيث كان التشريع يتدرج مع الأمة حتى يكتمل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم القاتل في الدنيا: القاتل عمداً يجب أن يقام عليه حد القصاص في الدنيا (أي يقتل به) إذا لم يعف أولياء الدم، أو يؤدي الدية إذا عفوا عنها. وهذا حكم مستقل عن عقوبته في الآخرة.
● الفرق بين التوبة والمغفرة: توبة القاتل مقبولة عند الله من حيث إنه يعود إلى الله ويندم على فعلته، ويجب أن يؤدي الحقوق لأهل المقتول إن أمكن، لكن هذا لا يمنع عقاب الله له في الآخرة إلا أن يتغمده الله برحمته ويغفر له.
● الخلود في النار: الخلود في النار المذكور في الآية هو للكافرين، وأما المؤمنون الموحدون فإنهم لا يخلدون في النار وإن دخلوها لعصيانهم، لكن قاتل المؤمن متعمداً تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ثم أخرجه من النار.
● رواية أخرى في الباب: هناك رواية أخرى عن ابن عباس أنه قال: "إنها لم تنسخ، ولكنها في المشركين الذين قتلوا ثم تابوا وأسلموا". وهذا قول لبعض المفسرين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 339 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 314 رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا...
- 315 رأيت رسول الله يقرؤها ويضع إصبعيه
- 316 سبب نزول: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
- 317 ألم تر إلى الذين يزعمون
- 318 إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه
- 319 قصة الزبير والأنصاري في شريج الحرة
- 320 لو أمرنا بقتل أنفسكم أو الخروج من دياركم ما فعله...
- 321 ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة
- 322 حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد
- 323 أعني على نفسك بكثرة السجود
- 324 من أجمل العناوين للحديث: **"ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعل الله...
- 325 أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان وأمي من النساء
- 326 كنت أنا وأمي ممن عذره الله من المستضعفين
- 327 كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة
- 328 موضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها
- 329 من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني
- 330 إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه...
- 331 اختلافهم في الكتاب أهلك من كان قبلكم
- 332 اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب
- 333 أجر إلقاء السلام
- 334 فضل السلام الكامل وثوابه ثلاثون حسنة
- 335 إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد
- 336 عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن...
- 337 عن ابن عباس في تفسير قتل النفس المؤمنة متعمدا
- 338 عن ابن عباس: "لم ينسخها شيء" في قتل المؤمن متعمدا
- 339 ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
- 340 عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.
- 341 لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً
- 342 بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا...
- 343 {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}
- 344 فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه
- 345 لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى بدر
- 346 القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر
- 347 أعوذ بالله من غضب رسول الله
- 348 عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال
- 349 إخراج المشركين للمسلمين مكرهين إلى بدر
- 350 كنت أنا وأمي ممن عذر الله في المستضعفين
- 351 اللهم نج المستضعفين من المؤمنين
- 352 مَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا...
- 353 فرض الله الصلاة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي...
- 354 صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
- 355 الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
- 356 صلاة الخوف بعسفان مع رسول الله ﷺ
- 357 عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
- 358 كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 359 قصة بني أبيرق ونزول آيات سورة النساء.
- 360 صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 361 إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة
- 362 لا يجمع الله أمتي على الضلالة
- 363 لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
معلومات عن حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
📜 حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








