عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (٩٣)﴾

عن زيد بن ثابت قال: «لما نزلت هذه الآية الّتي في الفرقان: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨] عجبنا للينها، فلبثنا ستة أشهر، ثم نزلت التي في سورة النساء: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ أي ثم نزلت الغليظة بعد اللينة. فنسخت اللينة. وأراد بالغليظة هذه الآية وباللينة آية الفرقان.

حسن: رواه النسائي (٧/ ٨٧)، وأبو داود (٤٢٧٢)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٣٧، ١٣٦)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ٣٤٩) كلهما من حديث أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه زيد بن ثابت رضي الله عنه:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهو من رواية الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، كاتب الوحي وأحد حفظة القرآن.

ثانياً. شرح المفردات:

● "عجبنا للينها": تعجبنا من رحمة الله ويسر حكمه في هذه الآية.
● "لبثنا ستة أشهر": مكثنا هذه المدة ونحن نتعامل بهذا الحكم اليسير.
● "الغليظة": الشديدة الصارمة في العقوبة.
● "اللينة": اليسيرة المتسامحة.
● "نسخت اللينة": أبطلت حكم الآية الأولى وحلت محلها الآية الثانية.

ثالثاً. شرح الحديث:

يخبرنا زيد بن ثابت رضي الله عنه أن الصحابة عندما نزلت آية سورة الفرقان التي فيها ذكر عقوبة القاتل دون تفصيل، تعجبوا من يسرها ورحمتها، حيث لم تحدد عقوبة دنيوية محددة للقاتل. ثم بعد ستة أشهر نزلت آية سورة النساء التي بينت العقوبة الصارمة للقاتل عمداً، وهي الخلود في النار، فنسخت الحكم السابق وأصبح الحكم الجديد هو المعمول به.

رابعاً. الدروس المستفادة:

1- رحمة الله تعالى بعباده: حيث بدأ التشريع باليسر ثم تدرج إلى ما هو أنفع للعباد في دينهم ودنياهم.
2- حكمة النسخ في التشريع: فالله تعالى يشرع ما يناسب أحوال الناس، وقد يكون النسخ من الرحمة والتفضيل.
3- عناية الصحابة بالقرآن: حيث كانوا يتعجبون من أحكامه ويتفكرون فيها، ويلاحظون تدرج التشريع.
4- خطورة قتل النفس المؤمنة: حيث بينت الآية الأخيرة عظم هذه الجريمة وعقوبتها الأخروية المهولة.
5- تفاضل آيات القرآن: فبعض الآيات قد تكون أشد في الوعيد من أخرى بحسب الحكمة الإلهية.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا من أمثلة النسخ في القرآن، حيث نسخت آية سورة النساء (الغليظة) حكم آية سورة الفرقان (اللينة).
- الآية في سورة الفرقان كانت عامة في التحذير من القتل، بينما الآية في سورة النساء خصصت وعظمت عقوبة قتل المؤمن عمداً.
- هذا التدرج في التشريع يدل على حكمة الله تعالى في تربيتهم لأمة الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٧/ ٨٧)، وأبو داود (٤٢٧٢)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٣٧، ١٣٦)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ٣٤٩) كلهما من حديث أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه فذكره.
وأدخل بعضهم بين أبي الزناد وبين خارجة»مجالد بن عوف«والإسنادان محفوظان، والرواة عن أبي الزناد ليسوا كلهم ثقات، ولكن يقوي بعضهم بعضا، وبهم صار الحديث حسنا.
في هذه الآية تهديد شديد، ووعيد أكيد لمن قتل مؤمنا متعمدا، وقد قرنه اللَّه تعالى بالشرك باللَّه في غير ما آية في كتابه الكريم، ولذا ذهب ابن عباس إلى أنّه لا توبة للقاتل عمدا.
ونقل ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ١٠٣٧) نحو هذا عن زيد بن ثابت، وأبي هريرة وابن عمر، وأبي سلمة، وعبيد بن عمير، والحسن، والضحاك، وقتادة فقالوا: «ليس له توبه». والآية محكمة.
وذهب جمهور أهل العلم من السلف والخلف إلى أنّ القاتل له توبة فيما بينه وبين ربه عز وجل. فإن تاب وأناب، وخشع وخضع، وعمل عملا صالحا، يُبدّل اللَّه سيئاته حسنات. وعوض المقتول من ظلامته، وأرضاه عن طلابته (ابن كثير).
وقد قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: ٤٨] وهي عامة في جميع الذنوب ما عدا الشرك.
وأما الآية الكريمة: فقد قال أبو هريرة: «هو جزاءه إن جازاه». ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره وروي ذلك أيضًا عن غيره.
وقوله: أي المكث الطويل لما ثبت في الأحاديث المتواترة أن الخلود الدائم لا يكون إلّا لمشرك وكافر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

📜 حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية