حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٩٤)﴾

عن عبد اللَّه بن أبي حَدْرد، قال: «بعثنا رسول اللَّه ﷺ إلى إِضَم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن رِبعيٍّ ومُحَلِّم بن جَثَّامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إِضَم، مرّ بنا عامرٌ الأشجعي على قعود له معه مُتَيِّع ووَطبٌ مِن لبن، فلمّا مرّ بنا، سلّم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه مُحَلَّم بن جَثّامة فقتله بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومُتَيِّعه، فلما قمنا على رسول اللَّه ﷺ، وأخبرناه الخبر، نزل فينا القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

حسن: رواه أحمد (٢٣٨٨١)، وابن أبي شيبة (٣٨١٦٨)، وابن الجارود (٧٧٧) كلهم من
طريق محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيط، عن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد، عن أبيه عبد اللَّه بن أبي حدرد، فذكره.

عن عبد اللَّه بن أبي حَدْرد، قال: «بعثنا رسول اللَّه ﷺ إلى إِضَم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن رِبعيٍّ ومُحَلِّم بن جَثَّامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إِضَم، مرّ بنا عامرٌ الأشجعي على قعود له معه مُتَيِّع ووَطبٌ مِن لبن، فلمّا مرّ بنا، سلّم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه مُحَلَّم بن جَثّامة فقتله بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومُتَيِّعه، فلما قمنا على رسول اللَّه ﷺ، وأخبرناه الخبر، نزل فينا القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل قصة عظيمة ودروسًا جليلة، سأشرحها لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● بُعثنا: أرسلنا النبي ﷺ في سرية.
● إِضَم: اسم وادٍ قرب المدينة المنورة.
● نفر: جماعة.
● قعود له: ناقة له.
● مُتَيِّع: طعام من التمر والسمن أو ما يشبه ذلك.
● وَطب: وعاء من جلد يُحفظ فيه اللبن.
● سلّم علينا: قال: السلام عليكم.
● أمسكنا عنه: توقفنا عنه ولم نرد عليه.
● حمل عليه: هجم عليه.

2. شرح الحديث:


كانت هذه الحادثة في سرية بعثها النبي ﷺ إلى منطقة إضم، وكان في هذه السرية عدد من الصحابة، منهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة. وفي طريقهم، مر بهم رجل من بني أشجع يُدعى عامرًا، وكان على ناقة ومعه طعام ولبن، فسلم عليهم قائلاً: "السلام عليكم"، لكن الصحابة لم يردوا السلام، بل هجم عليه محلم بن جثامة وقتله بسبب عداوة سابقة بينهما، ثم أخذ ناقته ومتاعه.
عندما عادوا إلى النبي ﷺ وأخبروه بالخبر، أنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة النساء (94) توبيخًا وتوجيهًا للمسلمين، حيث أمرهم بالتبين والتثبت قبل القتل، ونهيهم عن اتهام من ألقى السلام بعدم الإيمان طمعًا في متاع الدنيا.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب التثبت والتبين: فلا يجوز للمسلم أن يقدم على إيذاء أحد أو قتله بمجرد الشك، بل يجب التحقق من حقيقة حاله.
● حرمة قتل من أظهر الإسلام: من نطق بالسلام أو الشهادتين، يجب أن يُحترم دمه وماله وعرضه حتى يتبين خلاف ذلك.
● النهي عن الاعتداء طمعًا في الدنيا: التحذير من أن يكون الحرص على المغانم الدنيوية سببًا في انتهاك الحرمات.
● التأكيد على أن المغانم الحقيقية عند الله: فالمؤمن يطلب ما عند الله، لا متاع الدنيا الزائل.
● التذكير بنعمة الله: حيث كان المسلمون من قبل في ضلال، فمنَّ الله عليهم بالإيمان، فيجب أن يكونوا أحرص على الالتزام بشرعه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة.
- القصة تدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبلغون النبي ﷺ بأعمالهم، ويصدقون في الرجوع إلى الشرع.
- فيها بيان عدل الإسلام ورحمته، حتى في حالات الحرب والسرايا.
- استدل العلماء بهذه الآية على وجوب الاستيثاق من حال من يظهر الإسلام، وعدم التسرع في الحكم عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٨٨١)، وابن أبي شيبة (٣٨١٦٨)، وابن الجارود (٧٧٧) كلهم من
طريق محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيط، عن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد، عن أبيه عبد اللَّه بن أبي حدرد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل القعقاع بن عبد اللَّه. فقد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط وذكره ابن حبان في ثقاته. واختلف في صحبته، والصواب أنه لا صحبة له، وأما محمد بن إسحاق فقد صرح بالتحديث كما عند أحمد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

  • 📜 حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا الأشجعي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب