حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)﴾

عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ أملى عليه: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل اللَّه فجاء ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ. قال: يا رسول اللَّه، واللَّهِ لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان أعمى، فأنزل اللَّه على رسوله ﷺ، وفخذه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خِفتُ أن تَرُضّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل اللَّه: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٢) عن إسماعيل بن عبد اللَّه قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي، أنه رأى مروان ابن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: فذكره.

عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ أملى عليه: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل اللَّه فجاء ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ. قال: يا رسول اللَّه، واللَّهِ لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان أعمى، فأنزل اللَّه على رسوله ﷺ، وفخذه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خِفتُ أن تَرُضّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل اللَّه: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ أملى عليه: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل اللَّه" فجاء ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ. قال: يا رسول اللَّه، واللَّهِ لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان أعمى، فأنزل اللَّه على رسوله ﷺ، وفخذه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خِفتُ أن تَرُضّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل اللَّه: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

1. شرح المفردات:


● أملى عليه: أي أملاه النبي ﷺ ليكتبه.
● يُمِلُّها عليّ: أي كان النبي ﷺ يملي الآية على زيد بن ثابت ليكتبها.
● ابن أم مكتوم: هو عبد الله بن أم مكتوم، الصحابي الجليل الأعمى.
● فثقلت عليّ: أي ثقل النبي ﷺ بسبب نزول الوحي عليه.
● ترض فخذي: أي تخدش أو تكسر فخذي من شدة ثقل الوحي.
● سري عنه: أي انكشف عنه ثقل الوحي وخف.
● غير أولي الضرر: أي المستثنون من الحكم وهم أصحاب الأعذار الشرعية.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يُملي على زيد بن ثابت رضي الله عنه آية من القرآن الكريم وهي قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء:95]، لكن الآية لم تكن نزلت بكاملها بعد، فكان النبي ﷺ يملي جزءًا منها فقط وهو: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل الله".
فجاء عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه - وكان أعمى - فسمع هذه الآية، فاستوقفه بسؤاله لأنه شعر أن هذا الحكم يشمل حتى من له عذر مثله، فقال: "يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت"، أي أنه يتمنى الجهاد لكن عجزه يمنعه.
فأثناء هذا السؤال نزل الوحي على النبي ﷺ وهو جالس وفخده على فخذ زيد بن ثابت، فثقل النبي ﷺ جدًا بسبب شدة الوحي حتى خاف زيد أن تهرس فخده من شدة الثقل، ثم انكشف هذا الثقل، فنزلت الآية كاملة باستثناء أصحاب الأعذار، وهي: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء:95].

3. الدروس المستفادة منه:


● رحمة الله تعالى بعباده: حيث استثنى أصحاب الأعذار من الحكم العام، فلم يكلِّفهم بما لا يستطيعون.
● حرص الصحابة على الخير: فابن أم مكتوم رضي الله عنه كان حريصًا على الجهاد ومتأسفًا على فواته.
● عظم منزلة الجهاد في سبيل الله: حيث فضّل الله المجاهدين على القاعدين بغير عذر.
● حسن تعامل النبي ﷺ مع أصحابه: حيث استمع لسؤال ابن أم مكتوم ولم يعنفه، بل انتظر حتى نزل الوحي بالحل.
● بيان كيفية نزول الوحي: وأنه كان يثقل على النبي ﷺ كثيرًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في سورة النساء، وهي تُظهر عدل الله تعالى ورحمته بعباده.
- عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه هو الذي كان النبي ﷺ يؤمّه في الصلاة عندما يشغله أمر من أمور المسلمين.
- القعود عن الجهاد يكون بعذر أو بغير عذر، فأصحاب الأعذار لا إثم عليهم، أما القاعدون بغير عذر فهم مذمومون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٢) عن إسماعيل بن عبد اللَّه قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي، أنه رأى مروان ابن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: فذكره.
ورواه مسلم في الإمارة (١٨٩٨) من وجه آخر، ولم يسق لفظه، وإنما أحال على حديث البراء ابن عازب قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 344 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

  • 📜 حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب