حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)﴾

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ قال: هم قوم كانوا على عهد رسول اللَّه ﷺ لا يغزون معه لأسقام، وأمراض، وأوجاع. وآخرون أصحاء لا يغزون معه، وكان المرضى في عذر من الأصحاء.

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٥) من وجهين: عن أبي عقيل الدورقي، عن أبي نضرة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ قال: هم قوم كانوا على عهد رسول اللَّه ﷺ لا يغزون معه لأسقام، وأمراض، وأوجاع. وآخرون أصحاء لا يغزون معه، وكان المرضى في عذر من الأصحاء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يشرح لنا فيه قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [سورة النساء: 95].
وفيما يلي الشرح المفصل لهذا الأثر:

1. شرح المفردات:


● الْقَاعِدُونَ: هم الذين يتخلفون عن الجهاد في سبيل الله.
● غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ: أي الذين ليس لهم عذر مقبول.
● الضَّرَرِ: هنا بمعنى العذر المانع من الجهاد، كالمرض أو العجز.
● يَغْزُونَ: يخرجون للقتال في سبيل الله.
● أَسْقَام، أَوْجَاع، أَمْرَاض: ألفاظ متقاربة تدل على العلل والأمراض البدنية.
● فِي عُذْرٍ: في حالة معذورين ومبرر تخلفهم.

2. شرح الأثر ومعناه:


يبيّن ابن عباس رضي الله عنهما أن الآية الكريمة نزلت لتفصل بين نوعين من المتخلفين عن الغزو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
● النوع الأول (أولو الضرر): وهم قوم كانوا معذورين بتخلفهم بسبب أمراض حقيقية وأوجاع وأسقام تمنعهم من الخروج للجهاد. هؤلاء ليس عليهم إثم، وتخلفهم مقبول.
● النوع الثاني (غير أولي الضرر): وهم قوم أصحاء ليس لهم أي عذر مقبول، ومع ذلك يتخلفون عن الجهاد كسلاً أو تهاوناً أو خوفاً. هؤلاء هم الذين لا يستوون مع المجاهدين، وقد وعدهم الله بدرجة دونهم.
فالآية والأثر يقرران مبدأً عظيماً وهو: أن الناس في الطاعات ليسوا سواء، بل يتفاوتون بحسب ما يبذلون من جهد ونفس ومال، وأن المعذور له حكمه الخاص الذي يختلف عن المتخلف بغير عذر.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● العدل الإلهي: الله تعالى عدل لا يسوي بين المجاهد الذي يبذل نفسه وماله وبين القاعد المتخلف بغير عذر.
● تقدير ظروف الناس: الإسلام يراعي أحوال الناس وظروفهم، فالمريض والمعذور ليس كالصحيح القادر.
● ذم الكسل والتقاعس: التخلف عن الطاعات والقدرة عليها من صفات المنافقين والضعفاء، وهو مما يذمه الشرع.
● الحث على الجهاد: الحديث يحث على المسارعة إلى الجهاد والبذل في سبيل الله، وأنه طريق للتفاضل عند الله.
● فقه الأولويات: ليس كل قعود مذموماً، بل المذموم هو قعود من يقدر على العمل ولا يعمل.

4. معلومات إضافية:


- هذه الآية نزلت في سياق الحث على الجهاد، وهو ذروة سنام الإسلام.
- الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتسابقون إلى الغزو، ويحزنون إذا فاتهم، كما في قصة كعب بن مالك وصاحبيه في غزوة تبوك.
- "أولو الضرر" مصطلح شرعي يشمل كل عذر حقيقي يمنع من أداء الفريضة، كالمرض، والعجز، والخوف المشروع، وغيرها.
- هذا التفريق بين المعذور وغيره ليس في الجهاد فحسب، بل في سائر العبادات كالحج والصيام والصلاة.
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، المعذورين في تقصيرهم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٥) من وجهين: عن أبي عقيل الدورقي، عن أبي نضرة، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو عقيل الدورقي هو بشير بن عقبة الناجي من رجال الصحيح.
أبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قُطعة. قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٩): «رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 346 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

  • 📜 حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب