حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)﴾

عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فقد أمن الناس. فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه. فسألتُ رسول اللَّه ﷺ عن ذلك. فقال: «صدقة تصدق اللَّه بها عليكم فاقبلوا صدقته».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٦٨٦)، من طرق عن عبد اللَّه بن إدريس، عن ابن جريج، عن ابن أبي عمار، عن عبد اللَّه بن بابيه، عن يعلى بن أمية فذكره.

عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فقد أمن الناس. فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه. فسألتُ رسول اللَّه ﷺ عن ذلك. فقال: «صدقة تصدق اللَّه بها عليكم فاقبلوا صدقته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه عن يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [النساء: 101]، فقد أمن الناس. فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه. فسألتُ رسول اللَّه ﷺ عن ذلك. فقال: «صدقة تصدق اللَّه بها عليكم فاقبلوا صدقته».


1. شرح المفردات:


● يَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ: أي يُخفِّفوا الصلاة الرباعية (الظهر، والعصر، والعشاء) إلى ركعتين أثناء السفر.
● إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ: أي إن خشيتم أن يوقعكم الكفار في أذى أو عذاب.
● فقد أمن الناس: أي زال الخوف وصار الناس في أمان بعد فتح مكة وانتشار الإسلام.
● عجبتُ مما عجبتَ منه: أي تعجبت من نفس الأمر الذي تعجبت أنت منه.
● صدقة: هبة وعطية من غير مقابل.
● تصدق الله بها عليكم: أي تفضل الله بها عليكم وأعطاكم إياها تفضلاً منه وكرمًا.


2. شرح الحديث:


يخبر يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قصر الصلاة في السفر، مستشهدًا بآية سورة النساء التي تربط القصر بوجود الخوف، قائلاً: إن الناس الآن في أمان بعد فتح مكة وزوال خطر الكفار، فكيف نستمر في القصر؟
فأجابه عمر رضي الله عنه بأنه قد تعجب من نفس هذا السؤال من قبل، ثم بين أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأجابه النبي ﷺ بأن قصر الصلاة في السفر هو هبة ومنة من الله تعالى لعباده المسافرين، سواء كان هناك خوف أم لم يكن، وأنه ينبغي قبول هذه الهبة وشكر الله عليها.
فائدة مهمة: هذا الحديث أصل عظيم في بيان أن علة قصر الصلاة هي السفر نفسه، وليس الخوف. والآية الكريمة ذكرت حالة الخوف لأنها الحالة الغالبة وقت نزول الآية، ولكن الحكم عام للمسافر سواء خاف أم لم يخف. وهذا من أحكام الرحمة والتيسير في الشريعة الإسلامية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- قبول تيسير الله ورضا به: الحديث يدعو المسلم إلى أن يقبل رخص الله وشريعته الميسرة بفرح وشكر، ولا يتشدد على نفسه برفضها، فإن قبول رخصة الله من شكر نعمته.
2- سؤال أهل العلم: فعل يعلى بن أمية رضي الله عنه في سؤال عمر رضي الله عنه يعلمنا أهمية الرجوع إلى العلماء في فهم النصوص الشرعية وعدم الاكتفاء بالفهم الشخصي.
3- الحرص على فهم الأحكام الشرعية: حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم أدق تفاصيل الشريعة والسؤال عنها، وهو نموذج يجب على المسلم الاقتداء به.
4- رحمة الله تعالى بأمته: الحديث من أعظم الأدلة على رحمة الله تعالى بهذه الأمة وتيسيره عليها، حيث جعل لها من التخفيفات في العبادات ما يتناسب مع أحوالها.
5- أن السنة هي المبينة للقرآن: الآية الكريمة قد يُفهم منها قصر القصر على حالة الخوف، فبينت السنة النبوية أن العلة هي السفر مطلقًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم قصر الصلاة: أجمع العلماء على أن قصر الصلاة الرباعية في السفر سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وهو من خصائص هذه الأمة.
● مسافة القصر: ذهب جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن مسافة السفر التي يقصر فيها الصلاة هي حوالي (81 كم) أو ما يعادل يومين سيرًا على الأقدام.
● مدة القصر: إذا نوى المسافر الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام (غير أيام الذهاب والإياب) فإنه يتم الصلاة ولا يقصر، وهذا مذهب الجمهور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٦٨٦)، من طرق عن عبد اللَّه بن إدريس، عن ابن جريج، عن ابن أبي عمار، عن عبد اللَّه بن بابيه، عن يعلى بن أمية فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 354 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

  • 📜 حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب