حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّم ُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧)﴾

عن محمد بن عبد الرحمن قال: قُطِع على أهل المدينة بَعْثٌ، فاكتُتِبتُ فيه، فلقيتُ عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشدّ النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين، يُكثِّرون سواد المشركين على عهد رسول اللَّه ﷺ يأتي السهم فيرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يُضرَب فيُقتَل، فأنزل اللَّه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ الآية.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٦)، عن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة وغيره، قالا: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود، قال: فذكره.

عن محمد بن عبد الرحمن قال: قُطِع على أهل المدينة بَعْثٌ، فاكتُتِبتُ فيه، فلقيتُ عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشدّ النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين، يُكثِّرون سواد المشركين على عهد رسول اللَّه ﷺ يأتي السهم فيرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يُضرَب فيُقتَل، فأنزل اللَّه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يحمل تحذيراً شديداً من موالاة الكفار ومشاركتهم في صفهم ضد المسلمين، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● قُطِع على أهل المدينة بَعْثٌ: أي نُودي في المدينة المنورة وجُمع الناس للخروج في سرية أو جيش (البعث: الجيش أو السرية التي تبعث للقتال).
● فاكتُتِبتُ فيه: أي سجلت اسمي وانضممت إلى ذلك الجيش.
● يُكثِّرون سواد المشركين: أي يزيدون من عددهم وحشودهم (السواد: الجماعة الكثيرة من الناس).
● يأتي السهم فيرمى به: أي يُرمى السهم من قبل المسلمين أثناء القتال دون تمييز.
● فأنزل الله: أي أنزل الله الآية الكريمة في شأنهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يروي محمد بن عبد الرحمن أنه عند تجهيز جيش في المدينة (ويبدو أنه كان ضد المسلمين أو في صف مشبوه)، انضم إليه، فلقي الصحابي الجليل عكرمة مولى ابن عباس فأخبره بذلك، فانتهره عكرمة نهياً شديداً وحذره من هذا الفعل.
ثم استدل عكرمة بقول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي أخبره أن بعض المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقفون في صفوف المشركين ضد المسلمين، مجتمعين معهم، يزيدون من عددهم وقوتهم. فكان يحدث أثناء المعركة أن يُرمى سهم من جيش المسلمين لا يميز بين الكافر والمسلم المختبئ بينهم، فيصيب ذلك المسلم فيقتله، أو يضرب ضربة تقتله.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة النساء تصف حال هؤلاء وتوبخهم على خيانتهم لدينهم وأمتهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97].
فالملائكة توبخهم عند قبض أرواحهم وتقول: لماذا كنتم في صف الأعداء؟ فيعترضون بأنهم كانوا مستضعفين في الأرض (أي في أرض الكفر) ولم يستطيعوا الهجرة، فترد عليهم الملائكة: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا منها إلى دار الإسلام؟ ثم تخبر الآية أن مصيرهم النار لخيانتهم وعذرهم الكاذب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم موالاة الكفار ومناصرتهم على المسلمين: هذا الحديث والآية الكريمة من أصرح الأدلة على حرمة الوقوف مع الكفار في حربهم ضد المسلمين، أو تقوية شوكتهم بأي شكل، سواء بالقتال معهم أو بالتجسس أو ببث الإشاعات أو غير ذلك. هذه الخيانة العظمى للدين والأمة.
2- الهجرة فرض على من لا يستطيع إظهار دينه: من كان في دار الكفر ولا يستطيع إقامة شعائر دينه، يجب عليه الهجرة إلى دار الإسلام. والآية تذم الذين يتعللون بالاستضعاف وهو تعلل كاذب، لأن الله قد جعل الأرض واسعة.
3- خطورة التردد بين الحق والباطل: المسلم يجب أن يكون صريحاً في ولائه وبرائه، لا يتذبذب بين الفريقين. من وقف في الصف الخاطئ فهو يتحمل عاقبة موقفه، حتى لو لم يقاتل بيده.
4- الوعيد الشديد للخونة: بيّن الحديث أن من مات على هذه الخيانة - بمشاركة الكفار ضد المسلمين - فإن مصيره جهنم، والعياذ بالله، وهذا وعيد شديد يدل على عظم الجرم.
5- وجوب نصح المسلمين وتحذيرهم من المواقف المشبوهة: فعل الصحابي عكرمة في نهيه الشديد وتحذيره هو نموذج للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان الحق للناس حتى لا يقعوا في الهلاك.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله.
- الآية الكريمة التي استدل بها هي حكم عام على كل من والى الكفار وساعدهم على المسلمين في أي زمان ومكان.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أحكام كثيرة، منها: حرمة الإقامة في دار الكفر إذا لم يتمكن المسلم من إظهار دينه، ووجوب الهجرة منها، وحرمة العمل في صفوف أعداء الإسلام.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من المناصرين لدينه والمؤازرين لإخواننا المسلمين في كل مكان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٦)، عن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة وغيره، قالا: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 348 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب