حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣)﴾

عن أنس قال كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، فأمر رسول اللَّه ﷺ مناديا ينادي: «ألا إن الخمر قد حرمت». قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها. فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة. فقال بعض القوم: قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل اللَّه ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ الآية.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٦٤)، ومسلم في الأشربة (١٩٨٠) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدّثنا ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس قال كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، فأمر رسول اللَّه ﷺ مناديا ينادي: «ألا إن الخمر قد حرمت». قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها. فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة. فقال بعض القوم: قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل اللَّه ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يحكي قصة تاريخية عظيمة، وهي قصة تحريم الخمر في الإسلام. ودعنا نفصل شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● ساقي القوم: الذي يقوم على سقايتهم، أي يسقيهم الشراب.
● الفضيخ: نوع من الخمر كانوا يصنعونه من البُسر (التمر قبل أن ينضج تماماً).
● أهرقها: صبها وأراقها على الأرض.
● جرت في سكك المدينة: سالت في شوارع المدينة المنورة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، وكان غلاماً صغيراً في ذلك الوقت، أنه كان يقوم على سقاية الصحابة في بيت أبي طلحة رضي الله عنه (زوج أم أنس). وكان الشراب الذي يشربونه هو نبيذ التمر (الفضيخ)، وهو من أنواع الخمر التي كانت مباحة في أول الإسلام ثم نزل تحريمها.
فجاء الأمر النبوي بالتحريم، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي في شوارع المدينة: "ألا إن الخمر قد حرمت". فما كان من أبي طلحة رضي الله عنه إلا أن استجاب على الفور، وأمر أنساً أن يخرج ويصبح هذه الخمر في الشوارع، ففعل أنس وأراقها حتى سالت في طرقات المدينة.
وهنا ثار قلق بعض الصحابة الذين كانوا قد شربوا الخمر قبل التحريم، وتساءلوا: ماذا يفعلون وهم قد شربوا شيئاً حرمه الله الآن، وقد يكون لا يزال في بطونهم؟ فأنزل الله تعالى الآية الكريمة تطميناً لهم: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93]. أي لا إثم عليهم فيما شربوه سابقاً قبل التحريم، ما داموا قد اتقوا الله وآمنوا بعد ذلك واستمروا على التقوى والإحسان.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سرعة استجابة الصحابة لأمر الله ورسوله: فما إن سمع أبو طلحة النداء حتى أمر بإراقتها فوراً دون تردد.
2- التسليم والانقياد للشرع: لم يسأل الصحابة عن الحكمة أو التعليل، بل امتثلوا مباشرة.
3- رحمة الله تعالى بعباده: حيث رفع الحرج عمن شرب الخمر قبل التحريم، مما يدل على أن الأحكام لا تطبق بأثر رجعي.
4- التدرج في التشريع: حيث حرمت الخمر بشكل نهائي بعد أن كانت مباحة، وهذا من حكمة الله في تربيه الناس على المنهج الإسلامي.
5- تحريم الخمر تحريماً قاطعاً: وهي أم الخبائث، وضررها عظيم على العقل والدين والمال والعرض.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الخمر حرمت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من الكبائر.
- هذا الحديث من أوضح الأدلة على تحريم كل مسكر، سواء كان من العنب أو التمر أو غيره.
- قصة تحريم الخمر تظهر عظمة الصحابة رضي الله عنهم في الاستجابة الفورية لأمر الله.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته واجتناب معصيته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٦٤)، ومسلم في الأشربة (١٩٨٠) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدّثنا ثابت، عن أنس، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 428 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

  • 📜 حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا إن الخمر قد حرمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب