حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣)﴾

عن جابر قال: صبّح أناس غداة أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعًا شهداء، وذلك قبل تحريمها.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٨) عن صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: صبّح أناس غداة أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعًا شهداء، وذلك قبل تحريمها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث في صحيح البخاري، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه عظة وعبرة. وإليك الشرح المفصل له:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "صُبِّحَ أُنَاسٌ غَدَاةَ أُحُدٍ الْخَمْرَ، فَقُتِلُوا مِنْ يَوْمِهِمْ جَمِيعًا شُهَدَاءَ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا."

1. شرح المفردات:


● صُبِّحَ: أي شربوا الخمر في وقت الصباح (بعد الفجر).
● أُنَاسٌ: جماعة من الصحابة.
● غَدَاةَ أُحُدٍ: صباح يوم غزوة أحد.
● الْخَمْرَ: المشروب المسكر.
● شُهَدَاءَ: أي أنهم قُتلوا في سبيل الله، فكانوا شهداء.
● قَبْلَ تَحْرِيمِهَا: أي أن هذا الحادث وقع قبل نزول تحريم الخمر في القرآن.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن مجموعة من الصحابة شربوا الخمر في صباح يوم غزوة أحد (أي قبل الذهاب إلى القتال)، ثم خرجوا للقتال فاستشهدوا جميعًا في تلك الغزوة. وقد حدث هذا قبل أن يُحرّم الخمر في الإسلام، إذ نزل تحريم الخمر في المدينة بعد غزوة أحد.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● بيان حال الصحابة قبل التحريم: كان الصحابة رضي الله عنهم في بداية الإسلام يشربون الخمر لأنها لم تكن مُحرَّمة بعد، فلما حرّمها الله انتهوا عنها فورًا. وهذا يدل على طاعتهم المطلقة لله ورسوله.
● الشهادة لا تُطهّر الذنوب إلا بالتوبة: هؤلاء الصحابة قُتلوا في سبيل الله، ولكن شربهم للخمر (وهو ذنب) كان قبل التحريم، فلم يؤاخذهم الله عليه لأنه لم يُحرّم بعد. أما بعد التحريم، فلو شربها أحد ثم قُتل في الجهاد، فلا تضمن له الشهادة مغفرة الذنوب بدون توبة.
● فضل الله وعفوه: الله تعالى واسع المغفرة، وقد غفر لهؤلاء الصحابة لأن الذنب وقع قبل التحريم، ثم استشهدوا في سبيله، فجمع لهم بين الفضيلتين.
● التدرج في التشريع: هذا الحديث من الأدلة على أن الإسلام جاء بالتدرج في تحريم المحرمات، فلم يُحرّم الخمر دفعة واحدة، بل نزل التحريم على مراحل.

4. معلومات إضافية:


- تحريم الخمر نزل على مراحل: أولاً نزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة: 219]، ثم نزل: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ} [النساء: 43]، ثم finally نزل التحريم القاطع في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
- غزوة أحد وقعت في السنة الثالثة للهجرة، بينما تحريم الخمر كان بعد ذلك، قيل في السنة الرابعة أو الخامسة.
- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا بشرًا يخطئون، ولكنهم يتوبون ويطيعون الله فور نزول التشريع.
أسأل الله أن يرزقنا الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وأن يجنبنا المحرمات، ويوفقنا لطاعته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٨) عن صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر فذكره.
ورواه البزار في مسنده عن أحمد بن عبدة، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي ﷺ، ثم قتلوا شهداء يوم أحد. فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم، فأنزل اللَّه: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾.
قال البزار: «هذا إسناد صحيح».
وقال ابن كثير: «ولكن في سياقه غرابة».
قال الأعظمي: لأنّ تحريم الخمر تأخر عن أحد.
وروي عن البراء قال: مات رجل من أصحاب النبي ﷺ قبل أن تُحرَّم الخمر، فلما حرمت الخمر قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر؟ فنزلت: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾.
رواه الترمذيّ (٣٠٥٠) من طريق إسرائيل، وفي (٣٠٥١) عن طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
وصحّحه من كلا الطريقين.
وكذا أخرجه ابن جرير (٨/ ٦٦٧)، وابن أبي حاتم (٤/ ١٢٠١)، وصحّحه ابن حبان (٥٣٥٠، ٥٣٥١) كلهم من طريق شعبة به.
ولكن رواه أبو يعلى (١٧١٩، ١٧٢٠) بإسنادين صحيحين عن شعبة، وزاد في آخره: قال شعبة: قلت: أسمعته من البراء. قال: لا.
فتبيّن أن بين أبي إسحاق والبراء واسطة ولم تعرف.
وفيه دلالة على أن أبا إسحاق دلّس في هذا السند، هذا هو التدليس القادح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 431 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

  • 📜 حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب