حديث: النهي عن الاستخصاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧)﴾

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كنا نغزوا مع رسول اللَّه ﷺ، ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلي أجل. ثم قرأ عبد اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧).

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٥)، ومسلم في النكاح (١٤٠٤) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن عبد اللَّه قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كنا نغزوا مع رسول اللَّه ﷺ، ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلي أجل. ثم قرأ عبد اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كنا نغزوا مع رسول اللَّه ﷺ، ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلي أجل. ثم قرأ عبد اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧).


1. شرح المفردات:


● نغزوا: أي نخرج للغزو والجهاد في سبيل الله.
● ليس لنا نساء: أي كانوا منفردين عن زوجاتهم، لا يصحبونهم في الغزو.
● ألا نستخصي؟: الاستخصاء هو طلب الخصاء، أي تعطيل القدرة على الجماع والتعرض للخصيتين لإزالتهما أو إتلافهما، وكانوا يقترحون ذلك لكي يزول عنهم الشهوة ويعينوا على ترك المعصية وعدم التفكير في النساء.
● فنهانا عن ذلك: أي منعنا النبي ﷺ من هذا الفعل.
● رخص لنا: أباح لنا.
● أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل: أي عقد نكاح متعة (النكاح المؤقت)، وهو أن يتزوج الرجل المرأة بمهر معين لمدة محدودة تنتهي بانقضائها. وقوله "بالثوب" كناية عن المهر، أي بمهر قليل كالثوب.
● ثم قرأ عبد الله: استشهد الصحابي بالآية الكريمة لتأييد المعنى.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حال الصحابة في بعض غزواتهم مع رسول الله ﷺ، حيث كانوا يبتعدون عن زوجاتهم فترات طويلة، مما جعل بعضهم يفكر في حل جذري للتخلص من شهوة النساء والانشغال بالجهاد، فاقترحوا على themselves الخصاء (تعطيل القدرة الجنسية) ظنًا منهم أن هذا يقربهم إلى الله باجتناب الشهوات.
فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك النهي القاطع، لأنه تشويه للجسد الذي هو أمانة من الله، وتعدٍّ على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ثم رخّص لهم - في أول الإسلام - في نكاح المتعة كحل مؤقت لسد الحاجة وتجنب الوقوع في المحرمات.
ثم استشهد ابن مسعود بالآية الكريمة التي تأمر بعدم تحريم الطيبات التي أحلها الله، فاقتراحهم الخصاء كان نوعًا من تحريم ما أحل الله (النساء والنكاح) وتشديد على النفس بما لم يشرعه الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الخصاء والتعقيم لقطع الشهوة: يحرم على المسلم إتلاف أعضاء جسمه أو تعطيل وظائفها الطبيعية بغرض التقرب إلى الله أو كبح الشهوة، لأن ذلك اعتداء على خلق الله وفطرته.
2- مراعاة الشريعة للظروف الإنسانية: الشرع الحكيم يراعي طبيعة البشر وحاجاتهم، ولم يأتِ لتعذيب الناس بل لتيسير أمورهم ضمن الضوابط الشرعية.
3- نسخ حكم نكاح المتعة: هذا الحديث منسوخ، حيث كان نكاح المتعة مباحًا في أول الإسلام ثم نُسخ تحريمه إلى يوم القيامة. كما جاء في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن رسول الله ﷺ نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية". فالحكم الثابت الآن هو تحريم نكاح المتعة تحريمًا قاطعًا.
4- الاستدلال بالقرآن على Sunnah: يستدل بالقرآن على صحة السنة، فالآية التي تلاها ابن مسعود تؤكد على النهي عن تحريم الطيبات، وهو ما فعله النبي ﷺ عندما منعهم من الخصاء.
5- الابتعاد عن الغلو في الدين: الدين يسر لا عسر، والغلو والتشديد على النفس بما لم يأذن به الله هو من الاعتداء الذي لا يحبه الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- اشتهر عن بعض النصارى في التاريخ الرهبانية وحرمان النفس من الطيبات، فجاء الإسلام ليبين الاعتدال ورفض هذه الممارسات.
- الحل الشرعي للمسافر الذي يخشى على نفسه الوقوع في المعصية هو الصوم، كما جاء في الحديث: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» (متفق عليه).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٥)، ومسلم في النكاح (١٤٠٤) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن عبد اللَّه قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 420 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النهي عن الاستخصاء

  • 📜 حديث: النهي عن الاستخصاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النهي عن الاستخصاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النهي عن الاستخصاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النهي عن الاستخصاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب