مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١)﴾

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اسْتِهْزَاءً. فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَنْ أَبِي؟ وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَيْنَ نَاقَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾. حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةَ كُلِّهَا.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسمير (٤٦٢٢)، عن الفضل بن سهل، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءً. فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْسَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى فرغ من الآية كلها".
شرح المفردات:
● يَسْأَلُونَ اسْتِهْزَاءً: يوجهون الأسئلة بسخرية واستهتار لا بقصد التعلم.
● مَنْ أَبِي؟: سؤال استفزازي لشكك البعض في نسبهم.
● تَضِلُّ نَاقَتُهُ: تفقد ناقته أو تهرب.
● لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ: لا تبحثوا عن أمور لا فائدة من معرفتها.
شرح الحديث:
كانت هناك فئة من المنافقين أو ضعاف الإيمان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يوجهون إليه أسئلة غير جادة، بل بسخرية واستهزاء، مثل:
- سؤال الرجل "من أبي؟" وهو يعرف أباه، لكنه يقصد التشكيك أو السخرية.
- وسؤال الآخر "أين ناقتي؟" عندما تضيع ناقته، كأنه يطلب من النبي أن يخبره بالغيب، وهو يعلم أن ذلك ليس من مهمة الرسول.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} [المائدة: 101-102].
الدروس المستفادة:
1- تحريم السخرية من الدين وأهله: فالاستهزاء بالرسول أو بالتعاليم الإسلامية من كبائر الذنوب.
2- عدم طرح الأسئلة غير المفيدة: خصوصًا تلك التي تحمل سوء نية أو تشككًا.
3- التقيد بأدب السؤال: المسلم يسأل بقصد التعلم والفهم، لا التعجيز أو الاستهزاء.
4- التنبيه على خطورة التشديد في السؤال: فقد يؤدي إلى أمور تُسوء السائل إذا عرفها.
5- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في الصبر: حيث كان يحتمل هذه الأسئلة الاستفزازية حتى أنزل الله الحكم.
فوائد إضافية:
- هذا الحديث يبين سبب نزول الآية 101 من سورة المائدة.
- فيه تحذير من التقليد الأعمى لأساليب الكفار والمنافقين في السخرية بالدين.
- ينبه إلى أن بعض الأسئلة قد تؤدي إلى الكفر إذا لم يحذر الإنسان، كما حدث مع أقوام سابقين.
نسأل الله أن يعيذنا من سوء الأخلاق وسوء الأسئلة، وأن يجعلنا من المتعلمين الجادين المهتمين بفهم دينهم بدلاً من الاستهزاء به.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسمير (٤٦٢٢)، عن الفضل بن سهل، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وقد سبق في كتاب الحج أن سبب نزول هذه الآية: السؤال عن الحج. والأشهر ما ذكرناها هنا. ولا مانع من تعدد الأسباب.
فدلّت الآية الكريمة وهذه الأحاديث على كراهية السؤال عما لا يحتاج إليه مما يسوء السائل جوابه، وقد ثبت في الصحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 436 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

📜 حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية