حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٣)﴾

عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنع درّها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس. والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة:
قال رسول اللَّه ﷺ: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول مَن سيَّب السوائب».
والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودَعَوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٣)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٦: ٥١) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: فذكره.

عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنع درّها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس. والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة:
قال رسول اللَّه ﷺ: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول مَن سيَّب السوائب».
والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودَعَوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بشرح بعض العادات الجاهلية في التعامل مع الأنعام، والتي كانت من أفعال الشرك والضلال، وقد جاء الإسلام لإبطالها.

شرح المفردات:


● البحيرة: هي الناقة التي كان المشركون يمنعون حلبها لغير أصنامهم، فلا يحلبها أحد من الناس، بل تترك للأصنام.
● السائبة: هي الناقة التي كانوا يتركونها لآلهتهم فلا يُركب ظهرها ولا يُحمل عليها شيء.
● عمرو بن عامر الخزاعي: من شخصيات الجاهلية، وهو أول من ابتدع هذه البدع الشركية.
● يجر قصبه في النار: أي أمعاءه أو أحشائه، وهذا تعبير عن شدة العذاب الذي يعانيه بسبب إحداثه لهذه البدع.
● الوصيلة: الناقة البكر التي تلد أنثى في أول ولادتها، ثم تلد أنثى ثانية، فإذا وصلت بينهما بدون أن تلد ذكرًا بينهما، سيبوها للأصنام.
● الحام: هو الفحل من الإبل الذي يضرب الضراب المعروف، فإذا انتهى من ذلك تركه المشركون للأصنام فلا يُحمل عليه شيء.

شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث رؤيته لعمرو بن عامر الخزاعي وهو يعذب في النار؛ لأنه كان أول من سنَّ هذه العادات الجاهلية، وهي التسييب للطواغيت والأصنام. وهذه العادات كانت منتشرة في الجاهلية، حيث كان المشركون يخصصون بعض الأنعام لأصنامهم، فيمنعون الانتفاع بها على وجه الاستقلال لها وتعظيمها، وهذا من الشرك الأكبر؛ لأنه نوع من العبادة لغير الله.
فالحديث يبين تحريم هذه الأفعال، وأنها من الضلالات التي جاء الإسلام لمحاربتها. وقد ألغى الإسلام كل هذه العادات وأبطلها، وأمر بالانتفاع بالأنعام على الوجه المشروع، دون تخصيص شيء منها لغير الله.

الدروس المستفادة:


1- تحريم التقليد الأعمى للعادات الجاهلية: فما كان عليه المشركون من أفعال الشرك والبدع محرم في الإسلام.
2- التحذير من المبتدعين: فمن يبتدع بدعة ضلالة يكون عليه وزرها ووزر من عمل بها، كما حدث مع عمرو بن عامر.
3- إبطال الإسلام للشركيات: جاء الإسلام ليخلص الناس من عبادة غير الله، سواء كانت أصنامًا أو عادات باطلة.
4- التشديد في النهي عن الشرك: فالعذاب في النار لمن يموت على الشرك شديد، كما في وصف النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن عامر.

معلومات إضافية:


- هذه العادات (البحيرة، السائبة، الوصيلة، الحام) كانت من أفعال العرب في الجاهلية، وقد ذكرها الله تعالى في القرآن في سورة المائدة في قوله: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [المائدة: 103]. فالله تعالى نفى أن يكون شرعها، وأنكر على المشركين افتراءهم.
- الحديث يدل على أن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذا المشهد تحذيرًا للأمة من الشرك واتباع البدع.
نسأل الله أن يعيذنا من الشرك والبدع، وأن يوفقنا لاتباع السنة والهدى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٣)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٦: ٥١) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: فذكره.
واللفظ للبخاري ولفظ مسلم مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 439 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

  • 📜 حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب