حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (١٠٦) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٧)﴾
فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا من ذهب، فأحلفهما رسول اللَّه ﷺ، ثم وجد الجام بمكة، فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي. فقام رجلان من أوليائه، فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما، وإن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾.
صحيح: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٨٠) قال: وقال لي علي بن عبد اللَّه، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:
1. شرح المفردات:
● بني سهم: قبيلة من قريش.
● تميم الداري: صحابي جليل من أهل الكتاب أسلم، وكان من أهل التقوى والصلاح.
● عدي بن بداء: صحابي أيضًا.
● بتركته: أي بماله الذي تركه بعد وفاته.
● جامًا من فضة: إناءً أو كأسًا من الفضة.
● مخوصًا من ذهب: مُزَيَّنًا أو مُطَعَّمًا بخيوط أو زخارف من الذهب.
● أحلفهما: طلب منهما اليمين لحل النزاع.
● أوليائه: أقاربه أو ورثته.
2. شرح الحديث:
يحكي هذا الحديث قصة رجل من بني سهم خرج في سفر مع تميم الداري وعدي بن بداء، ومات هذا الرجل في أرض ليس فيها مسلمون. فلما عاد تميم وعدي ومعهما تركة المتوفى (أمواله)، افتقد ورثته إناءً (جام) من الفضة مُزَيَّنًا بالذهب، فشكوا في أن يكون تميم وعدي أخفاه أو أخذه.
فعُرِضَت القضية على النبي صلى الله عليه وسلم، فحلَّف الرجلين (تميمًا وعديًا) لإنكار التهمة، وذلك تطبيقًا لسنة الحلف في حال إنكار المدَّعى عليه إذا لم توجد بينة. وبعد ذلك وُجِد الجام في مكة، وقال من وجده: "اشتريناه من تميم وعدي"، فازداد الشك في حق الرجلين.
فقام رجلان من أولياء المتوفى (ورثته أو أقاربه) وحلفا أن شهادتهما أحق من شهادتهما (أي من شهادة تميم وعدي)، وأن الجام هو حقًا لصاحبهم المتوفى. فنزلت الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾ [المائدة: 106]، لتبيّن حكم الشهادة عند الموت خاصة في الوصية.
3. الدروس المستفادة:
● جواز التحليف في الدعاوى: إذا أنكر المدَّعى عليه ولم توجد بينة، فإن القاضي يحلفه لينكر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع تميم وعدي.
● أهمية البينة والإثبات: الحديث يظهر حرص الإسلام على إثبات الحقوق وتجنب الظن والتهمة بدون دليل.
● نزول القرآن لبيان الأحكام: كثيرًا ما كانت تنزل الآيات لتفصيل أحكام واقعية حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● التثبت في الأمور: عدم التسرع في اتهام الآخرين، ولو كانوا صالحين، كما حدث مع تميم الداري وهو من الصالحين.
● حكمة مشروعية وصية الموت: الآية التي نزلت تؤكد على أهمية كتابة الشهادة عند حضور الموت لتجنب النزاع.
4. معلومات إضافية:
- الآية التي نزلت هي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾، وهي تأمر بأن يشهد على الوصية عدلان عند حضور الموت.
- القصة توضح كيف كان الصحابة يتحرون الحق ويحتكمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الملمات.
- تميم الداري معروف بالصلاح والرواية للحديث، وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 444 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 419 عيونهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
- 420 النهي عن الاستخصاء
- 421 لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم
- 422 لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
- 423 أبو بكر لا يحنث في يمين حتى أنزل الله كفارة...
- 424 من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم
- 425 تحريم الخمر ونزوله في المدينة
- 426 عنوان الحديث: إِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِيهَا أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا أَيُّوبَ وَرِجَالًا...
- 427 تحريم الخمر من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير
- 428 ألا إن الخمر قد حرمت
- 429 لما نزلت الآية قال لي رسول الله: قيل لي أنت...
- 430 سبب نزول: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما...
- 431 شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم
- 432 جيش الخبط وأكلوا العنبر نصف شهر
- 433 سَلُونِي لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ
- 434 عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
- 435 من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني
- 436 مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟
- 437 إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا
- 438 البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك
- 439 أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار
- 440 رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمروا يجر قصبه
- 441 إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه
- 442 الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما...
- 443 ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى ترى شحا مطاعا
- 444 خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن...
- 445 إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا
- 446 الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم
- 447 اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا...
- 448 إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما...
- 449 ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
- 450 لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق...
- 451 اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء...
- 452 ترون هذه طارحة ولدها في النار؟
- 453 مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله
- 454 لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك
- 455 الشرك لظلم عظيم
- 456 سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
- 457 إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس...
- 458 لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي
- 459 لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه
- 460 القلم جف على علم الله تعالى
- 461 جهل العرب في قتل الأولاد سفها بغير علم
- 462 حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
- 463 قاتل الله اليهود حُرّم عليهم الشحم فباعوه وأكلوا ثمنه
- 464 قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
- 465 بيعة النبي على اجتناب الكبائر
- 466 لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش
- 467 إن الله يغار، وإن المؤمن يغار
- 468 أي الذنب عند الله أكبر
معلومات عن حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
📜 حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








