حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٤)﴾

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة».

صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢١: ٢٧٥٣)، عن ابن نُمير، حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي فذكره.

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والفضل الإلهي، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● طِباق ما بين السماء والأرض: أي أن مقدار كل رحمة من هذه المائة رحمة يساوي المسافة الشاسعة بين السماء والأرض في السعة والعظمة.
● تعطف: تميل وترق وتشفق.
● الوالدة: الأم.
● الوحش: الحيوانات المفترسة أو البرية.
● أكملها بهذه الرحمة: أي جمع تلك الرحمة كلها وأضافها إلى الرحمة الواحدة التي في الأرض، فصارت مائة رحمة كاملة للمؤمنين يوم القيامة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، فيقول:
إن الله تعالى عندما خلق السماوات والأرض، خلق معها مائة رحمة، كل واحدة منها هائلة وكبيرة بمقدار المسافة بين السماء والأرض.
ثم أفاد صلى الله عليه وسلم أن الله جعل في الأرض رحمة واحدة فقط من هذه المائة رحمة. هذه الرحمة الواحدة هي مصدر كل رأفة وشفقة وعطف موجود في هذا العالم:
- فبها تعطف الأم على ولدها وترق له.
- وبها يتراحم الوحش والطير والحيوانات بعضها مع بعض.
أما الرحمة التسع والتسعون الباقية، فقد ادخرها الله تعالى وأبقاها عنده، ليوم القيامة، وهو يوم الحساب والجزاء، يوم تشتد فيه الحاجة إلى الرحمة. فإذا كان ذلك اليوم، أكمل الله بهذه الرحمة التسع والتسعون الرحمةَ الواحدة، فيصير المجموع مائة رحمة كاملة، يرحم بها عباده المؤمنين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يصور لنا عظمة رحمة الله التي لا يمكن لعقل بشر أن يحيط بها، فما نراه في الدنيا من رحمة وعطف هو جزء ضئيل جداً مما أعده الله لعباده في الآخرة.
2- الرحمة في الدنيا دليل على رحمة الآخرة: الرحمة التي نراها في الدنيا بين الخلق هي بمثابة لمحة وإشارة إلى الرحمة العظيمة التي waiting في الآخرة، وهي تبعث على الأمل والرجاء.
3- الرجاء في الله: الحديث من أعظم ما يبعث على الرجاء في مغفرة الله ورضوانه، فإذا كانت رحمته في الدنيا بهذه السعة، فكيف برحمته في الآخرة التي هي أعظم وأكمل؟
4- الحث على الرحمة: إذا كان الله قد جعل الرحمة من صفاته العظيمة، فإنه يحب من عباده أن يتصفوا بها، فيرحم بعضهم بعضاً، ويعطف القوي على الضعيف، وهذا من أسباب نيل رحمة الله في الدنيا والآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الترغيب والرجاء"، ويقابله أحاديث "الترهيب" التي تحذر من عذاب الله، والمؤمن يجمع بين الخوف والرجاء.
- يستدل بهذا الحديث على أن رحمة الله سبقت غضبه، كما في حديث آخر: «إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي».
- ينبغي للمسلم أن يستشعر هذه الرحمة فيكون رحيماً بالناس جميعاً، بل وبالحيوانات والطير، وهذا من أسباب دخول الجنة، كما في الحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
نسأل الله تعالى أن يتغمّدنا برحمته الواسعة، وأن يجعلنا من الذين ينالون رحمته يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في التوبة (٢١: ٢٧٥٣)، عن ابن نُمير، حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 451 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

  • 📜 حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب