حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤)﴾

عن عقبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال: «إذا رأيت اللَّه يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج». ثم تلا رسول اللَّه ﷺ: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾.

حسن: رواه أحمد (١٧٣١١) عن يحيى بن غيلان، قال: حدّثنا رشدين -يعني ابن سعد- أبو الحجاج المهري، عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر فذكره.

عن عقبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال: «إذا رأيت اللَّه يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج». ثم تلا رسول اللَّه ﷺ: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحذرنا من فتنة الدنيا وزينتها، ويبين لنا حكمة الله تعالى في تقديره للأرزاق والعطايا. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يعطي: يمنح ويوهب.
● العبد: الإنسان المسلم أو الكافر، ولكن المقصود هنا من يقترف المعاصي.
● من الدنيا: من متاع الحياة الدنيوية من مال، صحة، سلطان، أولاد، إلخ.
● على معاصيه: رغم ارتكابه للذنوب والمخالفات الشرعية.
● ما يحب: ما يشتهيه ويرغب فيه من ملذات الدنيا.
● استدراج: من الاستدراج، وهو أخذ الشيء قليلاً قليلاً حتى ينتهي إلى الهلاك، كاستدراج الصياد للطير بالطعام حتى يقع في الشباك.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من يُرى ينعم بالدنيا ويُفتح عليه فيها، وهو مقيم على المعاصي والذنوب، فلا يظن أن هذا دليل على رضا الله عنه، بل هو من باب الاستدراج والإمهال، حيث يمهل الله العاصي ويزيده من النعم استدراجاً له حتى يبلغ الغاية في الطغيان، فيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالآية الكريمة من سورة الأنعام (٤٤): ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْيهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾، والتي تصور حال الأمم السابقة التي كفرت بنعم الله وأنست معاصيه، ففتح الله عليها أبواب الرزق والخير، حتى إذا اطمأنت بهذه النعم وفرحت بها غرةً وغفلة، أخذها الله بالعذاب والبأساء فجأة، فأصابها الندم والحسرة حيث لا ينفع الندم.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحذر من الاغترار بنعم الدنيا: فليس كل من وسع الله عليه في الرزق هو محبوبٌ عند الله، بل قد يكون استدراجاً له.
● المعاصي سبب لهلاك الأمم: كما حدث للأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب طغيانها.
● الإيمان بقضاء الله وقدره: فالله تعالى يحكم لا معقب لحكمه، وهو الحكيم في تدبيره.
● الاستعاذة من فتنة الدنيا: والالتجاء إلى الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا.
● التفكر في عواقب الأمور: فالعاقبة للتقوى، والنعيم الحقيقي في الآخرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الاستدراج من أسماء العقوبات في الإسلام، وهو أشد أنواع العقاب لأنه يوقع العبد في الهلاك وهو لا يشعر.
- ينبغي للمسلم إذا رأى من نفسه إعراضاً عن الطاعة مع سعة في الرزق أن يتوب ويستغفر، لئلا يكون هذا من الاستدراج.
- من حكمة الله أنه يبتلي بعض العصاة بالغنى ليمحصهم، ويبتلي بعض الطائين بالفقر ليرفع درجاتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يقينا فتنة الدنيا وزينتها، وأن يجعلنا من عباده المتقين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٣١١) عن يحيى بن غيلان، قال: حدّثنا رشدين -يعني ابن سعد- أبو الحجاج المهري، عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر فذكره.
ورشدين بن سعد ضعيف عند أئمة الحديث، ولكنه توبع.
فقد رواه الدولابي في الكنى (١/ ١١١)، والطبري في الأوسط (٩٢٦٨)، والبيهقي في القضاء والقدر (٢/ ٥٦٦)، وفي شعب الإيمان (٤٢٢٠) كلهم من طرق أخرى عن حرملة بن عمران التجيبي به، مثله.
وحسنه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (٤/ ١١٥) بعد أن عزاه لأحمد والطبراني والبيهقي في الشعب.
وللحديث إسناد آخر كما قال ابن جرير الطبريّ في تفسيره: «وحدث بهذا الحديث محمد بن
حرب، عن أبن لهيعة، عن عقبة بن مسلم به، نحوه».
وابن لهيعة فيه كلام معروف، ولكن متابعة هؤلاء تؤكد أنه لم يخطئ في هذا الحديث، بل حفظه، وأداه كما سمعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 448 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

  • 📜 حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب