حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤)﴾

عن أبي هريرة قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباء النبيَّ ﷺ، فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده أو يديه، قال: «الحمد للَّه الذي يُطعِم ولا يُطعَم، منَّ علينا، فهدانا، وأطعمنا، وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد للَّه غير مودّع، ولا مكافأ، ولا مكفور، ولا مستغنى عه، الحمد للَّه الذي أطعم من الطعام، وشى من الشراب، وكسا من الحري، وهدى من الضلالة، وبصَّر من العمى، وفضَّل على كثير ممن خلمه تفضيلا، الحمد للَّه رب العالمين».

حسن: رواه النسائيّ في عمل اليوم والليلة (٣٠١)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٨٦)، وصحّحه ابن حبان (٥٢١٩)، والحاكم (١/ ٥٤٦) كلهم من طريق بشر بن منصور السليمي، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباء النبيَّ ﷺ، فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده أو يديه، قال: «الحمد للَّه الذي يُطعِم ولا يُطعَم، منَّ علينا، فهدانا، وأطعمنا، وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد للَّه غير مودّع، ولا مكافأ، ولا مكفور، ولا مستغنى عه، الحمد للَّه الذي أطعم من الطعام، وشى من الشراب، وكسا من الحري، وهدى من الضلالة، وبصَّر من العمى، وفضَّل على كثير ممن خلمه تفضيلا، الحمد للَّه رب العالمين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دعاء جامع لنعم الله تعالى، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما.

شرح المفردات:


● يُطعِم ولا يُطعَم: الله هو الذي يطعم خلقه ولا يحتاج إلى أن يطعمه أحد.
● مَنَّ علينا: أنعم علينا وأعطانا من فضله.
● كُلَّ بلاءٍ حَسَنٍ أبلانا: كل اختبار وامتحان حسن اختبرنا به، والصبر عليه من النعم.
● غَيْرِ مَوَدَّعٍ: لا يُترك حمده ولا يُهمل.
● وَلَا مُكَافَأٍ: لا يُكافئ على نعمه أحد بمثلها.
● وَلَا مُكْفُورٍ: لا يجحد نعمه إلا جاحد.
● وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ: لا يستغني عنه أحد من خلقه.
● شَرَى مِنَ الشَّرَابِ: سقانا وأروانا من الشراب.
● كَسَا مِنَ الْعُرْيِ: سترنا من العري بالملابس.
● بَصَّرَ مِنَ الْعَمَى: أنعم علينا بنعمة البصر بعد العمى، أو الهداية بعد الضلال.

شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار من أهل قباء - وهم أهل مسجد قباء الذي أسسه النبي ﷺ - دعا النبي ﷺ لطعام، فانطلق النبي ﷺ مع أصحابه إلى طعامه.
فلما انتهى النبي ﷺ من الطعام وغسل يديه، حمد الله تعالى بهذا الدعاء العظيم الذي يجمع شكر النعم كلها.
فيبدأ النبي ﷺ بحمد الله الذي هو المنعم الحقيقي، الذي يطعم عباده ولا يحتاج إلى طعام، فهو الغني عن العالمين.
ثم يعدد نعم الله عليه وعلى الأمة: منَّ الله فهدانا إلى الإسلام، وأطعمنا من رزقه، وسقانا من شرابه، وكل بلاء ابتلانا به كان بلاءً حسناً، أي صبرنا عليه فكان سبباً للخير والرفعة.
ثم يؤكد أن حمد الله لا يجب أن يترك ولا يهمل، وأنه لا أحد يستطيع أن يكافئ الله على نعمه، ولا يجحد نعمه إلا كفور، ولا يستغني عن فضله أحد.
ثم يفصل نعم الله: أطعمنا من الطعام، وسقانا من الشراب، وكسانا من العري، وهدانا من الضلالة، وبصرنا من العمى (أي الهداية بعد الضلال، والبصر بعد العمى)، وفضّلنا على كثير من خلقه تفضيلاً.
ويختم بالحمد لله رب العالمين، acknowledging أن كل النعم من الله وحده.

الدروس المستفادة:


1- وجوب حمد الله على نعمه: فالنبي ﷺ لم ينس أن يحمد الله بعد الطعام.
2- شكر النعم كلها: حتى البلاء يكون نعمة إذا صبر العبد عليه.
3- التذلل لله تعالى: والاعتراف بأنه المنعم وحده، ولا أحد يستغني عنه.
4- التفضل على الداعي: بقبول الدعوة وإظهار الفرح بها، كما قبل النبي ﷺ الدعوة وذهب مع أصحابه.
5- الدعاء بعد الطعام: سنة نبوية ينبغي المحافظة عليها.

فوائد إضافية:


- هذا الدعاء من أجمع أدعية الشكر، فيستحب للمسلم أن يحفظه ويقولها بعد الطعام.
- فيه توحيد الله والاعتراف بفضله، وهو من أسباب زيادة النعم.
- تعليم للأمة كيفية شكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، الذاكرين له في كل حال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في عمل اليوم والليلة (٣٠١)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٨٦)، وصحّحه ابن حبان (٥٢١٩)، والحاكم (١/ ٥٤٦) كلهم من طريق بشر بن منصور السليمي، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشر بن منصور السليمي البصري، وسهيل بن أبي صالح فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 446 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

  • 📜 حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب