حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥)﴾

عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ
فَوْقِكُمْ﴾ قال رسول اللَّه ﷺ: «أعوذ بوجهك». قال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قال: «أعوذ بوجهك». ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ قال رسول اللَّه ﷺ: «هذا أهون أو هذا أيسر».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٨)، عن أبي النعمان، حدّثنا حماد بن زيد، عن عمرو ابن دينار، عن جابر قال: فذكره.

عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ
فَوْقِكُمْ﴾ قال رسول اللَّه ﷺ: «أعوذ بوجهك». قال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قال: «أعوذ بوجهك». ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ قال رسول اللَّه ﷺ: «هذا أهون أو هذا أيسر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

أولاً. نص الحديث وروايته:


الحديث رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو في صحيح البخاري، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو قول الله تعالى:
﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾
فقال: «أعوذ بوجهك»، ثم قرأ: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ فقال: «أعوذ بوجهك»، ثم قرأ: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ فقال: «هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ».


ثانيًا. شرح المفردات:


● أعوذ بوجهك: أي ألتجئ وأتحصن بوجه الله الكريم، وهو من أعظم صفات الله تعالى، والوجه كناية عن الذات الإلهية.
● يلبسكم شيعًا: يخلطكم ويجعلكم فرقًا متشتتين.
● يذيق بعضكم بأس بعض: يجعل بعضكم يقتل بعضًا ويُعاني من شر بعض.
● أهون أو أيسر: أي أخفّ وأقل شدة.


ثالثًا. شرح الحديث:


1- السياق والنزول:
الآية من سورة الأنعام (الآية 65)، وهي تذكر أنواع العذاب الذي يقدر الله تعالى أن ينزله بالعباد إذا عصوا وكفروا.
2- موقف النبي صلى الله عليه وسلم:
- عند قوله تعالى: ﴿عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ (كالحجارة من السماء، أو الصواعق، أو الغرق بالماء)، استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله تعالى من هذا العذاب.
- وعند قوله: ﴿مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ (كالخسف، أو الزلازل، أو الحشرات المؤذية)، استعاذ مرة أخرى.
- أما عند قوله: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾ أي التفرق والاختلاف، و﴿وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ أي القتال والحروب الأهلية، قال: «هذا أهون أو أيسر»، أي أنه رغم شدته، إلا أنه أقل خطرًا من العذاب السماوي أو الأرضي المباشر من الله.
3- لماذا قال "هذا أهون"؟:
- لأن العذاب المباشر من الله (كالصاعقة أو الخسف) فيه هلاك سريع وشامل، أما الاختلاف والقتال بين الناس ففيه فرصة للتوبة والرجوع، وهو من جنس البلاء الدنيوي الذي قد يكون سببًا للتذكير والاعتبار.


رابعًا. الدروس المستفادة:


1- خوف النبي صلى الله عليه وسلم من الله:
النبي وهو المعصوم يخاف عذاب الله ويستعيذ به، فكيف بنا؟!
2- الاستعاذة بالله من كل شر:
ينبغي للمسلم أن يلتجئ إلى الله ويستعيذ به من جميع أنواع العذاب والبلاء.
3- خطورة التفرق والاختلاف:
الاختلاف والفرقة من أعظم العقوبات، وهي من أسباب ذل الأمة وهوانها.
4- تفاضل البلاء:
بعض البلاء أخف من بعض، والمسلم يدرك أن ما يصيبه قد يكون رحمة في طياته.
5- التعوذ بوجه الله:
الوجه من صفات الله العظيمة، والتعوذ به يدل على عظمة المُتعوَّذ به سبحانه.


خامسًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وخوفه عليهم من عذاب الله.
- فيه تأديب للأمة بأن تتجنب أسباب العذاب، من كفر ومعاصٍ وتفرق.
- يستحب للقارئ عند المرور بآيات العذاب أن يستعيذ بالله، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا من جميع أنواع العذاب، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٨)، عن أبي النعمان، حدّثنا حماد بن زيد، عن عمرو ابن دينار، عن جابر قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 454 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

  • 📜 حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب