حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الكذب على النبيّ ﷺ-

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النّبيّ ﷺ قال: «من كذب عليَّ متعمِّدًا ليُضلَّ به النَّاسَ، فليتبوّأْ مقعده من النّار».

حسن: رواه أبو بكر البزّار (كشف الأستار - ٢٠٩) عن عبد اللَّه بن سعيد، عن يونس بن بكير، ثنا الأعمش، عن طلحة بن مصرِّف، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه، فذكر الحديث.

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النّبيّ ﷺ قال: «من كذب عليَّ متعمِّدًا ليُضلَّ به النَّاسَ، فليتبوّأْ مقعده من النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي سألت عنه هو حديث عظيم، وخطير الشأن، ومحفوظ في الصحيحين وغيرهما، وإليك شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● من كذب عليَّ: أي من نسب إليَّ قولاً لم أقله، أو فعلاً لم أفعله، أو تقريراً لم أقرره.
● متعمداً: أي قاصداً ذلك الكذب بعلم وإرادة، من غير خطأ أو نسيان أو اجتهاد.
● ليضل به الناس: أي يقصد من وراء هذا الكذب أن يحيد بالناس عن طريق الهدى والحق، إلى طريق الضلال والغي.
● فليتبوأ مقعده من النار: أي فليتخذ ويستعد ليكون منزله ومستقره من النار. والتبوء: التخذ والاستعداد.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من افترى عليه كذباً، ونسب إليه شيئاً لم يقله أو يفعله، وهو يعلم ذلك ويقصده، وكان دافعه لهذا الافتراء إضلال الناس عن دين الله الحق، فإن مصيره ومآله إلى نار جهنم، وعليه أن يستعد لعذابها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم جرم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم: فهو ليس ككذب على غيره من البشر، لأنه يتعلق بدين الله الذي أكمله على يديه، ويترتب عليه تضليل الأمة وإفساد عقيدتها وشريعتها.
2- تحذير شديد من اختلاق الأحاديث أو نشرها: فالوعيد في الحديث شامل لكل من تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان واضعاً للحديث، أو ناقلاً له وهو يعلم كذبه، أو داعياً إليه.
3- بيان خطر الدافع الإضلالي: اشتراط قصد الإضلال في الحديث يبين أن الإثم يتضاعف عندما يكون القصد من الكذب صرف الناس عن الحق، ونشر البدع والضلالات بينهم.
4- وجوب التحري والتثبت في نقل الحديث: يجب على المسلم أن يتيقن من صحة ما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يرجع إلى قواعد علماء الحديث في التصحيح والتضعيف، ولا ينقل إلا ما ثبت بصحيح الأسانيد.
5- الحفاظ على نقاء السنة النبوية: جاء هذا الوعيد الشديد لحماية مصادر التشريع الإسلامي، وصيانة السنة من أن تدخل فيها أقوال البشر وأهواؤهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول علم الحديث، وهو قاعدة ذهبية يحكم بها على من يتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بالوعيد الشديد.
- العلماء متفقون على أن من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً فهو من الكبائر، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره لشناعة فعله.
- يجب التفريق بين المتعمد للكذب، وبين المخطئ أو المجتهد الذي يروي حديثاً ظنه صحيحاً وهو ليس كذلك، فهذا ليس عليه إثم الكذب، ولكن عليه أن يتعلم ويتثبت.
- هذا الوعيد يشمل أيضاً من ينشر الأحاديث الموضوعة (المكذوبة) ويعلم أنها كذب، أو يتساهل في نشرها دون تمحيص، فيكون شريكاً في الإضلال والإثم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يرزقنا اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو بكر البزّار (كشف الأستار - ٢٠٩) عن عبد اللَّه بن سعيد، عن يونس بن بكير، ثنا الأعمش، عن طلحة بن مصرِّف، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه، فذكر الحديث. وإسناده حسن.
قال الهيثميّ: «رجاله رجال الصّحيح».
قال الأعظمي: عبد اللَّه بن سعيد -شيخ البزّار- هو أبو سعيد الأشجّ، أحد الثّقات، ويونس بن بكير، هو أبو بكر الجمّال الكوفيّ، قال الحافظ: «صدوق يخطئ». وبقية رجاله ثقات معروفون.
وروى هذا الحديث الترمذيّ (٢٦٥٩) عن أبي هشام الرّفاعيّ، بإسناده عن ابن مسعود. وأبو هشام الرّفاعيّ اسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير، وهو ضعيف؛ قال البخاريّ: «رأيتهم مجمعين على ضعفه».
ورواه أيضًا (٢٢٥٧) هو وابن ماجه (٣٠) من وجه آخر عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، فذكر نحوه مطوَّلًا، وليس فيه لفظة: «ليضلّ به النَّاسَ».
وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه إِلَّا أحرفًا معدودة حصرها بعضُ أهل العلم، وليس هذا منها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

  • 📜 حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب