حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الكذب على النبيّ ﷺ-

عن عثمان بن عفّان، قال: ما يمنعني أن أحدِّث عن رسول اللَّه ﷺ أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكنّي أشهدُ لسمعته يقول: «من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار».

حسن: رواه أحمد (٤٦٩) من طريقين، عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، قال: سمعت عثمان بن عفّان، فذكر الحديث.

عن عثمان بن عفّان، قال: ما يمنعني أن أحدِّث عن رسول اللَّه ﷺ أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكنّي أشهدُ لسمعته يقول: «من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وغيره من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● ما يمنعني أن أحدِّث: أي الحائل بيني وبين الإكثار من رواية الحديث عن رسول الله ﷺ.
● أوعى أصحابه عنه: أي أحفظهم لحديثه وأكثرهم فهماً وضبطاً له. والوعي: هو الحفظ والفهم معاً.
● أشهدُ لسمعته يقول: أي أُقسم وأُؤكِّد أنني سمعت رسول الله ﷺ يقول.
● من قال عليَّ: أي من نسب إليَّ، أو اخترع وكذب عليَّ.
● ما لم أقل: أي كلاماً أو حكماً أو تشريعاً لم أقله أنا.
● فليتبوّأ مقعده من النّار: أي فليتخذ وينزل مكانه من النار، وهو وعيد شديد يدل على عظم الجرم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ عثمان رضي الله عنه بتوضيح سبب عدم إكثاره من رواية الحديث، مع كونه من الصحابة الكبار، فيبين أن ذلك ليس تقصيراً منه، بل خشية أن يخطئ في الرواية ولو بحرف واحد، لأنه يعلم أنه ليس الأحفظ بين الصحابة، وهذا من ورعه وتقواه رضي الله عنه.
ثم ينتقل إلى ذكر هذا الحديث الخطير، الذي يحذِّر فيه النبي ﷺ من خطر الكذب عليه، ويُعلن أن من يفعل ذلك - أي ينسب إلى النبي قولاً لم يقله - فقد استحق بعمله هذا أن يتخذ مكاناً له في نار جهنم، وهذا وعيد شديد يبين عظم جرم الكذب على النبي ﷺ.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- عظم جرم الكذب على النبي ﷺ: فهو من أكبر الكبائر، لأنه تشريع وتحليل وتحريم للعباد بغير ما شرع الله، وهو افتراء على الله ورسوله.
2- الورع والخشية من الله: يتجلى في موقف عثمان رضي الله عنه، حيث كان من كبار الصحابة ومع ذلك يتحرج من الرواية خشية الزلل، وهذا درس في أهمية التثبت في نقل العلم، خاصة ما يتعلق بالدين.
3- مسؤولية العلماء وطلبة العلم: فالناقل للحديث يحمل أمانة عظيمة، يجب عليه أن يتثبت ويتحرَّى الصحة، وأن ينقل فقط ما ثبت يقيناً أو ظناً قوياً.
4- ضرورة التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة: يجب على المسلم أن يتحرى الصحة في كل ما ينسب إلى الدين، وأن يحذر من نشر الأحاديث دون تمحيص.
5- حرمة الشرع مصونة: فالدين قد كمل، ولا يجوز لأحد أن يزيد فيه أو ينقص، والكذب على النبي محاولة للتلاعب بهذا الدين وحرفه عن مساره.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين، وهو متفق على صحته.
- بسبب هذا الوعيد الشديد، انبرى علماء الأمة عبر العصور للذب عن سنة النبي ﷺ، فوضعوا علم "مصطلح الحديث" لتمييز الصحيح من الضعيف والموضوع، وصنفوا الكتب في الجرح والتعديل لمعرفة الرواة الثقات من الضعفاء والكذابين.
- يجب على كل مسلم أن يكون حريصاً على أن لا ينقل إلا ما ثبت صحته، وإذا أراد أن ينقل حديثاً ولم يتأكد من صحته، فليقل: "يروى" أو "بلغني" حتى لا يتحمل إثم الكذب.
نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا، وأن يرزقنا الصدق في القول والعمل، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٤٦٩) من طريقين، عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، قال: سمعت عثمان بن عفّان، فذكر الحديث.
ورواه أحمد (٥٠٧)، والبزّار (٣٨٤) كلاهما من طريق عبد الكبير بن عبد المجيد -أبي بكر الحنفي-، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن ليد، عن عثمان بن عفّان، فذكر نحوه.
قال الهيثميّ: «وهو حديث رجاله رجال الصّحيح، والطّريق الأول فيها عبد الرحمن بن أبي الزّناد، وهو ضعيف وقد وُثِّق» انتهى.
وأمّا الطّريق الثانية: فهي من رواية محمود بن لبيد عن عثمان، ومحمود بن لبيد لا يعرف له سماع من عثمان، قال البزّار: «لا يعلم سمع محمود بن لبيد عن عثمان، وإن كان قديمًا». إلّا أن أحدهما يقوي الآخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 164 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

  • 📜 حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب