حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢)﴾

عن جرير قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة».

حسن: رواه أحمد (١٩٢١٥)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣٥٦ - ٣٥٧)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٦٠) كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن جرير فذكره.

عن جرير قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، يضع أصولاً عظيمة في فهم الولاء والعلاقات الاجتماعية في المجتمع المسلم. وإليك الشرح المفصل:
### أولاً. شرح المفردات
● المهاجرون: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة نصرة للدين، وتركوا ديارهم وأموالهم في سبيل الله.
● الأنصار: هم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين ناصروا رسول الله ﷺ والمهاجرين وآووهم.
● أولياء بعض: أي أنصار وأعوان وحلفاء بعضهم البعض، يتناصرون ويتعاضدون.
● الطلقاء: هم مشركو قريش الذين أُسروا في فتح مكة ثم أطلق رسول الله ﷺ سراحهم وتركهم أحراراً بدون فداء.
● العتقاء: هم مشركو ثقيف الذين أُسروا في حصار الطائف ثم أُطلق سراحهم.
### ثانياً. شرح الحديث
يؤسس النبي ﷺ في هذا الحديث لمبدأين عظيمين في المجتمع الإسلامي:
1- الولاء القائم على الإيمان والعقيدة: بين المهاجرين والأنصار، فهذا ولاء دائم مستمر "في الدنيا والآخرة"، لأنه قائم على أساس إيماني، ونصرة للدين، والتضحية في سبيل الله. فهم إخوة في الله، يتناصرون ويتعاونون على البر والتقوى.
2- الولاء القائم على القرابة والنسب: بين الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف، وهذا ولاء دنيوي مؤقت "إلى يوم القيامة"، أي ينتهي بانتهاء الدنيا. وهو ولاء قائم على روابط القبيلة والعصبية الجاهلية، وهو ما تركه الإسلام ولم يلغه بالكلية، بل نظمه ووضعه في إطاره الصحيح دون أن يتعارض مع الولاء لله ورسوله والمؤمنين.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تفاضل أنواع الولاء: فأعلى أنواع الولاء هو الولاء للإيمان وأهله، وهو الذي يستمر في الدنيا والآخرة ويُرجى ثوابه من الله.
2- الإسلام لم يلغ روابط القربى والنسب: بل اعترف بها ضمن حدودها الصحيحة، شريطة ألا تتعدى على حقوق الله وحقوق المؤمنين، وألا تؤدي إلى عصبية جاهلية.
3- التربية على الانتماء للجماعة المسلمة: فالمؤمنون أمة واحدة، يتناصرون ويتعاضدون، وينبغي أن يكون ولاؤهم primarily للإيمان وأهله.
4- الموازنة بين الحقوق: فحق القرابة مكفول في الإسلام، ولكن لا يجوز أن يتقدم على حق الله ورسوله والمؤمنين.
### رابعاً. معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر حكمة النبي ﷺ في التعامل مع المجتمع الجديد، حيث جمع بين الاعتراف بالروابط الطبيعية (القبلية) وبناء الروابط الإيمانية الأعلى.
- فيه إشارة إلى أن الولاء للقبيلة أو العرق إذا كان في غير معصية الله فهو جائز، ولكن لا يجوز أن يكون هو الولاء الأساسي والأعلى للمسلم.
- يستفاد منه أهمية بناء المجتمع على أسس متينة من المحبة والإخاء والتعاون على البر والتقوى، مع عدم إغفال حقوق الأقارب والجيران وغيرهم.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يوالون في الله ويعادون في الله، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٢١٥)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣٥٦ - ٣٥٧)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٦٠) كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن جرير فذكره. وإسناده حسن من أجل الكلام في عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة غير أنه حسن الحديث.
قوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾.
هذه الآية تدل على وجوب الهجرة في عهد النبي ﷺ قبل فتح مكة، وأما بعد فتح مكة فقد ثبت في الصحيح قوله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح» وكذلك لا تجب الهجرة على من يعيش بين المشركين والكفار، وله حرية في العبادة، وإظهار شعائر الإسلام، وعليه يدل قول عائشة ﵂.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 568 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

  • 📜 حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب