حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٩)﴾
غنما أو خلفات، وهو منتظر ولادها. قال: فغزا، فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئًا. فحُبِست عليه حتى فتح اللَّه عليه، قال: فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعمه، فقال: فيكم غلول، فليبايعني من كل قبيلة رجل. فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك. فبايعته، قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة، فقال: فيكم الغلول أنتم غللتم. قال: فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب. قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار، فأكلته. فلم تحل الغنائم لأحدٍ من قبلنا، ذلك بأن اللَّه تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا، فطيبها لنا».
متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٢٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٧) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدّثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الشريف: يروي لنا النبي ﷺ قصة نبي من الأنبياء السابقين، توضح لنا عظمة أمر الغنائم والصدق مع الله، وتبرز فضل هذه الأمة على من قبلها.
1. شرح المفردات:
● مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ: أي تزوج امرأة وعقد عليها ولم يدخل بها بعد.
● يُريد أن يَبْنِيَ بِهَا: أي يريد أن ي consummate الزواج ويقيم معها.
● خَلِفَاتٍ: النوق الحوامل التي على وشك الولادة.
● أدْنَى لِلْقَرْيَةِ: اقترب منها.
● مَأْمُورَةٌ: تخضع لأمر الله وتسير بقدرته.
● حُبِسَتْ: توقفت عن الحركة والمغيب.
● الغُلُول: الخيانة والسرقة من الغنيمة قبل تقسيمها.
● لَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ: عند المبايعة، لم تتم البيعة بشكل طبيعي، فكانت إشارة من الله إلى أن هذا الرجل هو الخائن.
● صَعِيدٍ: الأرض.
2. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث العظيم على عدة مشاهد:
المشهد الأول: الاختيار والتمحيص
أراد هذا النبي أن يغزو أعداء الله، فدعا قومه للجهاد. ولكنه اشترط شروطاً عالية جداً، لم يرد أن يتبعه إلا من كان قلبه مُفرغاً تماماً للجهاد، لا يشغله عنه أي شيء من متع الدنيا، ولو كانت مشروعة. فاستثنى ثلاثة أنواع من الرجال:
1- الرجل حديث العهد بالزواج الذي لم يدخل بزوجته بعد، وشوقه إليها قد يشغله.
2- الرجل الذي بدأ في بناء بيت له ولم يكتمل بعد، وشوقه لرؤيته مكتملاً قد يشغله.
3- الرجل الذي ينتظر مولود ماشيته (غنم أو إبل حوامل)، وانتظاره للربح والنتائج الدنيوية قد يشغله.
فالهدف كان تجنيد جيش قلوب أفراده معلقة بالله والجهاد فقط.
المشهد الثاني: المعجزة الإلهية
عندما وصل الجيش إلى أرض العدو قرب وقت صلاة العصر، وكان الوقت ضيقاً جداً لتحقيق النصر قبل غروب الشمس. فدعا النبي ربه، وخاطب الشمس قائلاً: "أنت مأمورة وأنا مأمور". هذه الجملة عظيمة، فهي إقرار بعبوديته لله وتسليمه لأمره، وفي نفس الوقت إقرار بأن كل شيء في هذا الكون مسخر بأمر الله. ثم دعا الله "اللهم احبسها علي شيئاً"، فاستجاب الله له وأوقفت الشمس عن الحركة حتى تحقق النصر. وهذه معجزة كرّم الله بها ذلك النبي وجيشه المخلص.
المشهد الثالث: اختبار الصدق والاستقامة بعد النصر
بعد أن منّ الله عليهم بالنصر، واجتمعت الغنائم، حدث اختبار عظيم- فأقبلت نار من السماء لتحرق الغنائم وتأكلها (وهذا دليل على رضا الله عنها وقبولها)، لكنها امتنعت عن الأكل. فهم النبي أن هذا راجع إلى خيانة (غُلول) حدثت من أحد الجنود، حيث أخفى شيئاً من الغنيمة لنفسه قبل القسمة.
المشهد الرابع: كشف الخائن
حاول النبي اكتشاف الخائن، فطلب من كل قبيلة أن يبايعوه عن طريق ممثل عنها. وعند المبايعة، لصقت يد رجل بيد النبي ولم تنفصل بسهولة، فكانت هذه علامة إلهية. ثم كُشِف أن رجلين أو ثلاثة هم من قاموا بالغُلول. وعندما اعترفوا، أخرجوا ما أخفوه، وكان قطعة من الذهب بحجم رأس بقرة.
المشهد الخامس: العبرة والعظة
وضعوا这块 الذهب مع بقية الغنائم، فأقبلت النار فأكلتها كلها دليلاً على رضا الله بعد أن زال سبب المنع. ثم ختم النبي ﷺ الحديث بتعليق عظيم، مبيناً أن هذا التشديد كان على الأمم السابقة، فلم تكن الغنائم حلالاً لهم أبداً، بل كانت تُحرق أو تنزل عليها النار لتأكلها إذا قُبلت. أما أمة محمد ﷺ، فقد رأى الله ضعفها وعجزها relative to those past nations فشرع لها أن تأكل من الغنائم بعد تقسيمها، تكريماً لها ورفقاً بها. وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الإخلاص شرط لقبول العمل: كان شرط النبي في جنوده هو الإخلاص الكامل وعدم انشغال القلب بالدنيا، وهو درس لكل مسلم في كل عمل يقربه إلى الله.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي أخذ بجميع الأسباب (تجهيز الجيش، اختيار الوقت المناسب للهجوم) ثم توكل على الله ودعاه.
3- عظمة قدرة الله تعالى: فالشمس مخلوق مسخر بأمر الله، يقف لحظة أمره لها.
4- خطورة الغلول والخيانة في أموال المسلمين: وأنها تسبب حرمان البركة وسخط الله، حتى لو كانت القطعة صغيرة. والخيانة لا تهلك صاحبها فقط، بل قد تعم الجماعة.
5- العدل وعدم التستر على المنكر: النبي لم يتساهل في موضوع الغلول ولم يغمض عينيه عنه، بل سعى لاكتشافه وتصحيحه علناً ليكون
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 564 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 539 من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه
- 540 عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما...
- 541 خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله...
- 542 خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان
- 543 أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة
- 544 اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
- 545 لا تتمنوا لقاء العدو واصبروا عند اللقاء
- 546 رمى رسول الله التراب في وجوه المشركين يوم بدر
- 547 يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما...
- 548 لا يحج بعد العام مشرك
- 549 من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة
- 550 معنى ألا إن القوة الرمي
- 551 الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
- 552 الخيل معقود في نواصيها الخير والاجر والمغنم
- 553 فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة
- 554 من خير معاش الناس رجل ممسك عنان فرسه في سبيل...
- 555 ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي
- 556 الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا
- 557 لا يفرّ واحد من اثنين ومائة من المائتين
- 558 افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة
- 559 ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في...
- 560 استشار النبي في الأسارى أبا بكر وعمر
- 561 لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم
- 562 مهلا عن أصحاب رسول الله ﷺ
- 563 استشارة النبي في الأسارى يوم بدر وأخذ الفداء منهم
- 564 غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد...
- 565 العنوان: أني أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية ذهبا
- 566 اللَّه أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فاللَّه يجزيك
- 567 لا تدعون منها درهما
- 568 المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة
- 569 لا هجرة اليوم ولكن جهاد ونية
- 570 اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا
- 571 عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض
- 572 الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
- 573 لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة
- 574 آخر آية نزلت: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾
- 575 تحريم الحج على المشركين والطواف عريانا
- 576 يوم النحر هو يوم الحج الأكبر
- 577 بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة
- 578 ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة
- 579 من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له...
- 580 من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في...
- 581 ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن...
- 582 أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله
- 583 اسقني فإنهم يجعلون أيديهم فيه
- 584 ابن عباس: لا نريد تغيير ما أمر به رسول الله...
- 585 شرط الايمان ان يكون حب الرسول فوق حب الاهل والناس
- 586 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله
- 587 لا حتى أكون أحب إليك من نفسك
- 588 رماة هوازن ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما...
معلومات عن حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
📜 حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








