حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥)﴾

عن الزبير بن العوام قال: فينا نزلت هذه الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ قال: كان رسول اللَّه ﷺ قد آخى بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فلم نشك أنا نتوارث، لو هلك كعب وليس له من يرثه، فظننت أني أرثه، ولو هلكت كذلك يرثني حتى نزلت هذه الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٤٢ - ١٧٤٣)، والحاكم (٤/ ٣٤٤ - ٣٤٥) واللفظ له، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: فذكره.

عن الزبير بن العوام قال: فينا نزلت هذه الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ قال: كان رسول اللَّه ﷺ قد آخى بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فلم نشك أنا نتوارث، لو هلك كعب وليس له من يرثه، فظننت أني أرثه، ولو هلكت كذلك يرثني حتى نزلت هذه الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه.
شرح المفردات:
* آخى: أي عقد بينهم عقد المؤاخاة، حيث جعل النبي ﷺ كل مهاجري أخًا لأنصاري يتوارثان ويتعاونان.
* نتوارث: أي نرث بعضنا بعضًا.
* هلك: مات.
* أولوا الأرحام: هم الأقارب من جهة النسب، كالآباء والأبناء والإخوة والأعمام وأولادهم وغيرهم.
شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه عن قصة نزول آية الميراث، فيذكر أن النبي ﷺ بعد هجرته إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، ليكونوا كالإخوة في الدين يتناصرون ويتعاونون. وكان من ضمن بنود هذه المؤاخاة أن يرث بعضهم بعضًا، أي أن المهاجر يرث أخاه الأنصاري إذا مات وليس له وارث من أهله، والعكس صحيح.
وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم هذا الحكم على ظاهره، وظلوا يعملون به. ففي هذا الموقف، تخيل الزبير رضي الله عنه - وهو من المهاجرين - أنه لو مات أخوه الأنصاري (الذي آخى بينهما النبي ﷺ) وليس له قريب يرثه، فإنه سيرثه هو. ولو حدث العكس ومات الزبير وليس له وارث، فسيرثه أخوه الأنصاري.
ثم نزلت الآية الكريمة من سورة الأنفال: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}، والتي بينت الحكم الشرعي الثابت في اللوح المحفوظ، وهو أن الأقارب بالنسب (أولو الأرحام) هم الأولى بالميراث من بعضهم البعض، وليس الإخوة بالدين. فنسخت هذه الآية حكم التوارث بالمؤاخاة، وأصبح الميراث محصورًا في روابط النسب والقرابة.
الدروس المستفادة:
1- نسخ الأحكام: يوضح الحديث كيف أن الشرع الحكيم قد ينسخ بعض الأحكام المؤقتة التي تتناسب مع ظرف معين (كالمؤاخاة لسد حاجة المهاجرين) بأحكام دائمة ثابتة (التوارث بالنسب) عندما تزول الحاجة.
2- حكمة التشريع: المؤاخاة كانت لحكمة عظيمة وهي توثيق عرى الأخوة وبناء المجتمع الجديد، لكن الميراث قائم على أساس متين وهو رابطة الدم والنسب.
3- طاعة الله ورسوله: استجابة الصحابة الفورية لأمر الله تعالى، حيث تركوا ما كانوا عليه من توارث بالمؤاخاة بمجرد نزول الآية، دون تردد أو تأفف.
4- فضل الصحابة: فهم الصحابة رضي الله عنهم للنصوص وتطبيقهم لها، وحرصهم على نقل أدق التفاصيل المتعلقة بأسباب نزول الآيات.
5- أهمية النسب في الإسلام: يؤكد الحديث على مكانة رابطة النسب وأهميتها في بناء الأسرة والمجتمع.
معلومات إضافية:
* حكم التوارث بالمؤاخاة كان حكمًا مؤقتًا استمر لفترة قصيرة حتى نزلت آيات المواريث التي فصلت أحكامها في سورة النساء.
* استمرت بقية حقوق المؤاخاة من النصرة والمواساة والتعاون، ولم ينسخ إلا حكم الميراث خاصة.
* هذا الحديث من أهم الأحاديث التي تبين "أسباب النزول" والتي تساعد في فهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٤٢ - ١٧٤٣)، والحاكم (٤/ ٣٤٤ - ٣٤٥) واللفظ له، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 571 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

  • 📜 حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب