حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢)﴾

عن بريدة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أمر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: «اغزوا باسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم اللَّه الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن باللَّه وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة اللَّه وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة اللَّه ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمه اللَّه وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم اللَّه، فلا تنزلهم على حكم اللَّه، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم اللَّه فيهم أم لا».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٣١) من طرق عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن
سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: فذكره.

عن بريدة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أمر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: «اغزوا باسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم اللَّه الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن باللَّه وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة اللَّه وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة اللَّه ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمه اللَّه وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم اللَّه، فلا تنزلهم على حكم اللَّه، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم اللَّه فيهم أم لا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يوضح فيه الأسس الشرعية لتنظيم الجهاد في الإسلام، ويبين الضوابط الأخلاقية والإنسانية التي يجب على المسلمين الالتزام بها أثناء القتال.

أولاً. شرح المفردات:


● أميرًا على جيش أو سرية: القائد العسكري للمسلمين سواء كان على جيش كبير أو مجموعة صغيرة.
● أوصاه في خاصته: نصحه سرًا وبشكل شخصي.
● تَقوَى اللَّه: الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن.
● اغزوا: قاتلوا في سبيل الله.
● لا تَغُلّوا: لا تخونوا في الغنائم أو تأخذوا شيئًا منها بغير حق.
● لا تَغدِروا: لا تخونوا العهد أو تنقضوا العهود والمواثيق.
● لا تُمَثِّلوا: لا تمثلوا بالقتلى بتشويه أو تقطيع للأجساد.
● ولا تَقتُلوا وليدًا: لا تقتلوا الأطفال والنساء.
● دار المهاجرين: المدينة المنورة، دار الإسلام.
● كأعراب المسلمين: كبدو المسلمين الذين لا يقيمون في دار الهجرة.
● الجزية: ضريبة يدفعها غير المسلمين مقابل حماية المسلمين لهم.
● ذمة الله وذمة نبيه: عهد الله وعهد رسوله.
● حكم الله: الحكم بالشريعة الإسلامية.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتوجيه النبي ﷺ لأمراء الجيوش بالتقوى والرفق بالمسلمين، ثم يوضح لهم آداب الجهاد ومراحله:
1- الدعوة قبل القتال: يجب دعوة العدو إلى الإسلام أولاً، فإن أبى فإلى دفع الجزية، فإن أبى فالقِتال.
2- الضوابط الأخلاقية في القتال:
- تحريم الغدر والخيانة.
- تحريم التمثيل بالقتلى.
- تحريم قتل الأطفال والنساء.
3- معاملة الأسرى والمنتصر عليهم:
- من قبل الإسلام فله حقوق المسلمين.
- من أبى الإسلام وأدى الجزية فله الأمان.
4- الحذر من إعطاء عهود باسم الله ورسوله: لأن نقضها أشد إثمًا من نقض عهد الشخص نفسه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الرحمة في الإسلام: يظهر الحديث رحمة الإسلام حتى في أشد حالات الحرب.
2- الالتزام بالأخلاق حتى في الحرب: الإسلام يحرم الغدر والتمثيل وقتل غير المقاتلين.
3- الدعوة إلى الله قبل القتال: إعطاء الفرصة للعدو ليدخل في الإسلام أو يقبل بالجزية.
4- الحكمة في التعامل مع العهود: عدم تحميل المسؤولية الشرعية للعهود إلا ضمن الضوابط الشرعية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في فقه الجهاد في الإسلام، ويبين أن القتال في الإسلام دفاعي في المقام الأول.
- الجزية بديل عن الحماية والخدمات التي يوفرها المسلمون لغيرهم، وهي أقل من الزكاة المفروضة على المسلمين.
- النهي عن التمثيل وقتل الأطفال والنساء يظهر احترام الإسلام للحياة البشرية حتى في حالات الحرب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٣١) من طرق عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن
سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: فذكره.
وأما ما روي عن جرير بن عبد اللَّه قال: بعث رسول اللَّه ﷺ سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبي ﷺ، فأمر لهم بنصف العقل وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» قالوا: يا رسول اللَّه لم؟ قال: «لا تراءى ناراهما» فالصواب أنه مرسل.
رواه أبو داود (٢٦٤٥)، والترمذي (١٦٠٤)، والطبراني (٢٣٤٣)، كلهم من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد اللَّه قال: فذكره.
ثم قال أبو داود: «رواه هشيم ومعتمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرا». أي كلهم رووه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس مرسلا.
وهو كما قال، وبه قال البخاري والترمذي، وأبو حاتم، والدارقطني وغيرهم.
وكذلك لا يصح ما روي عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله». رواه أبو داود (٢٧٨٧) عن محمد بن داود بن سفيان، حدّثنا يحيى بن حسان، أخبرنا سليمان بن داود أبو داود، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب، فذكره. وفيه جعفر بن سعد وشيخه خبيب بن سليمان، وأبوه سليمان بن سمرة كلهم من المجاهيل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 570 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

  • 📜 حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب