حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (٨) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٩)﴾

عن ابن عمر: أن رجلا رمى امرأته، فانتفى من ولدها في زمان رسول الله ﷺ، فأمر بهما رسول الله ﷺ، فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرّق بين المتلاعنين.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٨)، ومسلم في اللعان (٩: ١٤٩٤) كلاهما من طريق عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر: أن رجلا رمى امرأته، فانتفى من ولدها في زمان رسول الله ﷺ، فأمر بهما رسول الله ﷺ، فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرّق بين المتلاعنين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم)، يحكي قصة واقعية وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويبين حكماً مهماً من أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة باللعان وأحكام النسب.

أولاً. شرح المفردات:


● رمى امرأته: أي اتهمها بالزنا، من "الرمي" وهو الإلقاء والإشاعة، وهنا المقصود رميها بالفحش والزنا.
● فانتفى من ولدها: أي أنكر أن يكون الولد منه، وادعى أنه نتيجة الزنا.
● فتلاعنا: أي أتيا بحكم اللعان، وهو процедуة شرعية محددة للزوج الذي يتهم زوجته بالزنا دون بينة.
● كما قال الله: أي على الكيفية التي بينها الله تعالى في كتابه في سورة النور.
● قضى بالولد للمرأة: أي حكم بأن الولد يلحق بها وينسب إليها، ولا ينسب إلى الزوج.
● فرق بين المتلاعنين: أي حكم بفرقة الزوجية بينهما، وأنه لا يجوز لهما البقاء على الزوجية بعد اللعان.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اتهم زوجته بالزنا (رماها) وأنكر أن يكون الولد الذي في بطنها منه (انتفى من ولدها).
فلما وصل الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرهما أن يفعلا "الملاعنة" كما شرعها الله تعالى في قوله: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ . وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ . وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 6-9].
فالملاعنة هي أن يقسم الزوج أربع مرات بشهادات بالله أنه صادق في اتهامه، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً. ثم تقسم المرأة أربع شهادات بالله أنه كاذب في اتهامه، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان صادقاً.
بعد أن تمت الملاعنة بينهما، قضى النبي صلى الله عليه وسلم بحكمين عظيمين:
1- قضى بالولد للمرأة: أي أن الولد يلحق بأمه وينسب إليها، ولا ينتفي من أبيه باللعان فحسب، بل يثبت نسبه لأمه. وهذا حكم شرعي ثابت، فالنسب يحتاج إلى إثبات أو نفي بحكم شرعي، واللعان ينفي النسب عن الزوج، ولكن الولد يبقى منسوباً لأمه وأهلها.
2- فرق بين المتلاعنين: أي حكم بفسخ نكاحهما، وأنهما يفترقان ولا يحل لهما أن يبقيا زوجين بعد ذلك أبداً. وهذه الفرقة فرقة أبدية، لا يحل لهما بعدها أن يتزوجا مرة أخرى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الشريعة وعدالتها: شرع الله تعالى حكماً عادلاً يحمي الأعراض ويصون الأنساب، ويقطع النزاع بين الزوجين في هذه المسألة الخطيرة.
2- حماية كرامة المرأة: شرع اللعان ليدرأ عن المرأة حد القذف (وهو 80 جلدة) إذا أنكرت التهمة وأقسمت على براءتها بالكيفية الشرعية.
3- الحفاظ على النسب: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بإلحاق الولد بأمه حفظاً له من الضياع، وصوناً له من أن يلقى في المجتمع مجهول النسب.
4- قطع أسباب الشقاق: الحكم بالفرقة بينهما بعد اللعان حكمة عظيمة، لأن العلاقة التي وصلت إلى هذه المرحلة من الاتهام والإنكار لا يمكن أن تستمر في جو من المودة والسكن.
5- خطورة التهمة الباطلة: الحديث يحذر من عاقبة القذف والاتهام الباطل، فإذا لم يثبت الزوج تهمته بالبينة (أربعة شهود) فإنه يعرض نفسه للعنة الله إن كان كاذباً في قسمه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● شروط صحة اللعان: أن يكون الزوجان مسلمين، وأن يكون الاتهام من الزوج لزوجته فقط (لا العكس)، وأن يكون الولد يمكن أن يكون من الزوج (أي في فترة الزوجية).
● آثار اللعان: يترتب عليه:
- سقوط حد القذف عن الزوج.
- سقوط حد الزنا عن المرأة (إذا حصل اللعان قبل إقامة البينة عليها).
- نفي النسب عن الزوج.
- ثبوت النسب لأم الولد.
- الفرقة الأبدية بينهما.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٨)، ومسلم في اللعان (٩: ١٤٩٤) كلاهما من طريق عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصر بهذا الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 983 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

  • 📜 حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب