حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)﴾
رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه قد صدقكم». فقال عمر: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم». فأنزل الله سورة الممتحنة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)﴾.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٤ - ١٦١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد، أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا جليلة في الوفاء والرحمة والعفو، وفي بيان خطر موالاة أعداء الله. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستعينًا بالله تعالى.
أولاً. شرح المفردات:
● روضة خاخ: موضع قرب مكة.
● الظعينة: المرأة في الهودج (أي المركبة التي تُحمل على الجمل).
● عقاصها: ضفيرة شعرها أو موضع تربيطه.
● ملصقًا في قريش: أي حليفًا وليس من أصلها.
● يتخذ عندهم يدا: أي يُكسب لديهم معروفًا أو جميلاً.
● ارتدادًا: رجوعًا عن الدين.
ثانيًا. شرح الحديث:
بعث النبي ﷺ ثلاثة من خيرة أصحابه وهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود، إلى روضة خاخ، حيث أخبرهم أن هناك امرأة تحمل كتابًا خائنًا من حاطب بن أبي بلتعة إلى مشركي مكة يخبرهم ببعض أسرار النبي ﷺ وأمر المسلمين.
وقد نفذ الصحابة الأمر بدقة وشجاعة، وهددوا المرأة حتى أخرجت الكتاب من ضفيرة شعرها (عقاصها)، مما يدل على حرصها على إخفائه. ثم قدموا الكتاب للنبي ﷺ، فوجده رسالة من حاطب - وهو من المسلمين - إلى كفار قريش يخبرهم بتحركات المسلمين.
عندما واجه النبي ﷺ حاطبًا، اعتذر بأنه فعل ذلك ليكون له يد عند قريش يحمون بها أهله وماله، لأنه كان حليفًا وليس من أصل قريش، بخلاف غيره من المهاجرين الذين لهم أقارب في مكة يحمون أموالهم وأهلهم. وأكد أنه لم يفعل ذلك كفرًا أو رضًا بالكفر.
فصدقه النبي ﷺ في عذره، ولكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضب وطلب الإذن بقتله لخيانته، فمنعه النبي ﷺ وذكر له أن حاطبًا شهد بدرًا، وأن الله قد غفر لأهل بدر. ثم نزلت سورة الممتحنة تؤكد حرمة موالاة الكفار ومداهنتهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- وجوب الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراء من أعداء الله: وهذا أصل عظيم من أصول العقيدة.
2- الحكمة في معالجة الأخطاء: موقف النبي ﷺ كان حكيمًا؛ فقد استمع لعذر حاطب وصدقه، ولم يبادر إلى العقوبة.
3- فضل أهل بدر: فقد غفر الله لهم ذنوبهم بسبب فضلهم وجهادهم.
4- الرحمة والشفقة: حتى في أشد المواقف، كان النبي ﷺ رحيمًا بعباده.
5- تحريم إفشاء أسرار المسلمين لأعدائهم: وهذا من أعظم الخيانة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- حاطب بن أبي بلتعة كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، وكان من كتاب الوحي.
- الآيات التي نزلت في شأنه (سورة الممتحنة) تحذر من موالاة الكفار ومداهنتهم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الموالين له ولرسوله وللمؤمنين، والمعادين لأعدائه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «الظعينة»: المرأة.
وقوله: «بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد» وفي رواية عند البخاري ومسلم«ومرثد الغنوي»بدل«المقداد».
قال الحافظ: «فيحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه فذكر أحد الراويين عن علي ما لم يذكر الآخر» اهـ. الفتح (٧/ ٥٢٠).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1656 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
- 1667 من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له
- 1668 بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا...
- 1669 البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
- 1670 عن ابن عباس في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروف
- 1671 أي الأعمال أحب إلى الله
- 1672 إذا حدَّث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف
- 1673 إذا اؤتمن خان
- 1674 ثلاثة يضحك الله إليهم
- 1675 ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا...
- 1676 آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين
- 1677 دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى
- 1678 النجاشي يقول: أشهد أنه رسول الله
- 1679 أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي...
- 1680 أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
معلومات عن حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
📜 حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








