حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)﴾

عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد، فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها». قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة - إلى ناس بمكة من المشركين - يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ: «يا حاطب! ما هذا؟». قال: يا رسول الله! لا تعجل عليَّ، إني كنت امرءا ملصقا في قريش، يقول: كنت حليفا ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا
رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه قد صدقكم». فقال عمر: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم». فأنزل الله سورة الممتحنة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١).

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٤ - ١٦١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد، أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا يقول: فذكره.

عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد، فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها». قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة - إلى ناس بمكة من المشركين - يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ: «يا حاطب! ما هذا؟». قال: يا رسول الله! لا تعجل عليَّ، إني كنت امرءا ملصقا في قريش، يقول: كنت حليفا ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا
رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه قد صدقكم». فقال عمر: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم». فأنزل الله سورة الممتحنة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا جليلة في الوفاء والرحمة والعفو، وفي بيان خطر موالاة أعداء الله. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستعينًا بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● روضة خاخ: موضع قرب مكة.
● الظعينة: المرأة في الهودج (أي المركبة التي تُحمل على الجمل).
● عقاصها: ضفيرة شعرها أو موضع تربيطه.
● ملصقًا في قريش: أي حليفًا وليس من أصلها.
● يتخذ عندهم يدا: أي يُكسب لديهم معروفًا أو جميلاً.
● ارتدادًا: رجوعًا عن الدين.

ثانيًا. شرح الحديث:


بعث النبي ﷺ ثلاثة من خيرة أصحابه وهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود، إلى روضة خاخ، حيث أخبرهم أن هناك امرأة تحمل كتابًا خائنًا من حاطب بن أبي بلتعة إلى مشركي مكة يخبرهم ببعض أسرار النبي ﷺ وأمر المسلمين.
وقد نفذ الصحابة الأمر بدقة وشجاعة، وهددوا المرأة حتى أخرجت الكتاب من ضفيرة شعرها (عقاصها)، مما يدل على حرصها على إخفائه. ثم قدموا الكتاب للنبي ﷺ، فوجده رسالة من حاطب - وهو من المسلمين - إلى كفار قريش يخبرهم بتحركات المسلمين.
عندما واجه النبي ﷺ حاطبًا، اعتذر بأنه فعل ذلك ليكون له يد عند قريش يحمون بها أهله وماله، لأنه كان حليفًا وليس من أصل قريش، بخلاف غيره من المهاجرين الذين لهم أقارب في مكة يحمون أموالهم وأهلهم. وأكد أنه لم يفعل ذلك كفرًا أو رضًا بالكفر.
فصدقه النبي ﷺ في عذره، ولكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضب وطلب الإذن بقتله لخيانته، فمنعه النبي ﷺ وذكر له أن حاطبًا شهد بدرًا، وأن الله قد غفر لأهل بدر. ثم نزلت سورة الممتحنة تؤكد حرمة موالاة الكفار ومداهنتهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراء من أعداء الله: وهذا أصل عظيم من أصول العقيدة.
2- الحكمة في معالجة الأخطاء: موقف النبي ﷺ كان حكيمًا؛ فقد استمع لعذر حاطب وصدقه، ولم يبادر إلى العقوبة.
3- فضل أهل بدر: فقد غفر الله لهم ذنوبهم بسبب فضلهم وجهادهم.
4- الرحمة والشفقة: حتى في أشد المواقف، كان النبي ﷺ رحيمًا بعباده.
5- تحريم إفشاء أسرار المسلمين لأعدائهم: وهذا من أعظم الخيانة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- حاطب بن أبي بلتعة كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، وكان من كتاب الوحي.
- الآيات التي نزلت في شأنه (سورة الممتحنة) تحذر من موالاة الكفار ومداهنتهم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الموالين له ولرسوله وللمؤمنين، والمعادين لأعدائه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٤ - ١٦١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد، أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا يقول: فذكره.
قوله: «الظعينة»: المرأة.
وقوله: «بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد» وفي رواية عند البخاري ومسلم«ومرثد الغنوي»بدل«المقداد».
قال الحافظ: «فيحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه فذكر أحد الراويين عن علي ما لم يذكر الآخر» اهـ. الفتح (٧/ ٥٢٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1656 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

  • 📜 حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب