حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣)﴾

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث يوم القيامة، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسأقوم بشرحه وفقًا للمنهج المطلوب.

أولاً. شرح المفردات:


● قترة وغبرة: القترة: السواد والظلمة على الوجه، والغبرة: الغبار والتراب. وهما علامة على الشقاء والخزي.
● لا تعصني: لا تخالفني في دعوتي لك إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام.
● ذيخٍ ملتطخ: الذيخ هو الذئب، والملتطخ: المتسخ بالدماء والقذر، وهو صورة للفظاعة والشناعة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث يلتقي النبي إبراهيم عليه السلام بأبيه آزر، الذي كان مشركًا يعبد الأصنام. وقد دعاه إبراهيم إلى التوحيد في الدنيا لكنه أبى واستكبر.
● "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة": هذا يدل على الخزي والعار الذي يظهر على وجه الكافر يوم القيامة، حيث يكون وجهه أسود مُغبرًا بسبب كفره ومعصيته.
● "فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني": أي ألم أنهك عن عبادة الأصنام وأدعوك إلى عبادة الله وحده؟ وهذا توبيخ له على معصيته وتكذيبه لدعوة الحق.
● "فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك": يعترف الأب بخطئه ويوعد بعدم المعصية، ولكن الوقت قد فات، فلا تنفع التوبة بعد الموت.
● "فيقول إبراهيم: يا رب! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون": استغاث إبراهيم عليه السلام بربه، مستندًا إلى الوعد الإلهي بعدم خزائه، كما في قوله تعالى: {وَلَا خَزْيٌ فِي الْآخِرَةِ} [البقرة: 104]. وأعظم خزي أن يرى أباه في النار.
● "فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين": يجيب الله تعالى بأن حكمته اقتضت حرمان الجنة للكافرين، فلا استثناء لأحد.
● "ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار": هنا تأتي الصورة المفزعة؛ حيث يُرى الأب في صورة ذئب متسخ، فيُجر إلى النار. وهذا تمثيل لفظاعة حال الكافر وسوء منقلبه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- بيان مصير الكافرين: الحديث يوضح المصير المخزي للكافرين يوم القيامة، حيث يُحشرون على صورة قبيحة، ويلقون في النار.
2- عظم حق التوحيد: أن الكفر بالله هو أعظم الذنوب، وهو الذي يُخرج الإنسان من رحمة الله.
3- عدم نفاع التوبة بعد الموت: حيث قال الأب: "فاليوم لا أعصيك"، ولكن قد فات أوان التوبة.
4- عدل الله تعالى: فالله حرم الجنة على الكافرين، وهذا من عدله سبحانه، فلا محاباة لأحد.
5- حزن الأنبياء على أقوامهم: حيث تحزن إبراهيم عليه السلام على أبيه، وهذا من شفقته ورحمته.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- آزر هو أبو إبراهيم عليه السلام، وكان مشركًا، كما ذكر الله تعالى في سورة الأنعام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً} [الأنعام: 74].
- الحديث من أحاديث الرؤية، حيث يرى المؤمنون أهل النار، كما قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يبعد عنا النار وخزيها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1659 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

  • 📜 حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب