حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)﴾
حسن: رواه النسائي (١٦١٥)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن زيد بن ظبيان، رفعه إلى أبي ذر، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وصححه الألباني، وفيه يبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف من الناس هم من أحباب الله تعالى، بسبب أعمالهم الجليلة وإخلاصهم العظيم.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● فسألهم بالله: أي استعان بهم وحلف عليهم باسم الله ليعطوه.
● بأعقابهم: خلفهم، أي تبعهم بعد انصرافهم.
● يتملقني: يتضرع إليّ ويدعوني بخشوع وتذلل. (والضمير يعود إلى الله تعالى).
● سرية: مجموعة من الجنود المسلمين خرجوا للقتال.
● فانهزموا: هربوا من العدو.
● فأقبل بصدره: تقدم لمواجهة العدو بكل شجاعة، معرضاً صدره للضرب والسهام.
ثانياً. شرح الحديث:
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع من الأشخاص يحبهم الله تعالى حباً خاصاً لصدقهم وإخلاصهم:
1- الرجل المتصدق في الخفاء: هذا رجل محتاج أتى إلى قوم فاستعان بهم وحلف عليهم بالله (ولم يستند إلى قرابة أو معرفة سابقة ليستعطفهم)، فرفضوا إعطاءه. فتخلف أحدهم بعد انصراف الجميع، وأعطاه سراً في الخفاء، لا يراه أحد ولا يعلم بصدقته إلا الله تعالى والذي أعطى. هذا العمل من أعظم صور الإخلاص وإخفاء الطاعة، وهو من أحب الأعمال إلى الله.
2- قوم قاموا الليل بتدبر وخشوع: هم قوم سافروا ليلاً (سفر طاعة أو حج أو غيره) حتى غلبهم التعب والنوم، وكان النوم أحب إليهم من أي متعة أخرى بسبب شدة إرهاقهم. فنزلوا ليستريحوا ووضعوا رؤوسهم للنوم. لكن أحدهم قام من نومه مع شدة تعبه وتضرع إلى الله بالدعاء وقراءة القرآن بخشوع. هذا يجاهد نفسه لأجل الله ويقدم طاعته على راحة نفسه.
3- المجاهد الشجاع في ساحة القتال: هو رجل كان في مجموعة مقاتلة (سرية) فالتقوا بالعدو، ولكن المسلمين انهزموا وهربوا من شدة قتال العدو. أما هذا البطل فأقبل بكل شجاعة يصمد في الميدان، يعرض صدره للعدو لا يهرب، إما أن يُقتل شهيداً، أو ينصره الله ويفتح له. هذا الموقف من أعظم صور الشجاعة والتضحية والإيمان بالله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الإخلاص شرط لقبول العمل: الصنف الأول يعلمنا أن أعظم الأعمال هي ما كان خالصاً لله، بعيداً عن الرياء والسمعة. قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9].
2- مجاهدة النفس على الطاعة: الصنف الثاني يدل على أن المسلم يجاهد نفسه على الطاعة حتى في أحلك الظروف وأوقات التعب، وهذا دليل على قوة الإيمان وحب العبادة.
3- الشجاعة والإقدام في سبيل الله: الصنف الثالث يذكرنا بأن الشجاعة والتضحية في سبيل الله من أعظم القربات، والفرار من الزحف من الكبائر إلا من يتقي للقتال أو للانضمام إلى فئة أخرى.
4- حب الله تعالى مرتبط بأعمال القلوب والجوارح: فالله يحب العبد لصدقه وإخلاصه وشجاعته وتضحيته، وليس لمجرد صور الأعمال دون روحها.
5- الترغيب في هذه الأعمال: الحديث يحثنا على التحلي بهذه الصفات لنكون من أحباب الله تعالى.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على أن الله تعالى يحب عباده ويوصف بالحب، وهو حب حقيقي يليق بجلاله لا يشبه حب المخلوقين.
- هذه الأعمال وإن كانت في ظروف استثنائية، إلا أن المسلم يمكنه أن يتحرى الإخلاص في كل عمل، ويجاهد نفسه على الطاعة، ويظهر الشجاعة في الحق في كل مجال من مجالات الحياة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحبابه وأوليائه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وربعي بن حراش «مقبول» وقد توبع. والكلام عليه مبسوط في قيام الليل.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1675 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
- 1667 من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له
- 1668 بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا...
- 1669 البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
- 1670 عن ابن عباس في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروف
- 1671 أي الأعمال أحب إلى الله
- 1672 إذا حدَّث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف
- 1673 إذا اؤتمن خان
- 1674 ثلاثة يضحك الله إليهم
- 1675 ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا...
- 1676 آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين
- 1677 دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى
- 1678 النجاشي يقول: أشهد أنه رسول الله
- 1679 أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي...
- 1680 أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 1681 رفع عيسى إلى السماء وإلقاء شبهه على شاب.
- 1682 قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة
- 1683 قرأ أبو هريرة سورتين يوم الجمعة سمعها من النبي.
- 1684 ما كان يقرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة؟
- 1685 وضع النبي ﷺ يده على سلمان
- 1686 رجل من فارس يذهب بالدين لو كان عند الثريا
- 1687 يدخلون الجنة بغير حساب
- 1688 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
- 1691 وجوب الاغتسال لصلاة الجمعة
- 1692 المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته
- 1693 إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون
- 1694 إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
- 1695 يوم الجمعة انفض الناس إلى التجارة وتركوا النبي قائما
- 1696 كعب بن عجرة يعاتب من يخطب قاعدا ويستشهد بآية من...
- 1697 لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
- 1698 كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار
- 1699 ابن آدم يقول: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟
معلومات عن حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
📜 حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








