حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)﴾

عن أبي ذر عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله عز وجل: رجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم، فمنعوه فتخلفهم رجلٌ بأعقابهم فأعطاه سرا، لا يعلم بعطيته إلا الله عز وجل، والذي أعطاه. وقومٌ ساروا ليلتهم، حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم، فقام يتملّقني، ويتلو آياتي. ورجلٌ كان في سرية فلقوا العدو، فانهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح له».

حسن: رواه النسائي (١٦١٥)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن زيد بن ظبيان، رفعه إلى أبي ذر، فذكر الحديث.

عن أبي ذر عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله ﷿: رجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم، فمنعوه فتخلفهم رجلٌ بأعقابهم فأعطاه سرا، لا يعلم بعطيته إلا الله ﷿، والذي أعطاه. وقومٌ ساروا ليلتهم، حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم، فقام يتملّقني، ويتلو آياتي. ورجلٌ كان في سرية فلقوا العدو، فانهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وصححه الألباني، وفيه يبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف من الناس هم من أحباب الله تعالى، بسبب أعمالهم الجليلة وإخلاصهم العظيم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● فسألهم بالله: أي استعان بهم وحلف عليهم باسم الله ليعطوه.
● بأعقابهم: خلفهم، أي تبعهم بعد انصرافهم.
● يتملقني: يتضرع إليّ ويدعوني بخشوع وتذلل. (والضمير يعود إلى الله تعالى).
● سرية: مجموعة من الجنود المسلمين خرجوا للقتال.
● فانهزموا: هربوا من العدو.
● فأقبل بصدره: تقدم لمواجهة العدو بكل شجاعة، معرضاً صدره للضرب والسهام.

ثانياً. شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع من الأشخاص يحبهم الله تعالى حباً خاصاً لصدقهم وإخلاصهم:
1- الرجل المتصدق في الخفاء: هذا رجل محتاج أتى إلى قوم فاستعان بهم وحلف عليهم بالله (ولم يستند إلى قرابة أو معرفة سابقة ليستعطفهم)، فرفضوا إعطاءه. فتخلف أحدهم بعد انصراف الجميع، وأعطاه سراً في الخفاء، لا يراه أحد ولا يعلم بصدقته إلا الله تعالى والذي أعطى. هذا العمل من أعظم صور الإخلاص وإخفاء الطاعة، وهو من أحب الأعمال إلى الله.
2- قوم قاموا الليل بتدبر وخشوع: هم قوم سافروا ليلاً (سفر طاعة أو حج أو غيره) حتى غلبهم التعب والنوم، وكان النوم أحب إليهم من أي متعة أخرى بسبب شدة إرهاقهم. فنزلوا ليستريحوا ووضعوا رؤوسهم للنوم. لكن أحدهم قام من نومه مع شدة تعبه وتضرع إلى الله بالدعاء وقراءة القرآن بخشوع. هذا يجاهد نفسه لأجل الله ويقدم طاعته على راحة نفسه.
3- المجاهد الشجاع في ساحة القتال: هو رجل كان في مجموعة مقاتلة (سرية) فالتقوا بالعدو، ولكن المسلمين انهزموا وهربوا من شدة قتال العدو. أما هذا البطل فأقبل بكل شجاعة يصمد في الميدان، يعرض صدره للعدو لا يهرب، إما أن يُقتل شهيداً، أو ينصره الله ويفتح له. هذا الموقف من أعظم صور الشجاعة والتضحية والإيمان بالله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإخلاص شرط لقبول العمل: الصنف الأول يعلمنا أن أعظم الأعمال هي ما كان خالصاً لله، بعيداً عن الرياء والسمعة. قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9].
2- مجاهدة النفس على الطاعة: الصنف الثاني يدل على أن المسلم يجاهد نفسه على الطاعة حتى في أحلك الظروف وأوقات التعب، وهذا دليل على قوة الإيمان وحب العبادة.
3- الشجاعة والإقدام في سبيل الله: الصنف الثالث يذكرنا بأن الشجاعة والتضحية في سبيل الله من أعظم القربات، والفرار من الزحف من الكبائر إلا من يتقي للقتال أو للانضمام إلى فئة أخرى.
4- حب الله تعالى مرتبط بأعمال القلوب والجوارح: فالله يحب العبد لصدقه وإخلاصه وشجاعته وتضحيته، وليس لمجرد صور الأعمال دون روحها.
5- الترغيب في هذه الأعمال: الحديث يحثنا على التحلي بهذه الصفات لنكون من أحباب الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن الله تعالى يحب عباده ويوصف بالحب، وهو حب حقيقي يليق بجلاله لا يشبه حب المخلوقين.
- هذه الأعمال وإن كانت في ظروف استثنائية، إلا أن المسلم يمكنه أن يتحرى الإخلاص في كل عمل، ويجاهد نفسه على الطاعة، ويظهر الشجاعة في الحق في كل مجال من مجالات الحياة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحبابه وأوليائه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٦١٥)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن زيد بن ظبيان، رفعه إلى أبي ذر، فذكر الحديث.
وربعي بن حراش «مقبول» وقد توبع. والكلام عليه مبسوط في قيام الليل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1675 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

  • 📜 حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب