حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)﴾

عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا: يا رسول الله!
أخبرني عن نفسك. قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى. وبصرى من أرض الشام».

حسن: رواه ابن إسحاق في السيرة (فقرة ٣٣) فقال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، فذكره.

عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا: يا رسول الله!
أخبرني عن نفسك. قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى. وبصرى من أرض الشام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سأل عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً عظيماً عن شخصه الكريم، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور جليلة تبيّن مكانته وفضله.
### أولاً. نص الحديث
عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا: يا رسول الله! أخبرني عن نفسك. قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى. وبصرى من أرض الشام».
(أخرجه الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي).

ثانياً. شرح المفردات:


● دعوة أبي إبراهيم: المقصود بأبيه هنا هو الجد الأعلى، وهو نبي الله إبراهيم عليه السلام، ودعوته هي ما ذكره الله في القرآن: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129].
● بشرى عيسى: هي البشارة التي جاء بها عيسى عليه السلام ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
● بصرى: هي مدينة معروفة في الشام، وكانت في ذلك الوقت من أعظم مدنها.

ثالثاً. شرح الحديث:


يجيب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال أصحابه الكرام عن شخصه بثلاثة أمور عظيمة:
1- "دعوة أبي إبراهيم": فهذا يشير إلى أن بعثته صلى الله عليه وسلم كانت تحقيقاً لدعوة النبي إبراهيم عليه السلام، الذي دعا ربه أن يبعث في العرب رسولاً منهم. وهذا يوضح أن رسالته ليست أمراً طارئاً، بل هي متصلة بسلسلة الأنبياء، ومحققة لدعواتهم.
2- "وبشرى عيسى": فقد بشر النبي عيسى عليه السلام قومه بمجيء رسول من بعده اسمه أحمد، وهذه البشارة مذكورة في الإنجيل كما أخبر القرآن. فوجود هذه البشارة في الكتب السابقة يدل على صدق نبوته، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين.
3- "ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى": هذه من المعجزات الحسية التي سبقت مولده صلى الله عليه وسلم، حيث رأت أمه آمنة عند حملها به نوراً عظيماً أضاء لها قصور بصرى في الشام. وهذا النور هو إشارة إلى النور الذي جاء به صلى الله عليه وسلم، نور الهداية والإيمان الذي أضاء الله به الأرض بعد ظلمات الجاهلية.

رابعاً. الدروس المستفادة:


1- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يبين العلوّ في منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين دعوة الخليل إبراهيم، وبشارة المسيح عيسى، والمعجزة التي رآتها أمه.
2- اتصال الرسالات السماوية: أن رسالة الإسلام ليست منقطعة عما قبلها، بل هي امتداد لرسالات الأنبياء السابقين وتكملة لها.
3- الإيمان بالمعجزات: أن الله تعالى قد أيد نبيه بمعجزات قبل مولده وبعده، مما يدل على صدقه وعلو مكانته.
4- التواضع مع العظمة:رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم له هذه المنزلة، إلا أنه حين سُئل عن نفسه لم يذكر إلا ما يتعلق برسالته ونبوته، يظهر his humility.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وقد تلقاه العلماء بالقبول.
- city of بصرى (Busra) كانت من المدن المهمة في الشام، وإضاءة نور النبي لها إشارة إلى أن نور الإسلام سيمتد إلى تلك المنطقة، وقد تحقق ذلك بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر هذه الفضائل ويعظم النبي صلى الله عليه وسلم ويحبه، لأنه رسول الله وخاتم النبيين.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن إسحاق في السيرة (فقرة ٣٣) فقال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، فذكره.
ومن طريقه أخرجه الطبري في تفسيره (٢/ ٥٧٣)، والحاكم (٢/ ٦٠٠)، والبيهقي في الدلائل (١/ ٨٣). وصحّحه الحاكم.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق لأنه صرّح بالتحديث.
قال الحافظ ابن كثير: «هذا إسناد جيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1677 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

  • 📜 حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب