حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٥)﴾

عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حُنين آثر أناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل: والله! إنّ هذه القسمة ما عُدِل فيها، وما أريد بها وجهُ الله! فقلت: واللهِ! لأُخْبرنّ النبيّ ﷺ، فأتيتُه فأخبرتُه، فقال: «فمن يعدلْ إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم اللهُ موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٥٠)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٢) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره، ولفظهما سواء.

عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حُنين آثر أناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل: والله! إنّ هذه القسمة ما عُدِل فيها، وما أريد بها وجهُ الله! فقلت: واللهِ! لأُخْبرنّ النبيّ ﷺ، فأتيتُه فأخبرتُه، فقال: «فمن يعدلْ إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم اللهُ موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المغازي، باب غزوة حنين) والإمام مسلم في صحيحه (كتاب الزهد والرقائق)، وهو من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

1. شرح المفردات:


● حُنين: اسم وادٍ قريب من الطائف، حيث وقعت غزوة حنين في السنة الثامنة للهجرة.
● آثَرَ أناسًا: فضَّل بعض الأشخاص في العطاء وأعطاهم أكثر من غيرهم.
● الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن: من زعماء العرب وقادتهم في الجاهلية، كانا حديثي عهد بالإسلام.
● ما عُدِل فيها: ما روعي فيها العدل والتسوية بين الناس.
● أوذي بأكثر من هذا: تعرض لأذى أكثر مما تعرضت له أنت.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي عبد الله بن مسعود عن واقعة حدثت بعد غزوة حنين، حيث وزع النبي ﷺ الغنائم على الناس، فأعطى زعماء القبائل حديثي العهد بالإسلام (مثل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن) أعطيات أكبر من غيرهم، وذلك تأليفًا لقلوبهم وتقوية لإيمانهم وجذبًا للآخرين إلى الإسلام.
فلما رأى رجل هذا التفضيل في العطاء اعتقد أن هذا خلاف العدل، وقال كلمته التي فيها اتهام للنبي ﷺ بعدم العدل وعدم الإخلاص! فغضب ابن مسعود لهذه الجرأة على رسول الله ﷺ وذهب ليخبره بالخبر.
فرد النبي ﷺ ردًا حكيمًا يعلمه فيه ويؤدبه بأدب رفيع، قائلًا: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله»، أي إذا ظننت أنا لا أعدل - وحاشا لله أن أفعل - فمن يعدل في الأرض بعد ذلك؟! فهذا توبيع لطيف على سوء الظن بالله ورسوله.
ثم ضرب له المثل بنبي الله موسى عليه السلام الذي تعرض لأذى أكبر من هذا فصبر واحتسب، ليعلمه أن الصبر على الأذى وخاصة في طريق الدعوة إلى الله من صفات الأنبياء والصالحين.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● حكمة القائد في التعامل: بيان حكمة النبي ﷺ في سياسة الناس وإدارة الدولة، حيث كان يعطي المؤلفة قلوبهم من الغنائم لتحقيق مصلحة أعظم وهي تقوية الإسلام ودعم صفوه.
● تحريم سوء الظن بالله ورسوله: الحديث تحذير شديد من سوء الظن بالله ورسوله وبولاة الأمر من المسلمين.
● الأدب مع الله ورسوله: وجوب التأدب في الكلام مع الله ورسوله وعدم التسرع في إصدار الأحكام.
● الصبر على الأذى: أن الداعية إلى الله قد يتعرض للأذى من بعض الجاهلين، والصبر على ذلك من علامات الإيمان.
● العدل الحقيقي: أن العدل ليس دائمًا في المساواة في العطاء المادي، بل قد يكون في مراعاة المصالح العامة والحكمة التي يعلمها القائد.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة كانت سببًا في نزول قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} [النساء: 81]، كما ذكر ذلك المفسرون.
- النبي ﷺ لم يعطِ هؤلاء الزعماء من زكاة المسلمين أو أموال الفقراء، بل أعطاهم من غنائم الحرب التي له فيها حق التصرف والحكمة في التوزيع.
- في رد النبي ﷺ تربية عظيمة حيث لم يعنف الرجل بشدة، بل نبهه وعلمه وضرب له المثل ليتعظ.
أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه وأن يعيننا على التأدب مع الله ورسوله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٥٠)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٢) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1676 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

  • 📜 حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب