حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب جواز استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في البناء
حسن: رواه أبو داود (١١) عن محمد بن يحيى بن فارس، ثنا صفوان بن عيسى، عن الحسن ابن ذكوان، عن مروان الأصفر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح. وهو من الأحاديث التي تبين دقة فهم الصحابة رضي الله عنهم لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه، وعدم تطبيقهم لها على إطلاقها دون فهم لعللها وحِكَمها.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:
1. شرح المفردات:
* أناخ راحلته: أي أبركها وأوقفها (الإبل أو الدابة) بوضع ركبتيها على الأرض لتركب أو ليتخذها ستراً.
* مستقبل القبلة: أي وجّه وجهه ونحوه نحو جهة الكعبة (قبلة المسلمين).
* في الفضاء: المكان الخالي الواسع الذي لا يوجد فيه شيء يستر الإنسان، كالصحراء أو البرية.
* شيء يسترك: أي حاجزٌ يمنع رؤية عورتك للقادم من جهة القبلة، كجدار أو شجرة أو دابة أو غير ذلك.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الراوي مروان الأصفر أنه رأى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يريد قضاء حاجته (البول)، فأناخ ناقته أو دابته بحيث تكون بينه وبين جهة القبلة، ثم جلس يبول تجاهها (أي تجاه الدابة)، فاستنكر مروان هذا الفعل لأنه يعلم أن هناك نهياً عن استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة.
فأجابه ابن عمر رضي الله عنهما موضحاً أن النهي ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بحالة معينة، وهي إذا كان الإنسان في "الفضاء" أي المكان الخالي الذي لا يوجد فيه ساتر. أما إذا وجد ساتر (كالدابة في هذه الحالة) يحجب عورته عن جهة القبلة، فإنه يجوز حينئذٍ أن يقضي حاجته متوجهاً نحو القبلة، لأن المعنى المقصود من النهي (وهو حفظ حرمة القبلة ومنع تعريتها للعورة) قد تحقق بوجود هذا الساتر.
3. الدروس المستفادة منه:
* فقه الصحابة ودقتهم في فهم النصوص: يظهر من رد ابن عمر رضي الله عنهما مدى عمق فهم الصحابة للنصوص الشرعية، حيث لم يأخذوا بالعموم والإطلاق فحسب، بل فهموا العلل والحِكَم وراء الأحكام، وطبقوها وفق ذلك.
* مراعاة المقاصد الشرعية: النهي عن استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة مقصوده حفظ حرمة القبلة وتنزيهها عن مواجهة العورة مباشرة. فإذا زال هذا المحذور بوجود حاجز، زال النهي. وهذا من تطبيق القاعدة الأصولية: "الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً".
* التيسير ورفع الحرج: الشريعة الإسلامية سمحة، تهدف إلى التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم. فلو كان النهي مطلقاً في كل حال لشكل حرجاً كبيراً على الناس، خاصة في الأسفار والصحاري، حيث يصعب عليهم غالباً تحديد اتجاه القبلة بدقة مع تغير مساراتهم.
* استعمال السُّترات عند قضاء الحاجة: الحديث يحث على السترة ولو بالدابة، مما يدل على وجوب ستر العورة حتى في الخلاء وعدم التهاون في ذلك.
* أدب طلب العلم: تصرف مروان الأصفر فيه أدب جم، حيث لم يتبع الانتقاد أو التوبيخ، بل سأل سؤال المستفهم بأدب ("يا أبا عبد الرحمن! أليس قد نهي عن هذا؟")، فحصل على الفائدة والعلم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* الحكم الشرعي المستفاد: جمهور العلماء على أن النهي عن استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة هو للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، خاصة مع وجود الساتر. والكراهة تزول تماماً بوجود ما يحجب العورة عن جهة القبلة، كما فعل ابن عمر.
* الفرق بين البناء والفضاء: هذا التفصيل (النهي في الفضاء والجواز مع الساتر) هو المشهور في مذهب الإمام أحمد ورواية عند الشافعية، وهو قول كثير من العلماء. بينما يرى آخرون كراهة الاستقبال والاستدبار على الإطلاق إذا كان في الفضاء، ويجوز مع وجود حائل (كجدار) في غير الفضاء.
* العمل بالحديث: إذا كنت في خلاء (برية، صحراء) وأردت قضاء حاجتك، فابحث عن شيء تستتر به تجاه القبلة (شجرة، صخرة، مركبة...) ثم اقض حاجتك. فإن لم تجد ساتراً، فيجب عليك أن تحرص على تجنب استقبال القبلة أو استدبارها مباشرة قدر استطاعتك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن لأجل الكلام في الحسن بن ذكوان غير أنه حسن الحديث.
وصححه ابن خزيمة (٦٠)، والحاكم (١/ ١٥٤) كلاهما، من طريق الحسن بن ذكوان به. قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري - وفي نسخة: على شرط مسلم -، وقد احتجَّ بالحسن بن ذكوان»، ورواه الدارقطني (١/ ٥٨) وقال: «صحيحٌ رجاله كلُّهم ثقات».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 65 إذا استجمر أحدكم فليوتر
- 66 إذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو
- 67 إذا توضأت فانثر، وإذا استجمرت فأوتر.
- 68 نهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول
- 69 إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء
- 70 يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه
- 71 أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار
- 72 لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم...
- 73 لا تأتني بعظم ولا روث
- 74 نهى رسول الله ﷺ أن يتمسح بعظم أو ببعر
- 75 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجي برجيع دابة
- 76 إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء
- 77 استحباب الاستطابة بالماء من السنة النبوية
- 78 احجُبْ نساءَك
- 79 أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج لقضاء الحاجة
- 80 إذا ذهب المذهب أبعد
- 81 إذا أراد الحاجة أبعد
- 82 كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس
- 83 إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد
- 84 مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.
- 85 لا تستقبل القبلة ولا تولها ظهرك في قضاء الحاجة
- 86 لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء الحاجة
- 87 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة
- 88 رسول الله ﷺ مستقبلا بيت المقدس لحاجته
- 89 نهى رسول الله عن استقبال القبلة ببول.
- 90 لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
- 91 من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له...
- 92 إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من...
- 93 دعا النبي بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه
- 94 لا تبل في الجحر فإنها مساكن الجن
- 95 لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه
- 96 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب
- 97 اتقوا اللَّعّانين: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم
- 98 لا تَبُلْ في الماء الراكد
- 99 أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير
- 100 من أسباب عذاب القبر هو عدم التحرز من البول
- 101 يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هينٍ
- 102 إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
- 103 أتى رسول الله ﷺ بصبي فبال على ثوبه
- 104 ولد صغير لم يأكل الطعام بال على ثوب النبي فدعا...
- 105 يُنْضح من بول الصبي
- 106 يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام
- 107 ينضح من بول الغلام ويغسل من بول الجارية
- 108 أعرابي يبول في المسجد والنبي ينهى عن زجره
- 109 دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء
- 110 كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول...
- 111 كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله ﷺ فيخرج إلى...
- 112 احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
- 113 أليس بعدها طريق هي أطيب منها
- 114 لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
معلومات عن حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
📜 حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








