من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يستقبل القبلةَ، ولم يستدبرها في الغائط، كُتب له حسنةٌ، ومُحيَ عنه سيئةٌ».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (١٣٤٣) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أحمد بن حرب الموصلي، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلَمْ يَسْتَدْبِرْهَا فِي الْغَائِطِ، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ سَيِّئَةٌ».
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه عدد من أهل العلم كالألباني رحمه الله.

1. شرح المفردات:

* يستقبل: أي يتوجه نحوها بوجهه وصدره.
* يستدبر: أي يجعلها خلف ظهره.
* الغائط: هو مكان قضاء الحاجة، ويقصد به هنا الفعل نفسه، أي حال قضاء الحاجة (التبرز أو التبول).
* كُتِبَ له حسنة: سُجِّلت له عبادة يثاب عليها.
* مُحِيَ عنه سيئة: أُبْطِلَتْ ومُحِيَتْ عنه خطيئة من سيئاته.

2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضيلة عظيمة من آداب قضاء الحاقة، وهي اجتناب استقبال القبلة (الكعبة) أو استدبارها حال قضاء الحاجة في الفضاء (كالصحراء أو الأماكن غير المعدة لذلك والتي لا ستر فيها). فمن التزم بهذا الأدب الشرعي، وتجنب التوجه نحو القبلة أو ظهرها لها، نال أجراً عظيماً من الله تعالى، وهو أن يكتب له ثواب طاعة (حسنة)، ويُمحى عنه أثر معصية (سيئة).

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- عظمة الشريعة الإسلامية: الشريعة جاءت بكل ما فيه مصلحة للعبد، حتى في أدق أمور حياته اليومية، فجعلت لها آداباً تحفظ له كرامته وتحصِّله الأجر.
2- وجوب احترام القبلة: القبلة هي جهة عبادة المسلمين، وهي أشرف البقاع على الأرض، فمن الحكمة والمهابة تعظيمها واجتناب إهانتها حتى في مثل هذه الأحوال.
3- التيسير ورفع الحرج: هذا الحكم (النهي عن الاستقبال والاستدبار) خاص بقضاء الحاجة في الفضاء ouvert حيث لا ساتر بين الشخص والقبلة. أما إن كان في مكان مبني (كالحمامات والمراحيض) فقد اختلف العلماء في تطبيق هذا النهي، والراجح -والله أعلم- أن النهي ينتفي أو يخف في البناء؛ لأن الجدار يحول بين الشخص والقبلة، فيكون كالستار الذي يمنع الاستقبال أو الاستدبار المباشر. وهذا من رحمة الله ويسر شريعته.
4- سعة مغفرة الله تعالى: أن الله جل وعلا يجزي على ترك ما نهى عنه، ولو كان أمراً هيِّناً في ظاهره، بثواب عظيم وهو كتابة الحسنات ومحو السيئات. وهذا يدل على عظيم فضل الله وكرمه.
5- الحكمة من النهي: الحكمة هي صيانة حرمة القبلة التي هي قبلة المسلمين في صلاتهم وعباداتهم، وعدم إهانتها بالتوجه إليها في حال قضاء الحاجة الذي هو من شأنه الاستقذار.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الأدب (اجتناب استقبال القبلة واستدبارها) هو في حق من يقضي حاجته في الخلاء (الصحراء أو الأماكن المكشوفة) دون وجود ساتر.
* إذا تعارض الأمر، مثل أن تكون الريح شديدة من جهة، أو يكون المكان ضيقاً لا يمكن فيه إلا التوجه للقبلة أو استدبارها، فيسقط النهي؛ لأن المشقة تجلب التيسير.
* ينبغي للمسلم أن يجمع بين هذا الأدب وأداب قضاء الحاجة الأخرى، مثل: قول "بسم الله" قبل الدخول، والاستعاذة من الشيطان، والاستتار، والتجنب من استقبال الريح، وعدم استقبال الشمس والقمر، واستعمال اليد اليسرى، والدعاء بعد الخروج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (١٣٤٣) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أحمد بن حرب الموصلي، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
قال المنذري في «الترغيب» (١/ ١٣٦): «رواه الطبراني، ورواتُه رواة الصحيحة».
قال الأعظمي: ليس كما قال فإن شيخ الطبراني، وشيخ شيخه ليسا من رجال الصحيح، فأجاد الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠١٤) لما قال: «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا شيخ الطبراني وشيخ شيخه وهما ثقتان».
قال الأعظمي: شيخ الطبراني هو: أحمد غير منسوب ولكن تعين بما ذكره قبله منسوبًا بأنه: أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة وهو: أبو بكر البغدادي الإمام الحافظ توفي سنة ٢٩٣. تاريخ بغداد (٥/ ٤٠) وشيخه أحمد بن حرب الموصلي الطائي من رجال التقريب «صدوق» روي له النسائي فقط. وبقية رجاله ثقات.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

📜 حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية