حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز البول قائمًا

عن حذيفة قال: كنت مع النبي ﷺ فانتهى إلى سُباط قوم، فبال قائما، فتنحّيتُ، فقال: «ادنُه»، فدنوتُ حتى قمت عند عقبيه، فتوضأ، فمسح على خفيه.

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢٢٤، ٢٢٥) من طريق شعبة، ومسلم في الطهارة (٢٧٣) من طريق أبي خثيمة - كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة فذكر مثله واللفظ المسلم، وأما البخاري فلم يذكر «فمسح على خفيه».

عن حذيفة قال: كنت مع النبي ﷺ فانتهى إلى سُباط قوم، فبال قائما، فتنحّيتُ، فقال: «ادنُه»، فدنوتُ حتى قمت عند عقبيه، فتوضأ، فمسح على خفيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن حذيفة قال: كنت مع النبي ﷺ فانتهى إلى سُباط قوم، فبال قائما، فتنحّيتُ، فقال: «ادنُه»، فدنوتُ حتى قمت عند عقبيه، فتوضأ، فمسح على خفيه.

1. شرح المفردات:


● سُباط قوم: مكان يُلقى فيه الزبالة (القمامة) أو مزبلة. والسُباط: هو ما يجتمع من الكناسة والقمامة.
● بال قائماً: أي تبول وهو واقف على رجليه.
● تنحّيتُ: ابتعدت عنه وتأخرت خجلاً أو احتراماً.
● ادنُه: اقترب مني.
● عقبيه: مؤخرة قدميه، أي وقف خلفه مباشرة.
● مسح على خفيه: أمر في الوضوء، حيث يمسح المسلم على الخفين (وهما ما يلبس على القدمين من جلد أو غيره) بدلاً من غسل القدمين عند وجود شروط معينة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي حذيفة رضي الله عنه أنه كان يصحب النبي ﷺ في سفر أو طريق، فانتهى بهما الأمر إلى مكان قذر (مزبلة قوم). فقام النبي ﷺ بالتبول فيه وهو واقف، فابتعد حذيفة عنه أدباً واحتراماً، لكن النبي ﷺ طلب منه الاقتراب، فاقترب حذيفة حتى وقف خلفه مباشرة. ثم بعد أن فرغ النبي ﷺ من البول، توضأ ومسح على خفيه في وضوئه.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز البول قائماً: الحديث دليل على جواز البول قائماً، وهو خلاف ما اشتهر عند بعض الناس من كراهته. والأمر فيه سعة، فالأفضل أن يبول الإنسان قاعداً ليكون أبعد عن انتشار النجاسة، لكن إن بول قائماً فلا حرج، كما فعل النبي ﷺ هنا.
● اختيار المكان المناسب للقضاء: البول في الأماكن القذرة (كالمزابل) جائز لأنه مكان النجاسات، بل قد يكون أولى حتى لا تتنجس أماكن أخرى.
● التواضع وعدم التكلف: النبي ﷺ لم يستتر هنا، لأن المكان كان خالياً إلا من حذيفة، وهو من خواص أصحابه، مما يدل على التواضع وعدم التكلف في مثل هذه الأمور.
● جواز المسح على الخفين: الحديث صريح في جواز المسح على الخفين في الوضوء، وهو من رخص الإسلام التي تيسر على الناس، خاصة في السفر والبرد.
● الأدب مع النبي ﷺ: حرص حذيفة على الابتعاد أدباً، ثم امتثاله لأمر النبي ﷺ بالاقتراب، مما يعلمنا الأدب مع النبي ﷺ ومع العلماء.
● تعليم الصحابة عملياً: النبي ﷺ علم حذيفة بهذا الفعل كيفية المسح على الخفين عملياً، وهو أبلغ في التعليم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- المسح على الخفين جائز بشروط، منها: أن يلبسهما على طهارة، وأن يكونا ساترين للقدمين إلى الكعبين، وأن يكون المسح في المدة المحددة (يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر).
- البول قائماً جائز، لكن ينبغي الحذر من انتشار رذاذ البول، لذا كان النبي ﷺ يختار له الأماكن المناسبة كما في الحديث.
- هذا الحديث من الأدلة على أن السنة تشمل الأقوال والأفعال، ففعل النبي ﷺ هنا تشريع لأمته.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا العمل بسنة نبيه محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (٢٢٤، ٢٢٥) من طريق شعبة، ومسلم في الطهارة (٢٧٣) من طريق أبي خثيمة - كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة فذكر مثله واللفظ المسلم، وأما البخاري فلم يذكر «فمسح على خفيه». هذا هو الصحيح من حديث حذيفة.
وأما ما رواه ابن ماجه (٣٠٦) من طريق شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة أن النبي ﷺ أتي سباط قوم فبال قائمًا: فقال شعبة: قال عاصم يومئذ: وهذا الأعمش يرويه عن أبي وائل، عن
حذيفة - يعني كما قال الأعمش، فتابع منصور الأعمش على روايته عن أبي وائل، عن حذيفة.
فظهر خطأ عاصم في رواية هذا الحديث، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة. وقد رجَّح الترمذي رواية أبي وائل عن حذيفة، على روايته عن المغيرة. قال الحافظ في «الفتح» (١/ ٣٢٩): «وهو كما قال، وإن جنح ابن خزيمة إلى تصحيح الروايتين لكون حماد بن أبي سليمان وافق عاصمًا على قوله»عن المغيرة«، فجاز أن يكون أبو وائل سمعه منهما، فيصح القولان معًا، لكن من حيث الترجيح رواية الأعمش ومنصور لاتفاقهما أصح من رواية عاصم وحماد لكونهما في حفظهما مقال» إنتهي.
وقوله (بال قائما) الأصل من عادة النبي ﷺ وهديه أنه كان يبول قاعدا، فلعله بال قائما لبيان الجواز لما أمن من إصابته رشاشة البول؛ لأن السباطة كانت رخوة، فلا يرتد البول إلى البائل.
وسُباطة القوم: هي ملقى القمامة والتراب ونحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

  • 📜 حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب