لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه».

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢٣٩) ومسلم في الطهارة (٢٨٢) كلاهما من طرق، عن أبي هريرة.

عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه».

1. شرح المفردات:

● لا يبولَنَّ: أداة نهي مؤكدة بالنون الثقيلة، أي: ليحذر كل الحذر أن يبول.
● في الماء الدائم: هو الماء الراكد الذي لا يتحرك ولا يجري، كالبرك والمستنقعات وحُفَر المياه التي لا تتجدد.
● الذي لا يجري: صفة للماء الدائم تؤكد ركوده وعدم جريانه.
● ثم يغتسل فيه: أي يتطهر ويستحم من ذلك الماء نفسه بعد تلويثه بالبول.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن أن يبول الإنسان في الماء الراكد الذي لا يتحرك ولا يتجدد، ثم يستعمل ذلك الماء نفسه للاغتسال أو الوضوء. فالنهي هنا عن تلويث الماء النقي الذي قد يستعمله الآخرون للطهارة أو الشرب، ثم الاستفادة منه بعد تلويثه، مما يسبب الضرر والأذى للنفس وللغير.

3. الدروس المستفادة والفقه فيه:

● تحريم تلويث المياه الراكدة: النهي هنا للتحريم عند جمهور العلماء، لأنه إضرار بالنفس والغير، وتلويث للماء الطهور.
● حماية البيئة والمصادر العامة: الإسلام يحرص على نظافة البيئة والمياه العامة، ويحرم إفسادها أو تلويثها، مما يعكس الاهتمام بالصحة العامة والحفاظ على الموارد.
● النظافة الشخصية والطهارة: النهي عن الاغتسال في الماء المُلوَّث؛ لأن الطهارة تشترط الماء الطهور، والمتنجس لا يصح التطهر به.
● النهي عن الإضرار بالآخرين: من يبول في ماء راكد قد يضر غيره ممن قد يشرب منه أو يتطهر به، وهذا داخل في عموم النهي عن الضرر.
● الفارق بين الماء الجاري والدائم: الماء الجاري (كالأنهار) يُعفى عن قليل النجاسة فيه لاستمرار جريانه وتجدده، بخلاف الماء الدائم الذي تتراكم فيه النجاسات.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- يستنبط منه العلماء أيضاً النهي عن التبول في الأماكن العامة التي قد يتضرر منها الناس.
- بعض العلماء يعمم المعنى إلى كل ما يلوث الماء أو يفسده، وليس البول فقط، كالبصاق أو غسل الأوساخ فيه.
- الحديث يدل على كمال شريعة الإسلام واهتمامها بالصحة والنظافة قبل أن يعرف العالم هذه المفاهيم الحديثة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (٢٣٩) ومسلم في الطهارة (٢٨٢) كلاهما من طرق، عن أبي هريرة. وفي رواية عند مسلم: «لا تَبُل في الماء الدائم الذي لا يجري ثم تغتسل منه». وزاد أبو داود (٧٠): لولا تغتسل فيه من الجنابة».
وقوله (الماء الدائم) أي: الراكد، كما في رواية النسائي (١/ ٤٩).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

📜 حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية