حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب جواز الوسم في غير الوجه للعلم
حسن: رواه أبو يعلى (٦٥١) - ومن طريقه الضياء في المختارة (٨٣٨) - عن يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن يحيى، وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر عظيمة.
شرح الحديث:
الرواية:
عن طلحة بن عبيد الله قال: مُرَّ على رسول الله ﷺ ببعير قد وسم في وجهه فقال: «لو أن أهل هذا البعير عزلوا النار عن هذه الدابة؟» قال: فقلت: لأسمن في أبعد مكان من وجهها، قال: فوسمت في عجب الذنب.
1. شرح المفردات:
● وَسَمَ: الوسم هو الكي أو العلامة التي توضع على الحيوان بالإحراق لتمييزه، وكانت عادة العرب وضع الوسم على الوجه.
● عَزَلُوا النَّارَ: أي ابتعدوا بها وأبعدوها، والمعنى: لو أنهم تجنبوا إيذاء هذا البعير بوضع الوسم في وجهه.
● الدَّابَّة: هنا يقصد البعير.
● لأسمن: أي سأضع الوسم.
● عَجْب الذَّنَب: هو العظم الذي في آخر الظهر (أسفل العمود الفقري)، وهو أبعد مكان عن الوجه، وأقل إيلامًا للحيوان.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يمشي مع أصحابه، فمر بهم بعير قد وُسِمَ (كُوِيَ) في وجهه ليُعْلَم أنه ملك لفلان، فلما رآه النبي ﷺ تألم لما رأى من الأذى الذي لحق بالبعير، فقال تعجبًا وتألمًا: «لو أن أهل هذا البعير عزلوا النار عن هذه الدابة؟»، أي: هلاَّ ابتعدوا بالنار عن وجه هذا البعير؟ أو هلاَّ تجنبوا إيذاءه بالكي في وجهه؟
فلما سمع طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه هذا الكلام النبوي الشفوق، قال: «لأسمن في أبعد مكان من وجهها»، أي: سأجعل الوسم في مكان بعيد عن الوجه حتى لا يتألم البعير.
ثم نفذ ما عزم عليه، فصار يوسم الإبل في عجب الذنب (أي أسفل الظهر)، لأنه أبعد مكان عن الوجه وأقل إيلامًا.
3. الدروس المستفادة من الحديث:
1- الرحمة بالحيوان: الحديث يدل على رحمة النبي ﷺ بالحيوان، ونهيه عن إيذائه وتعذيبه، حتى في الأمور المباحة مثل الوسم للتمييز.
2- تجنب الأذى ما أمكن: يُستفاد من الحديث أن المسلم مأمور بتجنب إيذاء الحيوان حتى في الأمور الضرورية، كالوسم، بأن يختار أقل الأماكن ألمًا.
3- سرعة استجابة الصحابة: الصحابة رضي الله عنهم كانوا سريعي الاستجابة لأمر النبي ﷺ وتوجيهاته، فما إن سمع طلحة كلام النبي حتى عزم على تغيير طريقة الوسم.
4- التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، ويأمر بالتيسير ورفع المشقة حتى على الحيوانات.
5- التعليم بالقدوة: النبي ﷺ لم ينهَ صراحة، بل عبر بطريقة لطيفة (أسلوب الاستفهام التعجبي) مما جعل الصحابي يفهم المغزى ويستجيب.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب الرفق بالحيوان، الذي حث عليه الإسلام بشدة، حتى إن النبي ﷺ قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» (رواه مسلم).
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على كراهة الوسم في الوجه، والأفضل أن يكون في مكان أقل ألمًا.
- الفقهاء ذكروا أن الوسم جائز للضرورة (لتمييز الماشية)، ولكن ينبغي أن يكون بلطف، وفي غير الوجه.
- الحديث يظهر مدى رحمة النبي ﷺ حتى بالبهائم، وهو قدوة في الرحمة والشفقة.
اللهم ارزقنا حسن الاقتداء بنبيك محمد ﷺ، واجعلنا من الراحمين المرحومين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل يونس بن بكير وطلحة بن يحيى فهما حسنا الحديث.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٠٩، ١١٠): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح».
ورواه البزار (٩٤٨) عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير به نحوه وزاد في أوله: أن النبي ﷺ نهى عن الوسم أن يوسم في الوجه.
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد». وشيخ البزار ضعيف.
قوله: «عجب الذنب» العجب بالسكون العظم الذي في أسفل الصلب عند العجز. النهاية (٣/ ١٨٤).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 914 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 889 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
- 890 لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها...
- 891 أحرقت أمة من الأمم تسبح لأن نملة قرصتك
- 892 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة
- 893 نهي النبي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد
- 894 الذباب كله في النار إلا النحلة
- 895 فضل النحلة
- 896 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع
- 897 لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
- 898 خمس فواسق يقتلن في الحرم
- 899 إني لأعجب ممن يأكل الغراب فقد أذن النبي في قتله
- 900 الغراب فاسق
- 901 الفويسق
- 902 أمر النبي ﷺ بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
- 903 أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
- 904 من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
- 907 لا تضرب الوجه
- 908 لعن الله الذي وسم الحمار في وجهه
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
- 928 إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام
- 929 أمر النبي ﷺ بقتل ذي الطفيتين لأنه يلتمس البصر ويصيب...
- 930 اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
- 931 نهى رسول الله ﷺ عن قتل الجنان التي في البيوت...
- 932 من ترك شيئا منهن خيفة فليس منا
- 933 من ترك الحيات خيفتهن فليس منا
- 934 من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
- 935 شيطان يتبع شيطانة
- 936 الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
- 937 الطيرة من الشرك
- 938 أقروا الطير على مكناتها
معلومات عن حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
📜 حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن الوسم في الوجه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








