حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اجتناب الفواحش

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٥٢٠)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٠: ٣٢) كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ:

نص الحديث:


«لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ».


1. شرح المفردات:


● المَدْح: الثناء والذكر الحسن، ووصف المحاسن والفضائل.
● أَحَبُّ إِلَيْهِ: أكثر محبة له وأشد فرحًا به.
● مَدَحَ نَفْسَهُ: أي وصف نفسه بالكمال والجلال والعظمة في كتابه أو على لسان رسله.
● أَغْيَرُ: الغيرة هنا بمعنى الأنفة والحمية التي تمنع من انتهاك المحارم أو مشاركة الآخرين في ما يختص به من الحقوق والصفات.
● الْفَوَاحِشَ: كل ما قبح وقذُر من الذنوب والمعاصي، كالزنا واللواط وشرب الخمر وغيرها.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبيّن صفتين من صفات الله تعالى هما: محبة المدح والغيرة.
● الجزء الأول: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ»
معناه: أن الله تعالى يحب أن يُحمَد ويُثنى عليه، وليس أحد يحب المدح ويعظم عنده كما يحبه الله تعالى. ولأنه يحب المدح، فقد مدح نفسه في كتابه العزيز، كقوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر: 23]، وغيرها من الآيات التي تذكر أسماءه الحسنى وصفاته العليا. وهذا المدح من الله لنفسه هو بيان لحقائق صفاته، ودعوةٌ لعباده ليسبحوه ويحمدوه ويعظموه.
● الجزء الثاني: «وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ»
معناه: أن الله تعالى يغار غيرةً عظيمةً لا تُقاس بغيرة أحد من الخلق. وغيره تعالى تعني: أنفته وحميته أن يُنتهك محارمه أو يُعصى في أرضه. ومن أجل هذه الغيرة حرّم الفواحشَ والمعاصيَ التي تُغضبه وتُنقص من حرمة شرعه، كالزنا والفواحش الأخرى، لأنها انتهاك لحرماته وتعدٍّ على حدوده.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب مدح الله تعالى وتعظيمه: فالله يحب أن يُحمد ويُذكر بالثناء الجميل، فيجب على المسلم أن يكثر من حمد الله وتسبيحه وتمجيده، وذلك بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العليا، والتأمل في آياته ونعمه.
2- التخلق بأخلاق الله بما يليق بالعبد: فكما أن الله يحب المدح، فالعبد أيضًا يحب أن يُمدح على أعماله الصالحة، ولكن بشروط ألا يكون المدح سببًا للغرور أو الرياء، وأن يُذكر المحمود بحقيقة حاله دون مبالغة.
3- تعظيم حرمات الله والخوف من غضبه: غيرة الله تعالى توجب على العبد أن يخاف من مقارفة الفواحش والمعاصي، لأن الله يغار على حرماته، فإذا انتهكها العبد عُوقب بشدة.
4- الحكمة من تحريم الفواحش: ليس التحريم مجرد منعٍ عشوائي، بل لأنه تعالى يغار على عباده أن يقعوا في ما يضرهم ويُسخط ربهم، فتحريمه رحمةٌ وحمايةٌ للعباد.
5- الاقتداء بالله في الغيرة على المحارم: فيستحب للعبد أن يغار على محارم الله أن تنتهك، وعلى أهله أن يقعوا في المعاصي، كما يغار على عرضه أن يُنتقص.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات الله تعالى.
- يجب إثبات صفات الله كما جاءت دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل، فنثبت أن الله يحب المدح ويغار غيرة حقيقية تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه غيرة المخلوقين.
- من أنواع المدح الذي يحبه الله: التحميد عند النعمة والصبر عند البلاء، والثناء عليه بأسمائه وصفاته، والصلاة على النبي ﷺ التي هي من أسباب حمد الله وثنائه.
- الغيرة من صفات الكمال لله تعالى، وهي من مقتضيات ألوهيته وربوبيته، فلا يُعصى في عبادته ولا يُشرك معه أحد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الحامدين الشاكرين، وأن يقينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٥٢٠)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٠: ٣٢) كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.
ورواه مسلم (٢٧٦٠: ٣٥) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود به مثله وزاد في آخره، «وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 953 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

  • 📜 حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس أحد أحب إليه المدح من الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب