حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم استعمال الذهب

عن أسماء بنت يزيد أن رسول اللَّه ﷺ جمع نساء المسلمين للبيعة، فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول اللَّه؟ فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «إني لست أصافح النساء، ولكن آخذ عليهن»، وفي النساء خالة لها عليها قُلبان من ذهب، وخواتيم من ذهب. فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «يا هذه، هل يسرك أن يحليك اللَّه يوم القيامة من جمر جهنم سوارين وخواتيم؟» فقالت: أعوذ باللَّه يا نبي اللَّه، قالت:
قال الأعظمي: يا خالتي، اطرحي ما عليك، فطرحته فحدثتني أسماء، واللَّه يا بني لقد طرحته، فما أدري من لقطه من مكانه، ولا التفت منا أحد إليه، قالت أسماء: فقلت: يا نبي اللَّه إن إحداهن تصلف عند زوجها، إذا لم تملح له، أو تحلى لى، قال نبي اللَّه ﷺ: «ما على إحداكن أن تتخذ قرطين من فضة، وتتخذ لها جمانتين من فضة، فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران، فإذا هو كالذهب يبرق».

حسن: رواه أحمد (٢٧٥٧٢) عن هاشم هو ابن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، قال: حدّثنا شهر ابن حوشب، قال: حدثتني أسماء بنت يزيد، فذكرته.

عن أسماء بنت يزيد أن رسول اللَّه ﷺ جمع نساء المسلمين للبيعة، فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول اللَّه؟ فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «إني لست أصافح النساء، ولكن آخذ عليهن»، وفي النساء خالة لها عليها قُلبان من ذهب، وخواتيم من ذهب. فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «يا هذه، هل يسرك أن يحليك اللَّه يوم القيامة من جمر جهنم سوارين وخواتيم؟» فقالت: أعوذ باللَّه يا نبي اللَّه، قالت:
قال الأعظمي: يا خالتي، اطرحي ما عليك، فطرحته فحدثتني أسماء، واللَّه يا بني لقد طرحته، فما أدري من لقطه من مكانه، ولا التفت منا أحد إليه، قالت أسماء: فقلت: يا نبي اللَّه إن إحداهن تصلف عند زوجها، إذا لم تملح له، أو تحلى لى، قال نبي اللَّه ﷺ: «ما على إحداكن أن تتخذ قرطين من فضة، وتتخذ لها جمانتين من فضة، فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران، فإذا هو كالذهب يبرق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
أولاً: شرح المفردات:
● تحسر لنا عن يدك: ترفع الثوب عن يدك لتُبايِعنا بالمصافحة.
● آخذ عليهن: أعتبر البيعة منهن بمجرد القول دون مصافحة.
● قُلبان: جمع قُلْب، وهو السوار الغليظ.
● تصلف: تتبختر وتتكبر وتعرض عن زوجها.
● تُمِلح له: تتزين له وتتطيب.
● جمانتين: خرزتين من الفضة.
● تدرجه: تمسحه وتلطخ به.
● أناملها: أطراف أصابعها.
ثانياً: شرح الحديث:
1- بيعة النساء بدون مصافحة:
جمع النبي ﷺ النساء للبيعة على الإسلام، وعندما طلبت أسماء بنت يزيد أن يكشف عن يده للمصافحة، بيَّن ﷺ أنه لا يصافح النساء، وأن بيعتهن تكون بالكلام والقبول فقط دون مساجدة. وهذا من حيائه ﷺ وعفته، وهو سنة متبعة في تعامل الرجال مع النساء الأجنبيات.
2- تحذير من التبرج بالذهب:
لما رأى النبي ﷺ على خالة أسماء حلياً من ذهب (أسورة وخواتم)، نصحها بتركه تحذيراً من عذاب الله، حيث بين أن من تتحلى بالذهب في الدنيا قد يعاقبها الله بحليه من نار جهنم يوم القيامة. فاستعاذت المرأة بالله من ذلك ورمت حليها فوراً.
3- التزين للزوج بالفضة:
عندما سألت أسماء عن تبرج المرأة لزوجها، أذن النبي ﷺ بالتحلي بالفضة للزوج، بل وبين طريقة للتزيين تجعل الفضة تلمع كالذهب باستخدام الزعفران، مما يدل على مشروعية التجميل للزوج بما ليس محرماً.
ثالثاً: الدروس المستفادة:
1. تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية، وهو حكم شرعي ثابت للحفاظ على العفات وغض الأبصار.
2. تحريم لبس الذهب على النساء، وهو إجماع من أهل العلم، لما فيه من الإسراف والتبذير، ولما توعد الله به من عذاب.
3. مشروعية التحلي بالفضة للنساء، خاصة للتزين للأزواج، مما يدل على أهمية إظهار المرأة زينتها لزوجها.
4. جواز استعمال ما يُحسّن منظر الحلي المباح كالصبغ بالزعفران لإبراز جماله.
5. حرص الصحابيات على طاعة الله ورسوله، حيث استجابت الخالة فوراً لنصح النبي ﷺ ورمت حليها دون تردد.
6. بيان رحمة النبي ﷺ وحرصه على هداية النساء، حيث خاطبهن بلطف ونصحهن بما فيه صلاح دينهن ودنياهن.
رابعاً: معلومات إضافية:
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- بيعة النساء تكون بالقول دون مصافحة كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12].
- تحريم الذهب على النساء ثابت بالأحاديث الصحيحة، وهو من محاسن الإسلام التي تحفظ المال من الإسراف.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٧٥٧٢) عن هاشم هو ابن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، قال: حدّثنا شهر ابن حوشب، قال: حدثتني أسماء بنت يزيد، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وفي الحديث الذي بعده أن أسماء هي التي طرحت السوارين من الذهب، فيحمل على أن القصة وقعت للاثنتين معا في مجلس واحد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 210 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

  • 📜 حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب