حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تحريم استعمال الذهب
حسن: رواه ابن حبان (٥٩٦٨)، والبيهقي في الشعب (٥٧٨٠) كلاهما من حديث سريج بن يونس، قال: حدّثنا عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «وَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الأَحْمَرَيْنِ: الذَّهَبِ وَالمُعَصْفَرِ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم، وهو حسن.
الشرح المفصل:
# 1. شرح المفردات:
● وَيْلٌ: كلمة وعيد وتهديد، تُقال لمن وقع في هلاك أو شدة عظيمة، وهي إشارة إلى العقاب الشديد الذي ينتظر من تفعل ذلك.
● لِلنِّسَاءِ: الخطاب هنا موجه للنساء، لأنهن المعنيات بالزينة واللباس.
● الأَحْمَرَيْنِ: صيغة تثنية لكلمة "أحمر"، والمقصود بهما هذان النوعان المحددان.
● الذَّهَبِ: معروف، وهو المعدن النفيس الثمين الذي تتخذه النساء حلياً.
● وَالمُعَصْفَرِ: هو ثوب مصبوغ بالعصفر، وهو نبات يصبغ اللون الأحمر أو الأصفر الفاقع والزاهي جداً. فالمعصفر هو الثوب الذي صُبغ بهذا الصبغ ليكون لونه شديد الظهور وجاذباً للأنظار.
# 2. شرح الحديث:
معنى الحديث النبوي الشريف تحذير شديد اللهجة للنساء من أمرين:
* أولهما: التبرج بحلي الذهب وإظهاره أمام الأجانب (غير المحارم)، وذلك لأن بريقه ولمعانه يلفت الأنظار ويجذب الانتباه، مما قد يكون سبباً في إثارة الفتنة.
* ثانيهما: لبس الثياب المصبوغة بالعصفر أو ما يشابهها من الألوان الزاهية والصارخة جداً (كالأحمر الفاقع أو الأصفر اللامع)، لأن هذه الألوان تبرز جسد المرأة وتجعلها ظاهرة بشكل ملفت ومثير في الطرقات والأماكن العامة.
فالحديث ليس تحريماً للذهب على النساء مطلقاً، فلبس الذهب حلال للنساء، وإنما هو تحذير من إظهاره والتبرج به أمام من لا يحل لهن. وكذلك ليس تحريماً للون الأحمر أو الأصفر بحد ذاته، بل للمبالغة في زهو اللون وصراخته التي تخالف حشمة المرأة وسترها.
# 3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب ستر المرأة وزينتها: على المرأة المسلمة أن تحرص على ستر بدنها وزينتها عن أعين الأجانب، فلا تظهر ما يلفت انتباههم أو يثيرهم.
2- تحريم التبرج: الحديث من أبلغ النصوص في التحذير من التبرج، وهو إظهار المرأة محاسنها ومزينتها لمن لا يحل لها. والتبرج من كبائر الذنوب.
3- الحث على الحياء والحشمة: الحياء من الإيمان، وخير للنساء أن يلتزمن باللباس الساتر غير الضيق وغير الزاهي بشكل مفرط، الذي يدل على الوقار والاحتشام.
4- سد الذرائع إلى الفتنة: الشرع الحكيم يغلق كل باب يؤدي إلى الفتنة والفساد. وإظهار الزينة والملابس الصارخة من أعظم أبواب الفتنة.
5- تفصيل في أحكام الزينة: ليس كل ما هو حلال في الأصل يجوز إظهاره في كل مكان. فلبس الذهب حلال، ولكن إظهاره على غير المحارم حرام.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في عموم قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]. فما ظهر منها بالعادة بدون قصد (كالرداء الخارجي) هو المسموح، أما إظهار الحلي والملابس الزاهية بقصد فهو المنهي عنه.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم خروج المرأة متعطرة متزينة للأماكن العامة، لأن العطر هو "زينة الشم" كما أن الذهب والمعصفر زينة البصر، وكلاهما يجذب الانتباه.
- المقصود بالتحذير في الحديث هو حال خروج المرأة بين الرجال الأجانب. أما في بيتها مع محارمها أو بين النساء، فالأمر فيه سعة بحمد الله.
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً الفهم في الدين، والالتزام بشرعه، ويجنبنا سبل الغواية والفتنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.
وعباد بن عباد هو ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة البصري روى عن محمد بن عمرو بن علقمة، وعنه سريج بن يونس وهو ثقة، ومن ظن أنه عباد بن عباد الرملي الأرسوفي فضعف هذا الإسناد، مع أنه صدوق أيضًا عند جمهور أهل العلم إلا أنه متأخر عن ابن أةي صفرة وهو لم يدرك محمد بن عمرو بن علقمة.
وفي الباب ما روي عن عائشة أن النبي ﷺ رأى عليها مسكتي ذهب، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ألا أخبرك بما هو أحسن من هذا، لو نزعت هذا وجعلت مسكتين من ورق، ثم صفرتهما بزعفران كانتا حسنتين».
رواه النسائي (٥١٤٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٤٨٠٣) كلاهما عن إسحاق بن بكر (هو: ابن مضر) قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال النسائي: «هذا غير محفوظ».
قال الأعظمي: وهو يشير إلى الخلاف الواقع على الزهري، وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ١١٥ - ١١٦) بعد أن ذكر الخلاف على الزهري: «والصحيح قول من قال: عن الزهري، عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن مرسلا، عن النبي ﷺ» انتهى.
قال الأعظمي: وقد روي أيضًا من وجه آخر عن عائشة قالت: لما نهى رسول اللَّه ﷺ عن لبس الذهب قلنا: يا رسول اللَّه ألا نربط المسك بشيء من ذهب؟ قال: «أفلا تربطونه بالفضة، ثم تلطخونه بزعفران، فيكون مثل الذهب».
رواه أحمد (٢٤٠٤٧)، وأبو يعلى (٦٩٥٢) كلاهما من طريق خصيف ومروان بن شجاع، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري الغالب عليه الضعف لسوء حفظه، وكذلك مروان بن شجاع وهو الجزري أيضًا، ولكنه لا بأس به في المتابعة إلا أنهما اضطربا في هذا الحديث، فروياه أيضًا عن عطاء، عن أم سلمة مثله. رواه أحمد (٢٤٠٤٨)، ورواه أيضًا عن خصيف وحده (٢٦٦٣٩).
ورواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٢) من وجهين عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة، وعن عبد الكريم، عن أم سلمة.
وعكرمة هو مولى ابن عباس قال علي بن المديني: «لا أعلمه سمع من أحد من أزواج النبي ﷺ شيئًا» ذكره العلائي.
وفي معناه ما روي عن أخت حذيفة قالت: خطبنا رسول اللَّه ﷺ فقال: «يا معشر النساء، أما
لكن في الفضة ما تحلين، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبا تظهره إلا عذبت به».
رواه النسائي (٥١٣٧)، وأحمد (٢٧٠١١) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثني سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن امرأته، عن أخت حذيفة قالت: فذكرته. وفي الإسناد امرأة ربعي مجهولة لا نعرف عنها شيئًا.
وفي معناه ما روي عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: جعلت شعائر من ذهب في رقبتها، فدخل النبي ﷺ، فأعرض عنها، فقلت: ألا تنظر إلى زينتها؟ فقال: «عن زينتك أعرض».
قال (الراوي): زعموا أنه قال: «ما ضر إحداكن لو جعلت خرصا من ورق ثم جعلته بزعفران».
رواه أحمد (٢٦٦٨٢) عن روح، حدّثنا ابن جريج، قال: أخبرنا عطاء، عن أم سلمة، فذكرته. وفيه انقطاع؛ فإن عطاء هو ابن أبي رباح لم يسمع من أم سلمة كما قال علي بن المديني.
وفي الباب ما روي عن أبي هريرة قال: كنت قاعدًا عند النبي ﷺ، فجاءته امرأة، فقالت: يا رسول اللَّه طوق من ذهب؟ قال: «طوق من نار». قالت: يا رسول اللَّه سواران من ذهب؟ قال: «سواران من نار». قالت: قرطان من ذهب؟ قال: «قرطان من نار». قال: وكان عليها سوار من ذهب، فرمت به، ثم قالت: يا رسول اللَّه، إن إحدانا إذا لم تزين لزوجها صلفت عنده، قال: فقال: «ما يمنع إحداكن تصنع قرطين من فضة ثم تصفرهما بالزعفران».
رواه أحمد (٩٦٧٧)، والنسائي (٥١٤٢) كلاهما من حديث أسباط، قال: حدّثنا مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي زيد، عن أبي هريرة، فذكره.
وأبو زيد مجهول لم يوثّقه أحد، وذكر من رواته أبو الجهم فقط.
وأما ما ذكره الحافظ في تهذيب التهذيب: «أخرج أحمد من طريق شعبة، عن أبي زيد مولى الحسن بن علي، عن أبى هريرة حديثا غير هذا، فكأنه هو، ورواية شعبة عنه مما يقوي أمره». ففيه وهمٌ فإن الحافظ نفسه لم يذكر في إتحاف المهرة من رواية أبي زيد عن أبي هريرة غير حديث الذهب المذكور أعلاه.
وفي معناه ما روي عن عبد اللَّه بن عمر قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن الميثرة والقسية وحلقة الذهب والمفدم.
قال يزيد: والميثرة جلود السباع، والقسية ثياب مضلعة من إبريسم يجاء بها من مصر، والمفدم المشبع بالعصفر.
رواه أحمد (٥٧٥١) عن حسين بن محمد، حدّثنا يزيد يعني ابن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، حدثني الحسن بن سهيل -أو سهيل- بن عمرو بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد اللَّه بن عمر قال: فذكره.
ورواه ابن ماجه (٣٦٤٣) من وجه آخر عن يزيد بن أبي زياد مقتصرًا على قوله: نهى رسول اللَّه
ﷺ عن خاتم الذهب.
وإسناده ضعيف من أجل يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي القرشي ضعيف باتفاق أهل العلم.
فقه الحديث:
حملت أحاديث النهي عن استعمال الذهب والفضة للنساء ما لم تؤد زكاته، أو كانت تلبس إظهارًا للفخر.
وقد يُحمل التحريم على الجميع في أول الإسلام، ثم أبيحت للنساء وبقي التحريم على الرجال كما يظهر ذلك جليًّا في الباب الذي يليه:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 212 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 187 من يلبس الحرير لا خلاق له في الآخرة
- 188 بعث رسول الله إلى عمر بجبة سندس لينتفع بثمنها
- 189 معنى من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
- 190 نهي النبي ﷺ عن لبس القسي وجلوس على المياثر
- 191 نهي النبي عن خاتم الذهب
- 192 كساني النبي حلة سيراء فشققتها بين نسائي
- 193 عنوان الحديث: إن النبي ﷺ أخذ حريرًا وذهبًا وقال حرام...
- 194 ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف
- 195 كان رسول الله يتبع الحرير من الثياب فينزعه
- 196 من لا يرجو لبس الحرير في الآخرة يلبسه في الدنيا
- 197 عن ابن عباس: إنما نهى رسول الله عن الثوب المصمت...
- 198 برد حرير سيراء على أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ
- 199 أحل لبس الحرير والذهب لنساء أمتي وحرم على ذكورها
- 200 إياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير
- 201 نهي النبي عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاث...
- 202 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا
- 203 أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير
- 204 لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذه
- 205 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون
- 206 رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما
- 207 عن أسماء بنت أبي بكر عندي للزبير ساعدان من ديباج.
- 208 من أحب أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة...
- 209 عنوان الحديث: "فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار"
- 210 إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن
- 211 ألقي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسورك الله بسوار...
- 212 الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
- 213 نهي النبي ﷺ عن خاتم الذهب.
- 214 نهي النبي عن خاتم الذهب والحرير والإستبرق والديباج
- 215 رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه...
- 216 رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه
- 217 رسول الله يطرح خاتمه من ورق فتبع الناس فعله
- 218 اتركوا الخواتم الذهب
- 219 نهى رسول الله عن خاتم الذهب وعن القسي، وعن الميثرة،...
- 220 خاتم من ذهب فيه فص حبشي أهداه النجاشي للنبي ﷺ
- 221 حلاهن النبي ﷺ رعاثا من الذهب
- 222 التختم بالذهب
- 223 طرح خاتم الذهب
- 224 نهى النبي ﷺ عن لبس الذهب إلا مقطعا
- 225 نهى عن الأحمرين العصفر والذهب
- 226 اتخذ أنفا من ذهب
- 227 المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
- 228 أخرجوهم من بيوتكم
- 229 تحريم تشبه الرجال بالنساء في اللباس
- 230 العاق بوالديه لا يدخل الجنة ولا ينظر الله إليه
- 231 الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
- 232 العين حق والنهي عن الوشم
- 233 عنوان الحديث: لا تشمن ولا تستوشمن
- 234 نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وآكل الربا...
- 235 لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن
- 236 عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة
معلومات عن حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
📜 حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








